المقالات

ثقافة المقاومة...الضرورات ومستلزمات العمل المطلوب ج ـ 1  


رياض البغدادي

 

    قد لا يختلف اثنان بين المجاهدين في أن التجربة الثورية الجهادية التي صنعها وقادها الامام الخميني (رض) قد اوجدت متغيرات واسعة ، داخل أو ضمن اجواء العمل المقاوم ، مما يقتضي بداهة التلاؤم مع طبيعة الظروف الجديدة و بالمعنى الذي يجعل المقاومة متقدمة دائما ، وقادرة على الاستمرار ، ومن مواقع الإقتدار الدائم و بصيغة التعرض والاقتحام لا بصيغة رد الضربات او التغاضي عنها ، ونحن حين نتحدث عن المتغيرات التي استلزمتها ظروف تسلم بعض رجال جبهة المقاومة مواقع قيادية في العراق او غيرها من البلدان لا نقصد ۔ قطعا ـ ان هذه المتغيرات امتدت الى منطلقاته المبدئية والفكرية ، ولكننا نريد ، بالمقابل أن نؤكد ان ثمة متغيرات كثيرة في ظروف العمل المقاوم ، سواء في الانتساب الى المقاومة ، أو في الأجواء التربوية والاخلاقية عبر الاستمرار داخلها ، وصيغ التقييم لانتقال المجاهد من مرحلة إلى مرحلة اعلى في سلم تسلسل المواقع القيادية السياسية و المواقع الجهادية ، ولا يغيب عن احد منا ان ذلك كله القى على كاهل المقاومة اعباء جديدة،ماعدا قيادة الجماعات المقاومة بمعنى قيادة المتغيرات في المجتمع ، لكي تتحقق قاعدة راسخة ومتينة للانطلاق لمواصلة ممارسة المهمات الأساسية لجبهة المقاومة .

    ان العمل السياسي والدخول في السلطة أوجد في كثير من الحالات ضعفا في مستوى الاعداد ، وفي مستوى خلق القاعدة الفكرية ، وتحقيق درجات عالية من الوعي وثقافة المقاومة بين اوساط واسعة من المجاهدين وبشكل خاص المجاهدين الجدد ،واذا كان هذا الكلام صادقا على المجاهدين الجدد بشكل عام ، فإنه ، ضمن الاستثناء وضمن الحالات الخاصة يكاد يكون متناقضا تماما مع ما أسلفنا ،لان كثيرا من المجاهدين الجدد الذين انتموا الى جبهة المقاومة بعد سقوط النظام البعثي هم من الذين يمتلكون مؤهلات علمية او ثقافية ومعارف عامة تجعلهم اكثر قدرة على متابعة العمل الفكري الجهادي او الاهتمام بالعمل الثقافي أصلا ، وهذا لا يعني انهم اكثر من غيرهم قدرة على تحصيل الثقافة الجهادية ، لان الثقافة الجهادية ليست جمعا للمعارف وانما هي توظيف هذه المعارف من موقع النظرة الجهادية ، ولابد قبل ان نغور في التفصيلات أن نشير إلى أن المسألة الفكرية هي اساس في اية حركة مقاومة وبدونها لا يمكن لحركة المقاومة أن تنشأ أصلا و تواصل نموها واتساعها ومباشرة مهماتها ، واذا حصلت - لأي اعتبار من الاعتبارات - حركة جاز لنا أن نسميها مقاومة ، على تأييد واسع وقوة ظاهرية فانها ان لم تنته ، اذا كانت خلوا من قاعدة فكرية سليمة فلابد أن تتحول في احسن حالاتها الى قوة تستخدم في فعاليات اقرب الى مناهضة المجتمع ومعاداته والتعارض مع تطلعاته منها الى تبني اهداف ومصالح المجتمع المشروعة .

 

يتبع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك