السيد محمد الطالقاني ||
ان رجالات الحوزة العلمية هم الطريق المعبّد الى الله تعالى, فهم الذين حملوا على عاتقهم مهمة توعية الامة وافهامها بدورها تجاه دينها, وكيفية التعامل في كل جوانب الحياة تحت ضوء الشريعة الاسلامية.
ومن رجال الحوزة العلمية الذين قدموا ارواحهم على منحر الحرية من اجل هيهات منا الذلة شهيدنا اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)والذي نعيش ذكراه هذه الايام.
لقد حاول الشهيد السيد محمد الصدر كسر حاجز الخوف بين الامة والسلطة الجبروتية الحاكمة، وذلك من خلال تصديه في اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعميم اقامتها بمختلف مدن العراق, وهو مشهد لم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة، حيث جعل شهيدنا الصدر من صلاة الجمعة منبرا إعلاميا لتوعية أبناء الأمة , متحديا اكبر طاغوت عرفته البشرية في العصر الحديث المقبور صدام واعوانه المرتزقة.
لقد كانت السلطة البعثية الحاكمة في العراق تخشى التجمعات الدينية حيث كانت تستخدم كل امكانياتها وقوتها لتفريق أي تجمع ديني من شانه ان يهد كيان السلطة في العراق, خصوصا وان تجربة الثورة الاسلامية في ايران كانت نصب اعينهم ولديهم معلومات مؤكدة عن دور الحوزة العلمية في التوعية واستقطاب الامة واحداث الواقع التغيري متى ارادت ذلك.
لقد استطاع الشهيد الصدر الثاني بحكمته وحنكته ان يكسر حاجز الخوف بين الامة والسلطة المتفرعنة عندما وقف في مسجد الكوفة مرتديا الكفن ومناديا هلموا الى الصلاة وانصروا دينكم.
فكان لهذا التجمع العبادي السياسي دورا كبيرا ومهما في مسار المواجهة التي كان تخوضها الحوزة العلمية مع اعداء الاسلام.
لقد اعطت صلاة الجمعة رسالة الى السلطة البعثية الكافرة والتي تسلطت على رقاب الامة بقوة السلاح والارهاب , بان معظم شرائح الشعب العراقي هي شرائح رافضة لسياستها القمعية.
ان الشهيد الصدر جعل من صلاة الجمعة المتنفس الوحيد لاطلاق صوت الحق وكسر طوق السكوت, من خلال نقد تصرفات السلطة التي تخص شؤون الحياة اليومية.
كما حاول الشهيد السيد محمد الصدر ان يجعل من صلاة الجمعة نداءا تعبويا للجماهير, وتشكيل نواة لجيش فكري يتسلح بالعقائد الحقة من اجل مواجهة الاستكبار العالمي واستقبال المصلح الالهي.
لذا شعر النظام البعثي المقبور ان هذا الامر سوف يشكل خطراً مباشراً على سلطته ، فسارع إلى تدبير عملية اغتيال لشهيدنا الصدر مع ولديه, متصورا ان الامور ستنتهي بذلك .
لكن الغليان الجماهيري بدا يزداد يوما بعد يوما وتحولت تلك الجماهير الى مجاميع استشهادية الى ان سقط النظام البعثي في مزبلة التاريخ.
اننا اليوم ونحن نعيش الفتنة السياسية الطامعة بالحكم وكرسي السلطة والتي ادت الى انهيار الاوضاع في هذا البلد لزاما علينا ككتاب ومثقفين واصحاب الفكر الحر ان لاننسى تضحيات اولئك الابطال من رجال الحوزة العلمية ، بل يجب ان نجعلهم قدوة لنا في السير نحو الاصلاح رافضين كل الشعارت الزائفة التي تحارب الحوزة العلمية ورجالها,
فسلام عليك ياسيدي الشهيد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha