سعد الزبيدي* ||
استبشر كثير من العراقيين خيرا عند سماعهم أن الحكومة العراقية تعاقدت مع روسيا من أجل استيراد وتصنيع عقار أفيفافير لمواجهة وباء كورونا .
هذا العقار هو بالأساس عقار ياباني الصنع تم تطويره من قبل علماء روس وتم تجربته على عدد من الأشخاص ثبت نجاحه على "٩٠٪ .ولكن العقار غير مرخص له من قبل منظمة الصحة العالمية .
بينما يرى مختصون أن العقار يخفف من حدة الموت أي يقلل عدد موتى هذا الفايروس يرى آخرون أنه يخفف شدة آلام الموت .
الغريب في الأمر أن الاتفاق المبرم مابين وزارة الخارجية العراقية والروسية من أجل تزويد العراق بهذا العقار بغية تجربته على عدد من المصابين بالفيروس .
ومن ثم سمعنا لغطا بالشارع العراقي حيث وصل الفساد الى هذا الاتفاق الذي كان من المؤمل أن يتم من خلاله تصنيع العقار في معمل ادوية سامراء التابعة لوزارة الصناعة ولكن على ما يبدو أن هناك من إلتف ليكون العقد مع حكومة كردستان ليتم تصنيع العقار هناك وبيعه للحكومة العراقية بسعر مضاعف.
منظمة الصحة العالمية تبرأت من هذا العقار ولم تشجع الدول على استخدامه نظرا لتزايد اعداد المصابين والمتوفين في روسيا نفسها.
وهكذا أصبح العراق من ضمن عدة دول من دول العالم الثالث تريد استيراد العقار كي يكون المصابين بهذا الفيروس حقل تجارب لعقارات غير مرخصة .
ومازال الفساد سببا رئيسا في تدهور المنظومة الصحية منذ ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا حيث وزراء الصحة تعمدوا تدمير المنظومة الصحية بسرقات فاقت ميزانيات دول الجوار ومشاريع وهمية وكل ذلك يحصل تحت أنظار المنظومة السياسية الفاشلة وبحماية أحزاب السلطة ونستذكر وزير الصحة في حكومة عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته عندما علم حجم الفساد ومدى تسلط بعض الأحزاب على مقدرات الوزارة حيث صرح أنه استلم الوزارة من الوزيرة السابقة عديلة حمود واستغرب من وجود ثلاث مستشفيات ببناياتها وكوادرها وتجهيزاتها على الأوراق فقط !!!
واستقال عندما أرادت جهة معينة أن تجبره على الموافقة على عقد بسعر يفوق السعر السعر الأصلي بأربعة أضعاف وتجار الحروب والأزمات يتمنون أن يطول أمد هذا الفيروس حتى يزدادوا ثراء فالغالبية العظمى من أصحاب مذاخر الأدوية والصيدليات وبعض ضعاف النفوس من الأطباء والمختبرات أثروا ثراء فاحشا فاسعار المواد الطبية في ارتفاع مستمر مع غياب الرقيب وبالرغم من تهاوي المنظومة الصحية العراقية نتيجة فساد وزراء الصحة في الحكومة العراقية فقد واجهت كوادر الصحية والطبية هذا الفايروس بمنتهى الشجاعة وضربت اروعة أمثلة التحدي والايثار .
بينما فشلت خلية الأزمة في وضع خطط لمواجهة الوباء لاحظنا فشل وزارة التجارة في توفير مفردات حقيقية للحصة التموينية لإقناع ذوي الدخل المحدود ومن هم دون خط الفقر وأصحاب الأجر اليومي للالتزام بمقررات خلية الأزمة والبقاء في البيت وساهمت وزارة التخطيط بهذا الفشل في عدم تقديم اعداد دقيقة.لمستحقي الإعانة الذين يسكنون بيوتا مؤجرة أو من هم دون راتب أو أصحاب الدخل المحدود حتى بات الفقير بين نارين الموت جوعا أو الموت بكسر الحظر والإصابة بالفيروس .
وما يزيد الأمر سوء العقلية التي يتعامل بها كثير من العراقيين فهناك من شكك في وجود الفايروس وتعامل بمنتهى اللاأبالية والاستهزاء وهناك من راح ينشر.اخبارا كاذبة تدفع الكثير لعدم.التصديق بضحايا الوباء وهناك من تعامل مع الفايروس على أنه سبة وعار وأخفى مرضه ومرض أفراد عائلته خوفا من مجتمع جاهل لايرحم واستغل بعض ضعاف النفوس هذا الجانب وساهم بعض المواطنين وتجار الأزمات بدفع الرشوة من أجل الحصول على شهادات وفاة تثبت بأن المتوفى مات بأي مرض غير هذا المرض .
اليوم بعد هذا التزايد الملحوظ في عدد الاصابات ما بين المواطنين لابد على الطبقة المثقفة وأصحاب الرأي والفعاليات الجماهيرية ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني من أن تأخذ دورها الريادي كي تكون قدوة في تطبيق مسافات الامان والتباعد وارتداء وسائل الحماية كالكمامات والقفازات وتثقيف الجمهور عليها وتسليط الضوء على النتائج الوخيمة والسلبية الخطيرة لهذا الفايروس على حياة المواطن والحالة الاقتصادية والاجتماعية الوطن .
ويجب أن تأخذ الحكومة دورها الحقيقي في تلبية حاجيات ومتطلبات المواطن وتوفير كل ما يحتاجه في هذا الظرف الراهن ويجب أن يأخذ الإعلام دوره الحقيقي في توضيح حقيقة هذا العقار والتعريف به وشرح أدق التفاصيل عنه بندوات يديرها أصحاب الاختصاص بكل القنوات العراقية مع توضيح الفرق بين العقار واللقاح فكثير من المواطنين يعتقدون أن هذا العقار سيكون الحد الفاصل لإنهاء الفايروس أو عدم الإصابة به .
لابد من تتظافر جهود المواطنين مع جهود ابطال خط الصد الأول منتسبي وزارة الصحة وخاصة من المواطنين الذين سقطوا من هذا الوباء بضرورة التبرع بالدم من أجل توفير بلازما الدم للمصابين وخاصة من أصحاب الحالات الحرجة من كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة من أجل الانتصار على الفايروس .
عدم اصابتك لايعني انك في مأمن من المرض وشفاءك من المرض يحتم عليك كواجب وطني أخلاقي وانساني وديني من أجل مد العون للغير .
سينتهي الكابوس حتما وسيذكر التأريخ من ترك بصمة في الدفاع عن الآخرين وسيلعن التأريخ تجار الحروب والأزمات .من أجلك ومن أجل عائلتك أرتد الكمامة لأنها جندي يدافع عنك وارتد القفازات والتزم بمسافات التباعد وتجنب الازدحامات تؤدي ما عليك من واجب وطني وصدق من قال :- الوقاية خير من العلاج .
*كاتب ومحلل سياسي .
https://telegram.me/buratha