حافظ آل بشارة ||
هل بدأنا بالفعل نعيش أيام ما بعد حكم الاغلبية الشيعية ؟ فاليوم كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب اصدقاء لأميركا ، والمواقع الأمنية الرئيسية بأيدي قادة منهم محسوبين بدقة ، والحكومة الجديدة يهيمن عليها البعث المنحل ، أما الاغلبية النيابية الشيعية التي هي وسيلة تكوين المواقف واتخاذ القرار فقد تفتتت وتمزقت تبعا للتوازنات الجديدة ، والتظاهرات سوف تعبث اكثر واكثر في المحافظات الشيعية ، المفاوضات مع اميركا ربما تمنحها نقاطا ممتازة ، نعم انتهى حكم الاسلاميين الشيعة بصمت وانتقلت الدفة الى جبهة جديدة مكونة من السنة والكرد ونصف الشيعة من اصدقاءهم ، ملامح المرحلة الجديدة غير واضحة ولكن ابرز ما فيها رحيل حكم الشيعة ، والغريب في الأمر ان اقطاب التجربة الشيعية التي فشلت لا يستطيع أغلبهم العودة من اجل استقطاب جمهور كاف يناصرهم لاثبات قدرتهم على البقاء فجمهورهم تركهم لأنهم لم يخدموه ، وحتى الانتخابات المقبلة مصممة لترسيخ الوضع الجديد ، ولكن الفريق السياسي الجديد ليس له جمهور ايضا ، وسيبني تجربته على اساس الدعم الامريكي .
امام هذا التغيير الكارثي لابد من بديل يفكر به شيعة العراق كجمهور وشعب معذب ، يجب التفكير بالبديل لأن الجمهور الشيعي الأهلي هو الذي ستسحقه التجربة الجديدة ، فهل يقف متفرجا بانتظار حقبة جديدة من القمع والفقر والتركيع أم سيكون لديه مشروع انقاذ ؟؟
https://telegram.me/buratha