سعود الساعدي||
دائما ما تهدينا السياسات الأميركية الطائشة أو الصهيونية المستهترة أو السعودية المتهورة، فرصا تاريخية في منعطفات حرجة نمر بها، وعند مضائق استثنائية تقطعها سفينة الشهداء الأحياء وخط الأحرار في زمن الاستعباد الأميركي. فبعد الغارة الفاشلة التي أعادت كاسحة الضغط الأميركي المتواصل إلى المربع الأول، ومهدت بعد وثبة الحشد الى تكسير أسوار العزلة السياسية والاجتماعية والنفسية للقوى الشيعية المناوئة لمشروع الاستعباد والتطهير العنصري الأميركي، جاءت إساءة صحيفة الشرق الاوسط السعودية لتتطاول على مقام المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتمهد لمحاصرة المشروع السياسي الأميركي السعودي في العراق والساعي بقوة وسرعة للهيمنة على مفاصل الواقع السياسي بكل عناوينه المعلنة وبعدها المخفية.
إذا كانت وثبة الخضراء قد أعادت التذكير بقواعد القوة وتوازناتها وكشفت عن عدم قدرة الخصم على الحسم الميداني في الظروف الحالية وساهمت برفع المعنويات واعادة تنظيم وترتيب البيت الممانع والخروج من صدمة فتنة تشرين الأول ٢٠١٩ والانتقال من حالة الانكماش إلى موقف المبادرة والهجوم فإن الاساءة للمرجعية رغم ما سببته من آلام ومن جروح للكرامة وتعد على رمز الدين فهي فرصة سانحة لتشكل محطة إنطلاق سياسي يوظف وينمي الغضب الشعبي لمحاصرة المشروع المناوئ للعراق وسيادته وكرامته ومرجعيته وحشده ومستقبله كما يشكل في الوقت نفسه نقطة إنطلاق وتأسيس لملامح المشروع السياسي الجامع والمواكب والمستوعب لتحديات المستقبل القريب والقادر على قيادة السفينة وايصالها الى مرفأ الأمان.
https://telegram.me/buratha