د,علي الطويل ||
في عملية استفزازية غير مبررة ، اقدم جهاز مكافحة الارهاب باوامر امريكية ليلة امس على اقتحام مقر اللواء ٤٥ للحشد الشعبي واعتقال ١٣ مجاهدا ( على تضارب المصادر عن العدد) من مجاهدي الدعم اللوجستي لهذا اللواء واقتيادهم الى المنطقة الخضراء ، والحجج التي سيقت والمبررات التي ذكرت فيما بعد اطلاق سراحهم لايقبلها عقل اومنطق ، والاغرب من هذا كله ان الاوامر جائت بموافقة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ، والاشد غرابة ان العملية التي جائت وفق قرار قضائي وقعه قاضي مكافحة الارهاب ويفترض ان تنفذ بايادي عراقية ولكن القرار نفذ بمساندة قوة امريكية تقدر ب ٤٠ الية عسكرية رافقت القوة التي اقدمت على اعتقال المجاهدين ، اليس غريبا ان تاتي قوة حكومية كبيرة مسنودة بهذا العدد من الاليات والافراد من قوة دولية محتلة والهدف هو اعتقال ١٣ عنصرا مجاهدا ينتمون الى فصيل عراقي خاضع للقوانين العراقية ؟، ان وحده ينسف كل الرواية الحكومي بان العملية غير مقصودة ، او ان اشتباه حصل في عملية الاعتقال ،
ان لواء ٤٥ هو قوة مسلحة عراقية لها تاريخ في مقارعة اعداء الوطن ،و لها مقرات معلومة ، وانتشار في مساحة محددة من الارض وباوامر حكومية ضمن قيادة العمليات المشتركة ، فالاشتباه الذي ورد في التبرير عذر قبيح لاواقع له وغير مقبول ، وانما جاء لمدارات الحرج الذي وقع فيه القائد العام للقوات المسلحة بعد اعتقال قوة خاضعة لاوامره من قبل قوة مأمورة بقيادة امريكية ، وكذلك لتراجعه عن موقفه بعد ردة الفعل الكبيرة التي قامت بها فصائل الحشد المختلفة مما اجبره على اطلاق سراحهم ، فماذا وراء هذا الاستفزاز ؟
1.ان قيام قوة امريكية بتنفيذ امر قضائي عراقي ، او مساندة قوة مكافحة الارهاب في ذلك يؤكد ان الامريكان قد اعادوا سيطرتهم مجددا على قرارات الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة وهذا له مداليل اخرى سنتناولها في مقال اخر ،
2.ان اعتقال قوة حكومية لقوة حكومية اخرى تحت مبررات واهية ، ماهي الا محاولة اجر العراق لفتنة اخرى تحاول الايادي الامريكية صناعتها بعد ان فشلت جميع محاولاتها الاخرى في تخريب اوضاع البلد .
3.ان هذا الاستفزاز يخفي خلفه اهداف ومخططات اخرى ، وهذه العملية ترمي الى قياس ردة الفعل الناتجة عنها تمهيدا لتنفيذ مابعدها من مخططات.
4.ان هذا الاستفزاز ارادته حكومة الكاظمي لجر الراي العام وتحويل انتباهه لقضايا جانبية للتغطية على فشلها في حل الازمات التي تعصف بالبلد، كالأزمة الاقتصادية ورواتب الموظفين ، وجائحة كورونا والاحتلال التركي لجزء من ارض العراق دون ان تحرك الحكومة تجاهه ساكنا، بل داهنت هذا الاحتلال عبر سكوتها المريع .
5.ان اعتقال هذه القوة يؤكد بما لايقبل الشك ان الحكومة ماضية بتنفيذ الاوامر الامريكية من الفها الى يائها دون الالتفات الى مصالح الوطن ، وما ستأول الية الاوضاع بعد ذلك .
ان كل ذلك يدعوا القوى الوطنية والمخلصة الى اعادة حساباتها مجددا ، وكذلك تقييم اداء هذه الحكومة وفق هذه المعطيات والتحسب لكل الخطط والاهداف الامريكية البديلة لمخططاتها السابقة والتي اعدتها لمستقبل العراق ورهنه مجددا بيد عملائها وازلامها لخدمة مصالحها ، ان الحشد الشعبي وفصائله المجاهدة هم ذخيرة هذه البلاد ، ونقطة من نقاط القوة الكبرى لها ، والذراع المجرب في اعادة هيبتها وعزتها ، لذلك فان التهاون مع مايهدف اليه الاعداء ومايضمرونه لهذه القوة المجاهده ونعني بها الحشد ، يعد طعنة في ظهر الوطن ، ووصمة عار في جبين من يتخاذلون او ينساقون مع المخطط المعادي او ينفذون اجنداته ومأربه ، وفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد لابد للحكماء والمخلصين من وقفه ، ولابد من موقف صارم حتى لايجر البلد الى فتنة وازمة قد لاتعرف نهايتها
26/6/2020
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha