المقالات

12 ملاحظة حول مباحثات العراق مع العدو الأمريكي..!


  عمار محمد طيب العراقي ||

 

بدءا لن أتخلى عن وصف الأمريكي بالعدو، ذلك لأنه فشل فشلا ذريعا في أن يصبح صديقا، وهذا الفشل رافق الأمريكي اينما حل، ليس لأنه لا يمكنه أن يصبح صديقا فحسب، بل لأن عقيدته الإستعلائية الإستحواذية التغالبية، تفرض عليه أن يكون عدوا مع جميع من يتعاطى معهم، يحصل ذلك تنقيذا لعقيدة"الحلم الأمريكي" ببناء إمبراطورية أمريكية تفوقية تحكم العالم كله. قبل أيام عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مباحثات بين وفدين عراقي وأمريكي، حول مستقبل العلاقة بين "الطرفين"..وتوفرت لدينا ملاحظات بعضها جوهري سيادي، وبعضها الآخر إجرائي، وبعضها الآخر متعلق بمجريات المباحثات ذاتها.. أولا/ قلنا مباحثات بين "الطرفين" ولم نقل بين البلدين، وهو أمر واضح الدلالة، فالوفد العراقي يمثل حكومة تشكلت لمهام محددة، اولها وأهمها الإعداد لإنتخابات مبكرة، وليس من حقها التفاوض على أمور خطيرة، بمستوى الوجود العسكري الأمريكي، إذ أن لدينا قرار واضح أتخذه الشعب العراقي عبر مجلس نوابه، وهو أن على الأمريكان أن يخرجوا اولا، ثم بعد ذلك يمكن أن "نتفاوض" على العلاقات المستقبلية بين "بلدين متكافئين". ثانيا / أن المباحثات" تحولت الى سلسلة من "الحوارات"، وهذا تضييع لحق العراق بالسيادة على أرضه، التي يجب ان لا تكون موضع "حوار" مع أي طرف. ثالثا/ إجرائيا فإن مجرد إجراء "حوار" يعد مخالفة صريحة، لما طالبت به المرجعية الدينية العليا، وهو أن يترك أمر العلاقة مع الأمريكان، الى حكومة ما بعد الإنتخابات المبكرة، لذلك فإن أي حوار او تفاوض؛ يعد مخالفا لأحد الثوابت العراقية المقرة دستوريا(دور المرجعية)؛ فضلا عن كونه عرف عراقي، أكتسب شرعيته خلال سبعة عشر عاما من العملية السياسية، ولا يصح أن نقبل فتوى للمرجعيىة (الجهاد الكفائي)، ونقفز على رأيها بموضوع العلاقة مع الأمريكان، فنتجاهل ما تقوله في هذا الشأن، لا سيما وأن للمرجعية القول الفصل على معظم العراقيين، نذكر هناانها (إذا قامت قام العراق) . ثالثا/ إجرائيا أيضا، فإنه يتعين أن يُقَدِمَ وفدا أي طرفين متفاوضين، أوراق إعتمادهما لبعضهما في الجلسة الأولى للمفوضات، وهذا أمر لم يحصل في مفاوضات العراق مع العدو الأمريكي، وبذلك تحولت المفاوضات الى "حوار أصدقاء" لا يلزم أي منهما بشيء! رابعا/ إجرائيا ثالثا، ومع قطعنا بعدم شرعية المفاوضات، لكن ثمة مؤشرات واضحة، الى وجود تفاوت في مستوى الدرجات الوظيفية بين الوفدين، فجميع أعضاء الوفد المفاوض الأمريكي، كانوا على مستوى وكلاء وزراء، وهم يمتلكون الخبرة العالية، ومن بينهم ممن تفاوض مع افغانستان والصين، كما يمتلكون باعا وخلفية طويلة، فيما يفتقر الوفد العراقي الى هذه المواصفات، وربما جرى إختياره بعناية أمريكية، حتى يملي القوي على الضعيف إرادته وآراءه.. خامسا/ إجرائيا مرة أخرى، ونظرا لكون المباحثات تتعلق بإنسحاب "قوات عسكرية"، لذا كان من المتعين أن يكون ضمن الوفد العراقي، قادة عسكريين عراقيين كبار، يمسكون بالملف العسكري العراقي، ويقابلهم نظرائهم الأمريكيين، وهذا أمر لم يحصل، والذي حصل، هو تمييع للغرض الأساس من المفوضات؛ المتمثل بخروج قوات الأمريكان، والنتيجة حرف إتجاه المفاوضات نحو قضايا أخرى، متعلقة بالصناعة والتجارة والإستثمار والطاقة، وكأن العلاقة القائمة بين الامريكي والعراقيين سمن على عسل، ولا توجد مشكلة إحتلال! سادسا/ ولأسباب متعلقة بفقدان العراق بسيطرته على أجواءه، سواء للأغراض العسكرية أو المدنية، بالإضافة الى الجانب الملاحي، كما نحتاج الى السيطرة على مياهنا الإقليمية بصورة تامة، وضبط الحدود والموارد المائية، واعتداء الأتراك على شمال العراق، وهي أمور تجري بمخطط أمريكي عمليا، لذلك فإن هذه القضايا، تحتاج الى من يتفاوض بشأنها من المتخصصين العراقيين. سابعا/ هناك مسائل حساسة عالقة كثيرة جداً، تنتظر الوفد العراقي المفاوض، وكان يتعين أن يكون الى جانبه، خبراء إستراتيجيين ومفكرين واعلاميين كشهود وكمستشارين، وكان على  رئاسة الحكومة انتقاء الوفد المفاوض، من مؤسسات الدولة المعنية، بمعنى ان يكون هناك ممثلا عن هيأة الحشد الشعبي والقائد العام للقوات المسلحة وخبراء الاقتصاد وغيرهم. ثامنا/ لا يجب أن يوضع موضوع جدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق، على جدول الحوار العراقي الأمريكي، فهو موضوع ضمن الأوليات، يناقشه مجلس الوزراء، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نفسه، يعي جيدا ان هذه الامور تحتاج الى خطاب إستراتيجي. تاسعا/ لوحظ وجود محاصصة في الوفد التفاوضي، من قبل الكتل السياسية التي اولدتها العملية السياسية، وبذلك سيكون الوفد العراقي، خاضعا للتأثيرات الأمريكية المهيمنة على القرارين الكوردي والسني،  عاشرا/ لا نعول على إستخدام الوفد العراقي التفاوضي؛ لنقطة القوة الوحيدة المتمثلة بقرار الشعب العراقي بخروج المحتل الأمريكي، وهي نقطة يقاربها الوفد بخجل ووجل، وذلك نظرا لطبيعة تشكيلته، وسيرة اعضاءه المثيرة للريبة. حادي عشر/ من المتوقع أن تكون جل المفاوضات، محورها ايران وسيكون المفاوض الإيراني حاضراً في تقكير المفاوضين. ثاني عشر/ من الغريب صدور تصريحات، تتعلق بموضوع حصر السلاح بيد الدولة، من طرفي المفاوضات، وهذا امر سيادي عراقي لا شأن للأمريكي به على الإطلاق.  شكرا 16/6/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك