المقالات

الاعلام الالكتروني العراقي كم هائل بلا نوع

1612 2020-06-14

    حافظ آل بشارة ||   عندما تقلب النت تجد جمهرة هائلة من صفحات الفيس بوك والواتساب والتلغرام العراقية الاصل والمضمون وقد تستغرق يوما كاملا او أكثر من اجل التعرف عليها فقط ، وعند متابعة المداخلات والمقالات المنشورة تتشكل لدى المتابع ملاحظات حول المضمون والشكل ، ومن السهل ان تتفق مجموعة افراد على فتح صفحة والكتابة فيها ، والملاحظ ان اللغة العربية اختفت تقريبا والناس يكتبون باللهجة الدارجة بحجة ان هذه اللهجة مفهومة لدى الجميع ، وكأن الفصيحة لا يفهمها أحد وهو ادعاء مخالف للواقع الثقافي للشعب العراقي ، ففي الاعلام العربي هناك لغة فصيحة مبسطة يفهمها الجميع ، وفي اشد حالات تخلف الأمة لم تترك اللغة الفصيحة وتتجه الى الكتابة بالدارجة. وهذا مؤشر خطير يمس احد عناصر الهوية الحضارية ، وليس من الصواب ان يكون المثقف او المنساقين معها وفي الشكل الفني ايضا ليس هناك وحدة موضوع في الصفحة الواحدة ، فغالبا ما تظهر موضوعات لا يربط بينها رابط ، فيأتي الخبر والرأي والتحليل والتعليق والتحقيق والصور والفيديوهات والبصمات الصوتية ، وفي الاعلام هناك فروق شكلية ومضمونية بين هذه الاشكال الكتابية والسمعية والبصرية ، ولو كان موضوعها واحدا او تدور حول ملف محدد لكانت مستساغة ، لكنها تشرق وتغرب بين مواضيع شتى ، فهناك خليط غير متجانس من المحاور فهناك المواضيع الولائية. فتجد ان صفحة منشغلة بمدح وتمجيد شخصية سياسية او حزب او منشغلة بتوجيه التهم لآخرين تغلب عليها الشتائم والسخرية والاستهزاء الى عدو حقيقي او افتراضي ، او ترويج الاشاعات والدعاية ضد شخص او حزب او ظاهرة بلا تثبت ولا ادلة من باب التسقيط ، وتجد احيانا ان هناك كتابا يروجون لأنفسم من باب تأكيد الذات ذي المغزى النفسي الواضح ، واحيانا تجد عادات عشائرية في التعاطي مع الاعضاء ، فهناك دائما في اغلب الصفحات عضو او اكثر لا يرد على مقالات غيره لاعتقاده انه شخصية مرموقة ولا يصح ان يتنزل للرد على المغمورين وان كان كلامهم مفيدا . واحيانا تجد ضمن الخلطة المواعظ والقصص والادعية وطب الاعشاب ونبوءات العرافين والاحاجي والطرائف والحكم والتأريخ ، وفي النهاية تجد انك أمام تظاهرة ضاجة للنشر العشوائي فتخرج من الصفحات وانت مشتت البال مختلط المزاج لا تستطيع ان تحدد ما هي الفائدة المترتبة على هذا الخليط ، والغريب في الأمر ان اغلب الصفحات تتشابه في الخلط الشكلي والمضوني ولا توجد صفحة رائدة متخصصة ذات هدف محدد ورسالة معينة واشكال كتابية متفق عليها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك