د . حسين القاصد *||
تحية طيبة وبعد :
أبدأ كلامي بقول ابي الطيب المتنبي :
وأعظم ما تكلفني الليالي
سكوتٌ عندما يجب الكلام
وأحسب أنكم لم تسكتوا ولا أظنكم تفعلون؛ وكيف لكم أن تسكتوا وقد تبنيتم خيار المعارضة، ولعل المعارضة لا تعني عدم الاشتراك في الحكومة، بل هي حكومة ثانية، حكومة الرأي المضاد المصحح لأخطاء الحكومة، بل المحاسب على أخطائها
إني إذ اخاطبكم في هذه اللحظات الحرجة التي تشكل منعطفا غير مسبوق في تاريخ الأمة العراقية، فكلي أمل أن أسمع للمعارضة صوتها المدوي لكي تستقيم أمور البلاد والعباد
في كل بلدان العالم يتمتع المعارضون بحقوق المواطنة ولا يطاردون في وظائفهم ورزقهم وحريتهم في التعبير عن الرأي؛ لكننا صرنا في ظل حكومة الجيوش الإلكترونية والفيسبوك ننشغل عن كورونا بصور لطفل يلعب الكرة أو بأزمة بين أبطالنا الذين قاتلوا داعش كتفا لكتف ثم اريد لهم أن يتاقتلوا فيما بينهم لولا حكمة العقلاء وانتباههم للمخطط المدبر لهم
إن الاهتمام بأزمة كورونا لايتحقق بالتغييرات الإدارية في المؤسسات العسكرية والمدنية؛ وليس له أن يتحقق بالهروب إلى الأمام إلى الحد الذي وصلت فيه الأمور أن تكون عملية إطلاق الرواتب (مكرمة) من الحكومة
لقد ضمت هذه الحكومة مستشارين تنفيذيين وربما يكون المصطلح جديدا، لكنهم تنفذيون فعلا، وموزعون على الوزارات، حيث كل مجموعة منهم تقود إحدى الوزارات ويقومون بزيارات توجيهية للوزير ويشرفون على عمله، وهذه سابقة خطيرة جدا تجعل الوزير مدارا مسلوب القرار
لذلك وانتم عازمون على استضافة السيد رئيس الوزراء، نطالبكم بتصحيح مسار الحكومة أو سحب الثقة عنها لأنها لم تسجل أي نجاح في اي مفصل من مفاصل الدولة سوى نجاحها في خلق الفتن في صفحات التواصل الاجتماعي
نطالبكم بموقف حازم كمعارضة من أهم مسؤولياتها تصحيح المسار
حفظ الله العراق وأهله ورحم الله شهداءنا وضحايا وباء كورونا
مع التقدير
* شاعر واكاديمي
٣٠ / ٦ /٢٠٢٠
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha