المقالات

يا سيادة رئيس الوزراء ما سر عداءك الشخصي لمحتجزي رفحاء ؟!  

1684 2020-06-17

خضير العواد ||

 

عندما يكون الحكم بمكيالين أو نغمض عين عن شريحة معينة ونفتح الأخرى على شريحة ثانية عندها تثار التساؤلات نتيجة هذا التصرف الغير عادل ، علماً لم يبقى شيء مخفي أو غامض في عالم الانترنيت والموبايلات والفضائيات ولم يبقى قانون إلا وأطلع على كلماته ومضامينه عامة الشعب .

 فقوانين العدالة الاجتماعية التي أقرها البرلمان العراقي احتضنت الكثير من فئات المجتمع العراقي بجميع مكوناته وقومياته وشرائحه بصورة عادلة نتيجة الظلم الذي تبناه النظام البائد على جميع شرائح الشعب العراقي بما يحوي من مكونات وقوميات لكي تعوض هذه القوانين جزء من ذلك الظلم والحيف الذي عانت منه تلك الشرائح على الرغم من فساوته وشدته وجوره على الاغلبية الشيعية التي بذلت التضحيات الجسام من أجل حرية وكرامة واستقلال العراق.

 وبقى الطاغوت صدام جاثماً على صدر العراق يذبح بشعبه ويهتك العرض ويسرق الأموال حتى أنفجر صباح النصف من شعبان عام 1991 بثورة شعبية هزت عرش الطاغية وحطمت كبرياءه وجعلت أزلامه وقيادات حزبه أما جيف نتنة في الشوارع والساحات تنهزم منها حتى الكلاب السائبة لنتانتها وجيفتها وأما يلبسون ملابس نسائهم من أجل الفرار من أيدي ثوار الانتفاضة الأبطال الذين أرجعوا الكرامة والحرية والإباء لهذا الشعب المظلوم ولولا غدر الأمريكان ودول الخليج وقيامهم بدعم صدام وحرسه الجمهوري وإعطاءه الضوء الأخضر لضرب الانتفاضة  لكان التغير قد تم من عام 1991 وليس عام 2003 نتيجة الانتفاضة الشعبانية المجيدة.

 وبعد ضرب الانتفاضة بصورة وحشية بمختلف الأسلحة من صواريخ ارض ارض وكيماوي وغيرها من الأسلحة الفتاكة ومن يقع في ايدي أعضاء النظام البائد من الثوار فيكون مصيره أما الإعدام او الدفن وهو حي ، فلم يجد الثوار إلا التراجع من مدينة الى أخرى حتى وجدوا أنفسهم على الحدود الكويتية ( منطقة صفوان) أو الحدود السعودية في بادية مدينة السماوة ، ومن ثم فتح الأمريكان مخيم ( محتجز رفحاء) لكي يفرغوا العراق من ثوار لم يعرف لهم مثيل في تاريخ المنطقة الحديث ، فلم يجد الثوار إلا التوجه لهذا المحتجز لكي ينقذوا أنفسهم أو يعيدوا الكَرَّة عندما تحين الفرصة من جديد ، فكان محتجزاً محاط بالأسلاك الشائكة في صحراء السعودية التي لم يسكنها بشر من قبل  وتحت سلطة الوهابية النواصب فكيف يكون المحتجز بهذه الظروف ؟؟؟

علماً لقد استنكرت منظمة العفو الدولية على المعاملة الوحشية التي كان يعامل بها السعوديون المحتجزين وأحد الذين كتبوا تقريراَ عن هذه المعاملة الوحشية شخصكم الكريم يا رئيس الوزراء وقد سلمته الى ممثلة منظمة العفو الدولية في دولة السويد عام 1993 ، وبعد التغير عام 2003 أقر البرلمان العراقي الكثير من القوانين لكي ينصفوا هذا الشعب المظلوم ومن ضمن هذه القوانين قوانين العدالة الاجتماعية.

 ومن ضمن هذه القوانين قانون السجناء السياسيين الذي أحتوى الكثير من الفئات التي تعرضت للاضطهاد والظلم وبعضها دخل ضمن هذا القانون نتيجة المحاصصة والمصالحة الوطنية كأعضاء الأجهزة المنحلة وفدائي صدام والأمن الخاص والمخابرات وجميع المجرمين الذين خدموا النظام البائد وأجرموا بحق هذا الشعب المظلوم بالإضافة للآزيدية أو المبعدين من الكرد أو المعتقلين من الشيوعيين عام 1963 اي الكثير من الشرائح قد احتضنتها قوانين العدالة ومن ضمنهم مجرمين وقتلة .

 ولكن تحت عنوان الأزمة المالية قطعت يا سيادة رئيس الوزراء رواتب ثوار الانتفاضة  الشعبانية ( محتجزي رفحاء ) فقط تحت عنوان سد العجز المالي ، علماً أن عدد المجاهدين من المحتجزين في معتقل رفحاء حوالي 28 الف مجاهد اي عددهم لا يساوي إلا ما بين 5%- 10% من عدد الذين شملتهم قوانين العدالة الاجتماعية ، وقد أكد أكثر المختصين الماليين والاقتصاديين ان رواتب محتجزي رفحاء ليس لها اي تأثير على الميزانية لضآلتها وقلتها أي نقطة في بحر .

 فلم نجد اي سبب يدفع رئيس الوزراء ان يترك اكثر من مليون ونصف شخص يستفاد من قوانين العدالة الاجتماعية ومن ضمنهم اعضاء الاجهزة المنحلة المجرمة التي يتجاوز عددهم 550 الف  والبعثيين والكرد والآزيدية وغيرهم كثير إلا الموقف الشخصي المعادي لهؤلاء الثلة المجاهدة من ثوار اعظم انتفاضة عرفتها المنطقة ومن نتائجها استفادتك أنت شخصياً من وجودهم الإعلامي المهم ودورهم في فضح النظام البائد ووصولك يا سيادة رئيس الوزراء الى هذا المنصب .

 فأبطال قدموا التضحيات من أجل الوطن يجب أن يكرمهم قادة الوطن لا معاقبتهم وقطع لقمة عيشهم وبالمقابل يتم تكريم المجرم والقاتل فماذا تسمي كل هذا يا رئيس الوزراء فهل يوجد عنوان غير العداء الشخصي لمحتجزي رفحاء الشيعة وما هو سر هذا العداء ، أيكون لرفضك لانتفاضتهم ضد البعث وصدام ام لكونهم التزموا حب الوطن ومرجعيتهم والدفاع عنهما خلال مسيرتهم الجهادية أم ماذا يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟؟.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك