د. حسين القاصد||
أعلنت إيران أنها بصدد مقاضاة ترامب بعد جريمة مطار بغداد الدولي الذي يمثل هيبة وسيادة الدولة العراقية؛ والقاتل اعترف بجريمته وأعلن عنها، لذلك فركن الإدانة متوافر ولم يبق غير القبض على الجاني ومحاكمته؛ ولسنا بصدد كيف القبض عليه أو محاكمته بقدر اهتمامنا بتفاصيل الجريمة وخيوطها.
مكان الجريمة هو مطار بغداد والقاتل معروف لكن ماذا عن بقية الخيوط؛ فالجميع يعرف - شيوعا - أن الشهيدين يتجنبان استعمال الهاتف، وعلى الرغم من أن زيارة الجنرال سليماني كانت زيارة رسمية الا ان التدابير الأمنية لم تتخذ لحماية ضيف جاء بزيارة رسمية بحسب اعتراف الحكومة العراقية برسمية الزيارة وماهية المهمة التي جاء سليماني لأجلها.
كان سليماني يزور العراق وأغلب البلدان العربية ولا أحد يعلم به الا بعد مغادرته؛ الا في هذه الزيارة، فقد شاهدت بعيني نقطة تفتيش أمريكية وفيها أمريكان يقطعون شارع ابي نؤاس عصر اليوم الذي تمت الجريمة بعد منتصف ليله؛ وكان القطع من بداية ابي نؤاس من جهة الجادرية بالقرب من مطعم السفينة، فاستغربنا أنا وسائق التاكسي من وجود مفرزة أمريكية خارج المنطقة الخضراء وفي الشوارع المدنية، لكننا حملنا الأمر على أنه إجراء احترازي خشية وصول المتظاهرين من جهة الجادرية إلى ساحة التحرير أو ربما يكون هناك مؤتمر في الشيراتون أو ميريديان يوجب الحماية وقطع ابي نؤاس الذي يمثل المتنفس الوحيد بعد أن فرض التكتك سطوته وبقي هو المستثنى الوحيد من قطع الطرق.
ثم مثله مثل جميع الأمور اليومية نسيت الأمر وعدت إلى البيت وماهي الا ساعات قليلة حتى جاء الخبر الصاعق؛ فمن قتل المهندس وهذا السؤال بشقه العراقي لأن إيران بدأت بإجراءاتها القانونية، ولا أريد القاتل بعينه إنما لنا أن نسأل عن ( العلاس) فخروج الشايب في وقت متأخر من الليل ثم وصول بعض الأشخاص الذين نقلوا لنا صور مكان الحادث وبعض مقتنيات الشهيدين، أمر يثير التساؤل عن كيفية وصول هؤلاء وهل لديهم علم مسبق بما حدث؟ عودوا إلى ليلة الحادث وراجعوا الأخبار الأولى والمشاهد الأولى والذين قاموا بالتصوير بعد دقائق من الحادث لتتعرفوا على قاتل مهندس الإنتصارات.
أليس من حقنا التحقيق في ساحتنا إذا كنا نتجنب ساحة الأميركان؟ أليس لدينا جهات أمنية على مستوى عال من الثقافة والوعي والإدراك؛ فليس من المعقول الاكتفاء بالتنديد بأمريكا أو المطالبة بخروج القوات الأمريكية، إذ لابد من الوصول إلى أدوات القاتل وعمّاله في العراق؛ نعم ربما نصمت على التنازل للسعودية ونهديهم ملحمة كلكامش لأن صدر الإسلام ليس في العراق؛ والمعلومات الأمنية تقول ان كلكامش حدثت في صدر الإسلام؛ لكن نحتاج هذه الخبرة الأمنية لكي تحدد لنا من سرب موعد الوصول وهوية الضيف و الذي يستقبله.
حين نعرف ( العلاسة) لن نعترض على سرقة ملحمة كلكامش واهدائها للسعودية ونسكت على سرقة السندباد ليصبح كويتيا، لأننا سنتمكن من وأد الفتنة المهيأة للبلاد بعد أن نتعرف من خلال التحقيق أن ( علاس) الشايب هو نفسه من قتل هشام الهاشمي.
https://telegram.me/buratha