د,علي الطويل ||
في مثل هذا اليوم حيث كان الكثير من المتزلزلة قلوبهم والمهزومين الخائفين منهم من حزم حقائبه للسفر ، ومنهم من قبع في بيته ينتظر ماتؤل اليه الامور وينتظر نهايتها لينظم الى المنتصر ، ومنهم من فقد بصيرته وفكره حيث وصلت عصابات داعش الى ابواب بغداد ، وكان هناك طرف اخر على بصيرة من امرهم خبرتهم الصعاب وصقلتهم الايام مسلحين بالايمان والتقوى يعرفون العدو ويعرفون انفسهم ، لاترهبهم الجموع ولاتثنيهم جعجعة السلاح ولايخافون الا من خالقهم ، وكانت كفة الميزان يراها المرهوبون الخائفون قد رجحت عليهم ويراها المتمسكون الثابتون انها لاترجح الابثقلهم ، فكان الطرف الذي ينطق بالحكمة قد اصدر الفتوى فكانت الفتوى المقدسة للسيد السياستاني العظيم الذي اتهم بالصمت ولكنه صمت الحكيم العارف بموضع الكلام وزمانه ، وكذل ملبي الفتوى الذين كانوا على بصيرة من امرهم حيث ينظرون على شيخ النجف ان نطق هبوا وان سكت سكنوا ، فكانت ملحمة كبرى ووقعة عظمى صدم من وقعها الاعداء وارهبهم ندائها ، نداء الملبين بصرخات ياحسين ، فكانوا حقا فتية امنوا بربهم وزادهم الله هدى ،
من هذه المعادلة المعقدة انتجت الفتوى ذراعا صلبة وقوة غير مسلحة الا بالايمان ولكنها استطاعت ان ترهب الاعداء واجبرتهم ان يعيدون حساباتهم ويجددون خططهم بعد ان ضنوا ان الامر قد استتب على ما يريدون وما ياملون ، لقد غيرت الفتوى وملبي الفتوى كل حساباتهم الانية والمستقبلية خاصة بعد رأوا ملايين الشباب وهم يزحفون نحو مراكز التطوع دون ان يعلموا ماهي الخطوة الاخرى الا انهم يعلمون ان السيستاني الكبير قد افتى بالجهاد الكفائي حسب ، وهنا توقف الزمن ليسجل تلك الملحمة التاريخية العظيمة التي ابطالها من اصدر الفتوى ومن لبى الفتوى ومن ساند وعاون بالخطط والسلاح واعني به الجمهورية الاسلامية . ومن هنا بدا الزحف ومن هنا بدا النصر تلو النصر وكانت ملاحم قل نظيرها في تاريخ العراق حيث كان الحشد الشعبي المقدس .
فتحولت الهزيمة الى نصر وتحول الخذلان الى عزة وتحول التردد الى عزيمة ، حتى تم تطهير الارض كلها من رجس الدواعش وردوا من حيث اتوا وتم اعلان النصر الناجز بعد تحرير كل شبر من ارض العراق ، والى هنا لما تنتهي المعركة بعد فامريكا التي صنعت الدواعش وسهلت لهم كل سبل القتال وهيات لهم الماوى والظروف وكل سبل النصر، فان تلك الفتوى قد قزمتهم ووضعتهم في حجمهم الحقيقي ، فلا يمكن لها ان تنسى ذلك او تستسيغه ، لذلك فتحت باب الحرب الناعمة على مصراعيها على طرفي الفتوى تسقيطا وتخوينا وتسفيها لمعتقداتهم وتشويها لاخلاقهم وسلوكهم ، كل ذلك علها تنال منهم ولكنها نسيت انهم يستلون ايمانهم من عقيدة اولها الحسين واخرها الموعود ومابين هذه وتلك شعب لايعرف التعب ولا يستسلم للهزيمة ولايعرف الخوف عند نصرته لعقيدته وعزة وطنه ومبادئه الحقة ، وللمعركة صفحات وللحشد نزالات ايضا فلاهم سوف يتركون اهدافهم ولا حشد الفتوى سوف يستسلم او يركن للخنوع .
13/6/2020
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha