المقالات

مشاهداتي (سيد محمد )  

1428 2020-07-09

محمد وناس

 

منذ صغري اسمع جدتي رحمها الله اذا اشتد عليها المرض  او داهمها امر جلل تسال الله بالسيد محمد سبع الدجيل . فكان وقع اسمه عليه السلام ذو اثر كبير على نفسي . مع اني لم ازره الا مره او مرتين في حياتي حتى صدرت الفتوى المباركه من سماحه السيد السيستاني اطال الله عمره , فكان نصيبي ان اكون خادما له مع رجال المرجعيه رجال الحشد الشعبي في تحرير مدينه بلد والدفاع عنها في ما بعد.

 بعد ظهر يوم من ايام تموز الساخنة جدا  بحرارتها وباحداثها , وصل النداء الى مقر اللواء الثاني حشد شعبي  بوجود تعرض على مدينه بلد من جهة منطقه عزيز بلد  واهل المدينه يطلبون العون من الحشد .

توجه الشباب باقصى سرعه الى المدينه التي تبعد عن مقر اللواء مسافه تسعه كيلو متر بسياراتهم .

لم اشاهد في حياتي قبل هذا اليوم اهل مدينه مؤتلفين ومتآزرين على البلاء مثل اهل بلد . الكل يتحركون باتجاه مكان التعرض .

شباب .. شيوخ .. رجال .. وحتى النساء  .

شاب يركب دراجه ملابسه توحي انه عامل بناء وامامه سلاحه ..

شيخ كبير معتمر الكوفيه والعقال وبيده سلاح .

سيده تحمل صندوق عتاد .

المدينه كلها تتحرك باتجاه واحد ..

عند وصولنا نصب مجموعه من الشباب الهاونات وبدؤوا بأخذ الاحداثيات   .

مجموعه اخرى تجهز نفسها للدخول الى خط المواجهه المباشره وتأخذ التعليمات ..

 مجموعه اخرى تقوم بإنزال العتاد وأهل المدينه يساعدونهم .....

كانت مواجهه صعبه وعنيفة جدا .  موقعي مع قوه الاسناد ( الهاونات ) ومعي مجموعه من الشباب ( خمسه ) من طلبه الجامعه التحقوا للعمل في الجانب التبليغي و الاعلامي للحشد بمعنى اخر خبرتهم القتاليه ضعيفة , مع حماستهم وشجاعتهم المنقطعة النظير , خوفي عليهم  اضافه الى اوامر من مسؤولي المباشر منعني  من التقدم الى الخط الاول .

الشمس تتجه نحو المغيب بسرعة تفوق سرعة الاحداث . والشارع الذي امامي بين فتره  والأخرى يحمل جثه شهيد او مصاب .

وبين اللحظه والأخرى تأتي مجموعه من خلفي لتلتحق بالمجاهدين في الخط الاول  الذي يبعد عني ٢٠٠ متر  ..

اراقب عيونهم وهي تتوسل ان اتقدم بهم .

وأصارع نفسي بين القبول وبين تركهم والذهاب وحدي .

صوت الانفجاريات ودوي الرصاص الذي لا يترك فرصه للتفكير .

توارت الشمس خلف بساتين الكروم , وبداء الظلام ينشر خيمته فوقنا .

قررت ان ادخل وحدي واترك الشباب في مكانهم ..

تحركت بين الاشجار المزروعة على جنبي  الشارع باتجاه الخط الاول مع اول مجموعه اتت من الخلف  .

نتحرك بشكل متعرج ونخفي انفسنا خوفا من القناصين ....

قبل ان اصل  الساتر  واذا برجل كبير بالعمر يرتدي (دشداشه ) اللباس العربي  ويضع على راسه عقالا ومعصوبا بكوفيته غطت جزاء من وجهه وهو يسري نازلا من الساتر راجعا لوحده في وسط الطريق غير ابه ولا مهتم برصاص قناصي داعش .

ناديته .. يا حاج تعال هنا سوف تصاب ..

التفت الي وابتسم ( ماكو شي لا تخاف )

عجيب .. لما  هو عائد  وهو يملك كل هذه الشجاعة ..

ناديته مره اخرى وبصوت عالي وإلحاح  حتى اوقفته 

( ولدي لا تخاف المعركه انتهت )

كيف انتهت حاج وحن في وسط النار ,

 ( يا وليدي الغالي سيد محمد  بنفسه يقود المجاهدين في هذه اللحظه  انا شفته بعيني وهو يتقدم عليهم )

صدمتني الكلمات .... هل اصدق هذا الشيخ وانا ارى النار تحرق ما حولي  . ام اكذبه وهو يسير بكل ثقة تارك النار خلفه .

اثارته ملامح وجهي و الاستغراب الذي بدا علي . فقال انظر الى الساتر ماذا ترى ...

النار تلتهب في مواقع داعش .

توقف الرمي . وانتهى صوت الرصاص . عمت حاله السكون الا من هتافات المجاهدين وتهليلهم بالنصر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك