محمد كاظم خضير* ||
في الوقت الذي أدار داهية العرب معاوية قضية قميص عثمان بكل مكرا ودهاء حتى أن سيفاً كريما كسيف الإمام علي لم يستطع معالجة ذلك الدهاء لإسباب تخص الأمة الإسلامية أنذاك, واليوم نجد أن النواشيط الاولاد المدللين عند ترامب ولأساطين السياسية الجديد لم يعرفوا كيف يرفع قميص الهاشمي للمطالبة بدمه ، إذ ظهرت مجموعة من الادلة تخص مقتل الهاشمي الذي اعلن فيها تنظيم داعش الإرهابي رسميا تبني عملية الاغتيال .
كلنا نعرف دور الراحل الهاشمي في تحليلاته السياسية التي كانت تساند الحكومة العراقية في زمن العبادي ، والتي ساهمت في دور كبير في تبيان وتوضيح الانتصارات المتحققة ضد تنظيم داعش وكسر القوه الاعلاميه لهذا التنظيم الإرهابي ، وحين استشهد الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه كان وكيل الدم والمطالب به معاوية بن أبي سفيان ، ورغم أهداف معاوية الدنيوية إلا أن مطالبه الشرعية كانت قوية الحجة حين رفع قميص عثمان المضرج بدمه من على الجامع الأموي كي يستدر به عواطف المجتمع الدمشقي المحب لمعاوية , بينما كانت أهدافه الحقيقية هي المحافظة على منصبه كوال لدمشق حيث بقي والياً عليها طيلة عهدي الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان رضي الله عنهما , بينما كلف قرار الخليفة علي بن أبي طالب عليه السلام الذي أقتضى عزل معاوية قضيتين، الأولى أنه لم يسمع نصيحة عبدالله بن عباس بضرورة إبقاء معاوية وعدم عزله مؤقتاً حتى يبايع ، والثاني فقد رفض مطالب معاوية للقصاص من قتلة عثمان المتواجدين بجيش علي بن أبي طالب .
وفي الوقت الذي أدار داهية العرب معاوية قضية قميص عثمان بكل دهاء حتى أن سيفاً كريما كسيف علي لم يستطع التغلب على ذلك الدهاء , نجد أن النواشيط والسياسين هؤلاء الاولاد المدللين لأبيهم ولأساطين السفارة الأمريكية الجديد لم يعرف كيف يرفع قميص الهاشمي للمطالبة بدمه .
وكما يبدو للمطلع على ما يجري من أسرار أن النواشيط لا يهمهم دم الهاشمي الذي لو سألت عجوزاً لم تسمع بهشام الهاشمي ولا تحليلاته , ويقص على تلك العجوز ملابسات قتله لقالت وهي مطمئنة ” فتشوا في ملفات عمليات السفارة الامريكية ” في الوقت الذي يعرف النواشيط أن قتلة الهاشمي هم الأمريكان إلا أنه لم يكن يهتم بدم هشام الهاشمي , بل كان المهم أن يضرب المقاومة الإسلامية , وربما ونؤكد على كلمة ربما أن الوصول إليه كان لابد أن يمر عبر اتهام حزب الله العراقي كقاتلة أو مسؤول عن قتل الهاشمي , وحاولوا بشتى الوسائل الصاق التهمة بحزب الله , ولكن يبدو أن لديهم رجال يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم , فالمؤامرة التي ستقودها السفارة الامريكية ومجموعتها وانكشافها وهروبهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي وكيل التهم لحزب الله العراقي جعل عقلا القوم يدركون خطورة هذه الإدعاءات الكاذبة وكشف خطوط المؤامرة مما أجبر النواشيط على تغيير المسار , وبرزت خطة توريط حزب الله بعملية مقتل الهاشمي ومن ثم إعادة عقارب الساعة نحو تظاهرات من جديد من زاوية جديدة , ولكن حزب الله العراقي قد حير نواشيط السفارة , فالهجوم الكاسح على حزب الله كشف حقيقة النواشيط أمام المجتمع العراقي وتبين أنهم مجموعة أطفال أو شباب يمكنهم أن يبدعوا في الرقص الغربي , وفي حقيقة الأمر انهم لن يستطيعوا أن يكونوا شخصيات سياسيا أو عسكرياً قادرة على خوض فنون السياسة كما ينبغي ، ولذا فأمام خيبة أمله وفشله الذريع كان لابد من أن ينفذ تعليمات السفارة الأمريكية الذي اضطر أن يغير كل خطط الاعلاميه .
وجاء في الحقيفة التي تفند الإتهام الموجه لحزب الله العراقي من خلال المعلومات التي أدلى بها أحد ذوي الهاشمي ان اخوه تلقى تهديدا من قبل تنظيم داعش قبل تنفيذ عملية الإغتيال ؛ مما جعل هؤلاء الاطفال اللاهين بمستقبل العراق يحتارون في غرفته بسفارة الأمريكان بالعراق ويطلق أزلامهم في الفضائيات أمثال غيث التميمي , فلم يكونوا قادرين على أن يقولوا أنهم سيضعون هذه الأدلة الجديدة أمام القضاء ؛ بل كانوا يصرحون وهم يكادون يختنقون غيضا إنهم يرفضون كل ماقاله وأنه كلام سياسي لا يرقى إلى الأدلة الجنائية , وأنه .. وأنه ..حتى وهم يتحدثون كانوا محامين أكثر منهم َ نواشيط, حتى ليكاد المسلم العراقي أن يلعن القنوات الفضائية التي تعطي حيزاً من وقت المشاهد العربي لهؤلاء العملاء .
والسؤال الذي يطرح نفسه لهؤلاء المدافعين عن إمريكا ، هو : ألم تطالبوا بدم الهاشمي ؟ هل دم الهاشمي رخيص عليكم إلى الحد الذي تريدون منه أن يكون قميص عثمان لخدمة الأجندة السفارة الامريكية فحسب ؟ أليس من الأفضل أن نطالب بإلحاح من قضاء العراقي أن يحقق مع إمريكا حول جريمة قتل حقيقية قامت بها الهاشمي والمهندس ؟ إذا كان النواشيط ومجموعتهم متأكدين أن القضاء لن يجرؤ على التحقيق مع أمريكا ولن توقف القاتل الحقيقي , فما الفائدة من اتهام أبرياء بقتل هشام الهاشمي وترك القاتل الحقيقي يضحك على المقتول والمتهم البرئ !! .
وأخيرا متى تشفى بلاد الرافدين من قيادة هؤلاء المأجورين !! .
*باحث ومحلل سياسي
https://telegram.me/buratha