قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
ربما سمع بعض القراء شيئا عن زواج المحلل، وهو مدار أفلام ومسرحيات عربية مصرية معروفة، ويسمى هذا النوع من الزواج في بعض الأوساط الوساط المجتمعية بـ"زواج التجحيش"..!
يستعمل هذا النوع من الزواج في بعض الحالات، للتخلص من آثار الطلاق الذي لا رجعة عنه، وهو الطلاق ثلاث مرات، أي طلاق بينونة كبرى، الذي لا يمكن للزوجة فيه أن تعود لزوجها ابدا، ولكي يسمح للزوج بالعودة الى زوجها بعد الطلقات الثلاث، لا يمكن إلا أن تتزوج غيره لفترة محدودة، ثم تطلق من الثاني، لتعود الى الأول بعدها، ولا سبيل لعودتها الى زوجها الذي طلقها إلا هذا السبيل المُذل..
ومن الشروط المهمة التى ذكرها الفقهاء، دخول الزوج الثانى «المحلِّل» بزوجته «المطلقة من الأول» دخولًا حقيقيًّا، اشتراط الدخول له علة لا تخفى على متأمل، وهى أن يتأنى الرجل الذى طلق زوجته مرتين، ويحذر أشد الحذر من إيقاع الطلقة الثالثة؛ لما يترتب عليها من انقطاع الزوجية بشكل نهائى، لأنه لو أراد العودة بعدها، فلن تكون إلا بعد أمر يأنفه الرجال، وربما كان ذلك سببًا فى عزوف كثير من الرجال، عن الزواج بمَن سبق لها الزواج من آخر، مع أنها لم تكن زوجة له، فكيف بها وهى زوجته التى طلقها ثلاثًا، لكنها لن تحل له إلا إذا تزوجت بغيره زواجًا حقيقيًّا؟!
الحقيقة أن زواج "التجحيش" هذا، يمثل عقوبة معروفة في البؤر الاجتماعية المحافظة، وحقيقته معاقبة الرجل الذي يسيء معاملة زوجته، ويكثر من رميها بالطلاق المبرم (أي ثلاثاً)، بأن يتم تزويجها برجل آخر - لفترة معينة ومحدودة - قبل إعادة تزويجها منه ـ وقد يذهب البعض - امعاناً في إذلال المذنب، وربما الزوجين معاً- الى اختيار الرجل الآخر (الذي سيتم تزويج المرأة له) من بين أكثر الرجال فضاضةً و سوء خلق، وفي أكثر الأحيان يختارونه من قاع المجتمع.
لعلّ الدرس القاسي والمأمول من هذه الممارسة، أن تكون عقوبة "التجحيش" هذه، كافية لتوبة الزوجين المتخاصمين ،أو على الأقل تحجيم أي سوء معاملة بينهما، بالمقارنة مع ما هو اشد وطأةً وأكثر إهانةً واذلالاً.
بقي نظام حزب البعث بقيادة الطاغية صدام حسين، سلطة ديكتاتورية لكنها تحظى بشرعية دولية كاملة، مستمرًا في جرائمه طيلة أربعين عاما بالتمام والكمال، كان خلالها مسؤولًا أساسيًا عن التدمير والقتل والتهجير الممنهج، وكان كل ذلك مقبولا لدى الغرب؛ بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن صدام وحزبه لم يكونوا ليتعرضوا لمصالح الغرب، بل كانوا خدما حقيقيين ركبوا القطار الأمريكي، كما عبر عن ذلك أمين سر قيادة البعث عام 1963 فؤاد الركابي.
وحين بدت على النظام الصدامي؛ علامات التهالك عسكريًا وشعبيًا، وباتت تصرفاته الرعناء الناتجة عن جنون العظمة الذي أصيب به الطاغية صدام، تشكل خطرا على مصالح امريكا والغرب؛ خصوصا إحتلاله الكويت وتهديده منابع النفط الكبرى، دخلت امريكا على خط إزاحته، فأحتلت العراق عام2003؛ وصار الشعب العراقي؛ بين شهيد وأسير وجريح ومُهاجر في أنحاء العالم، أما في يغداد فقد تزوجتنا طبقة سياسية فاسدة، معتلية ظهور العراقيين بزواج "تجحيش سياسي، مبررة لوجود المحتل الأمريكي، بأنه ضرورة لبناء عراق "جديد".
الطبقة السياسية الفاسدة التي تزوجت العراق بـ"زواج التجحيش"، دخلت بالعراق دخوووووولا حقيقيا، وانهكته تماما وسلبت منه قدرته على الحياة، و"العراق الجديد" لم نرهُ قط، وسبعة عشر عاما من "زواج التجحيش السياسي" كانت طويلة، والأمريكان يسعون اليوم، لإعادة "الزوج الأول"..البعث..الى واجهة العراق مجددا..!
كلام قبل السلام: في اغلب الأحيان؛ تقتنص الزوجة المظلومة، لحظة طلاقها من زوجها الثاني "الجحش"، لتستعيد عذريتها، ولتكتسب حريتها، من زوج فرضها فقه أراد أن يكحلها فأعماها، تلك الحرية بأن تبقى الزوجة العراقية عانساً الى الأبد..!
سلام..
https://telegram.me/buratha