د. حسين القاصد ||
يا دجلة ال (غير)
اكتب هذا واعتذر للجواهري الخالد عن تغيير العنوان.. والا فأي نهر ذلك الذي صرنا نستشق من مائه رائحة أخوتنا.. وأي نهر ذلك الذي أطعم اسماكه خير البنين ( من الأكهلين إلى الرضّع).. عذرا أبا فرات هي دجلة للغير كما أردتها مضمرا لا مفصحاً.. ( أدنى طماح غير مضمون).. تعال يا أبا فرات.. فدجلة خيرك فاقت فراتك بالجرم.. فإذا كان الفرات تمنع عن الحسين العظيم تمنع الحبيب.. فدجلتك يا محمد مهدي ذبحت بسكينها خيرة أبناء العراق.. لن اكلمك عن ايام هولاكو ولا عن حروب بني مزيد ضد السلاجقة.. لكني اذكرك بجسر فشل أن يربط بين ثلاثة أئمة فابتلع الف عراقي أعزل.. لقد نسيناهم يا مهدي الجواهري.. نحن ننسى بسرعة لفرط طيبتنا وتعاستنا.. وكثرة اهوالنا..
إذا كان الفرات قد ارتكب طفاً واحدة.. فما رأيك بابتلاع دجلة للزعيم عبد الكريم قاسم.. (الزعيم الأوحد) كما راق لك أن تسميه في مؤتمر الأدباء العرب في الكويت.
تعال يا (مهدي) وحدثني عن ١٧٠٠ شاب صلبوا على الماء وتلقفتهم أنياب دجلة ال (غير)!
ألست القائل أيها الجواهري الخالد.. ألست من قال هذه الأبيات؟
يا سكتة الموت يا اعصار زوبعة
يا خنجر الغدر يا اغصان زيتون
ما ان تزال سياط البغي ناقعة
في مائك الطهر بين الحين والحين
يا دجلة الخير كم من كنز موهبة
لديك في القمقم المسحور مخزون
إذن، عليك تغيير عنوان قصيدتك.. وذلك أضعف العزاء للفتية المسبكرين.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha