د. حسين القاصد ||
ليس منطقيا أن يطلب من الإعلاميين أن يواجهوا جيشا جرارا مدللا ومحميا وله حصانات تفوق حصانات المسؤولين ولهم الأمر والنهي على وزراء الحكومة الحالية؛ وأعني بهذا الجيش الجرار الفريق الاعلامي وبعض ناشطي التظاهرات الذين حصدوا المناصب بدماء ضحايا التظاهرات من أصحاب المطالب الحقة.
لم يعد ابو ( التكتك علم) بعد أن صار اغلب ركابه مستشارين ومنهم من نال منصبه ومنهم من ينتظر.
واعود إلى رأس أمري لأقول : لاتراهنوا على النصر الاعلامي لأن دا١١عش أسقطت ثلاث محافظات بحرب الإشاعة وفيديوهات الرعب؛ ولولا أن الح ش د أوجد المعادل الموضوعي وأخذ يصور المعارك وأظهر أيقونة ابو عزرايل كضد نوعي للرعب الاعلامي فضلا عن الأناشيد الحماسية، لما انتصر إعلاميا بل لما عزز نصره العسكري إعلاميا.
من هنا، يجب على الساسة الوطنيين الحراك السريع فلم تعد الحرب حرب مقالات ولم تعد حربا ناعمة فضلا عن أن اعلاميي الهم الوطني الذين تصدوا في أكثر من منازلة هم من العزّل وغير محميين ولطالما خذلهم ساستهم، ومنهم كاتب هذه السطور.
نحن غير منظمين إعلاميا ولا نهب على الخصم هبة واحدة، وإذا تعرض أحد اعلاميينا لهجمة إعلامية قد تقيله من وظيفته أو تعرض حياته للخطر، تركه الجميع وحده وقالوا له اذهب أنت و (قلمك) وقاتلا...؛ لذلك لابد من نزول الساسة بأسمائهم وشخوصهم إلى ساحة الحرب.
فيا من حكمتم العراق سبعة عشر عاما بعقلية المعارضة لقد حان وقت المعارضة الثانية وهو الدور الذي تحيدونه فأرونا معارضتكم باقلامكم واصواتكم ومؤتمراتكم وعلاقاتكم الدبلوماسية؛ فلم يحدث في اي بلد في العالم أن تتعرض الأغلبية للابادة على يد أبنائها الذين ارتموا باحضان من يريد تدمير البلاد بعد أن شعروا بأنهم ثانويون جدا في المشهد السياسي .
الحرب المخطط لها شيعية - شيعية وبدماء شيعية وسلاح شيعي ومال شيعي لأن كل العراق يأكل من تنور البصرة فاعيدوا البصرة لصلب قضيتها واعيدوا للناصرية الثقة بكم، لأن كل اعلامي يدافع عن حكم الأغلبية يتعرض للهجوم المبرمج، لذلك لابد من مواجهة جماهير الجنوب وتلبية احتياجاتهم . خذوا بيد الشباب الذين تسلقهم تجار التظاهرات وحاولوا أن تجدوا حلولا لمشاكلهم من توفير فرص عمل وما شابه ذلك.
لقد حان الوقت ان تعودوا أيها الساسة إلى إعلاميين معارضين كي تكسبوا الناس مثلما كسبهم خصومكم بمعارضتهم لكم.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha