عبد الحسين الظالمي ||
تلك الصورة العجيبة والحالة الفريدة التي يصورها القران وهو كلام الله ليوم الفرار ذلك اليوم الحتمي والذي لا مفر منه كما هو الموت تلك الحقيقة التي لايمكن لاحد انكارها مهما حاول ومهما فعل وكل ما بالامر هو ابعاد شبح حلولة المبكر.
والموت واحد وان تعددت الاسباب وختلفت النهايات وهو وعد صادق من خالق الحياة بان الموت مصير محتوم لكل ذي نفس فلا خلود في الحياة الدنيا ابدا، لذلك مهما حاول الانسان ان يبعد شبح الموت عنه سوف يصتطدم يوما بهذه الحقيقة التي يراها ويسمع بها يوميا وربما يشاهد تفاصيلها في قريب او صديق ورغم ذلك يحاول ان يتجاهلها.
الموت مقدمة طبيعية لذلك اليوم الذي يصفه القران بيوم الفرار.( يوم يفر المرىء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه ....).
فايروس كورونا اثبت مصداق الايتين الكريمتين الاية التي تقول (يدرككم الموت ولو كنتم في بروح مشيدة ) مهما علا شأنكم و مقامكم ومهما كان مستواكم فانتم مهددين فلا بوارج تحميكم ولا قصور ولا حمايات فانتم جميعا اما هذا التهديد واحد ولاول مرة يرى الانسان بعينة شبح الموت ولاصابة تهدد الجميع فلا رئيس ولا قائد ولا كبير ولا صغيرمحصن من هذا التهديد وربما ياتي هذا التهديد بواسطة اصغر مخلوقات الله لينسف جبروتكم وطغيانكم وحصونكم وقلاعكم وبوارجكم وكذا اية الفرار ( يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ......).
لو تدبرنا الايتين الكريمتين اية الادراك(يدرككم الموت) واية الفرار( يوم يفر المرء...) لوجدنا مضمونهما رسالة السماء لكل البشر ايها الانسان نهايتك حتمية مهما عملت وتحصنت ويوم حسابك حتمي وذا كنت لازلت متمادي ومنكر او متجاهل فهذه صور في الافاق وفي انفسكم
تشاهدوها بالواقع فلا احد مستثنى من المصير المحتوم ولا احد ضامن نفسه لغد لا كبير ولا صغير والامريض ولا سليم ولا رئيس ولا مرؤس
الكل يهددهم الخطر. وهذه هي صور الموت وهذه صور الفرار امام عينيك يصورها الله للبشر، وها انت اليوم نراها صور حية في الحياة الدنيا، فبعد ان منحنا الله الهواء مجانا ها نحن اليوم نقف طوابير للحصول عليه لنعي قيمته عندما تمنعه السماء ورغم ذلك يحاول البعض استغلاله وكذا نرى فرار الابن من اخيه الذي يقول عنه انه سنده وحزام ظهره ومن امه وابيه واولاده وزوجته الذي افنى حياته من اجلهم عندماي تعلق الامر بمصيره وهذا ما تتحدث عنه القصص اليومية والمشاهد التي تنقل من مراكز العزل او في مقابر الدفن،.رغم ان هناك تاكيد بعدم الضرر من المتوفي ونقل العدوى ورغم ذلك يفر من اقرب الناس اليه،
فكيف بقول الحق اليقين وهو يصف يوم الفرار وصورته المهولة الذي هو حتما واقع في يوم يحشر فيه الناس جميعا امام رب العالمين .
فهل يعي الانسان هذه الرسالة ويفر من كورونا الى خالقها ؟ ام لازال متماديا وظلوم جهول لنفسه ولاخيه ولمصيره الحقيقي . فاعتبروا ياولي الالباب .
https://telegram.me/buratha