المقالات

كيف نحسم أمرنا مع الأمريكان؟!


عمار محمد طيب العراقي ||   ثمة عدة طرق للتواصل بين الأطراف؛ التي تريد حل المشكلات القائمة بينها، سواء كانت هذه الأطراف دولا او منظمات أو أفراد، وتستخدم هذه الطرق تبعا لمستوى المشكلات القائمة، وبما يناسب شدتها وتأثيراتها وتطوراتها المتوقعة. بخلاف الطرف العراقي؛ الذي يبدو جالسا باسطا ذراعية بالوصيد، فإن الطرف الأمريكي يعمل وبقوة وثبات؛ على رسم ملامح مستقبل علاقته مع العراق؛ وفقا لما يريده هو، لا وفقا لمصلحة مشتركة مع العراقيين، يكون اساسها العلاقات والمصالح المتبادلة المشتركة، التي تعود على طرفي العلاقة بمنافع مشتركة، تخدم دولتي وشعبي الطرفين.. بدءا وبُعَيد جريمة إغتيال قادة الإنتصار التي أرتكبها "العدو" الأمريكي، في أوائل هذا العام، ونظرا لردود الإفعال القوية؛ التي جوبهت بها هذه الجريمة النكراء، التي كانت تتويجا لسلسلة من الحماقات والجرائم؛ التي أرتكبها الأمريكي، خصوصا قي عهد الرئيس الصهيوسكسوني ترامب، فاجأت الإدارة الأمريكية العراقيين بطلبها؛ إجراء "مفاوضات" مع الحكومة العراقية، للبحث في ترتيبات إنسحاب القوات الأمريكية من العراق. ثم ما لبثت هذه الإدارة، أن حددت هي بنفسها ودون التشاور مع الجانب العراقي، موعد هذه المفاوضات في العاشر من حزيران الجاري، وهو موعد حسبته بدقة متناهية، وها نحن نلمس ذلك لمس اليد، فقد كانت لديها فسحة زمنية طويلة تزيد عن أربعة أشهر؛ لكي تعيد ترتيب أوراقها في العراق والمنطقة، وتراجع خطط قوتها على الأرض، فضلا عن إنشغالها بممارسة أقصى الضغوط على العملية السياسية العراقية، لكي تنتج حكومة تنظر بقبول وأريحية؛ للوجود الأمريكي في العراق. اليوم ومن موقف "المترهي" المسيطر؛ على رسم ملامح ما يريد بيده، بدأت الإدارة الأمريكية، ومعها أدواتها المحلية، وبعض هذه الأدوات؛ تعمل في مواقع متقدمة في الحكومة الجديدة، بالترويج لفكرة"الحوار" الإستراتيجي العراقي الأمريكي، "لبحث" مستقبل العلاقة بين الطرفين.. هنا نود أن نذكر بمقالنا (كيف يمكن للأمريكي أن يتحول من "عدو" الى "خصم" ثم الى "صديق"؟!) الذي نشرناه بالرابط (http://burathanews.com/arabic/articles/370002 ) وبمقالنا الذي نشرناه قبل ذلك بيومين بعنوان (الخصم الأمريكي ونظرية الفراغ الوهمي..!) وعلى الرابط (http://clay-boards.com/archives/23490) الحوار سادتي يعرّف؛ بِأنه مناقشة الكلام بين الأشخاص بهدوء واحترام، ودون تعصُب لِرأي معين أو عنصرية، ويستخدَم الحِوار لِلكشف عن الحقيقة، فَيكشف كل طرف من المتحاورين؛ ما خَفي على الطّرف الآخر، ويَسمح له بِالتّواصل مع البيئة المحيطة والاندماج بِها، إضافةً إلى أنّه يساعد على التعرف على وجهات النّظر المختلفة للمتحاورين؛ وكأن الذي أرتكبه الأمريكان في العراق من جرائم، مجرد "أحداث" عابرة، يمكن "التفاهم" حولها..!  "الحوار" ووفقا للإرادة الأمريكية، ومعها جوقة الطبول المحلية التي رضعت من الثدي ألأمريكي، قيح تعريفات التنميط والتنميق المدني الزائفة،  بعد ذلك سيتحول الى "مباحثات" ثم الى "مداولات"؛ وثم الى تبادل رأي بمباحثات جانبية، تُجرى على الهامش على بساط البحث، تناقش فيها "أفكار" معروضة للمناقشة والتفكير، جارٍ نقاشها على طاولة البحث! التفاوض هو حوار يهدف إلى فض النزاعات، والتوصل إلى اتفاق على مسارات العمل، للمساومة من أجل ميزة فردية أو جماعية، أو لصياغة النتائج التي ترضي مختلف المصالح. وهذه هي الوسيلة الرئيسية لتسوية المنازعات البديلة. الشعب العراقي قال كلمته ومضى؛ في موضوع العلاقة مع الأمريكان، وهي أن أخرجوا من أرضنا؛ وبعد ذلك لكل حادث حديث، حيث يمكن "التفاهم" على شكل من أشكال العلاقة النافعة للطرفين، بعد تسديد فواتير ما ارتكبه ألأمريكان بحق العراق، إلا أن الطريق الأسلم؛ هو أن لا معنى لعبارات "الحوار" و"المباحثات" و"المداولات"، وغيرها من عبارات الميوعة الديبلوماسية، قبالة الجرائم التي ارتكبها الأمريكي في العراق. لأننا هنا في العراق بناة حضارة شغلت ثلثي التاريخ البشري، فيما "عدونا" دولة بلا تاريخ تقريبا، وكل تاريخها أنها كانت تقتل أينما حلت، خلال عمرها الذي لا يتجاوز 250 عام،  نقول نعم"نتفاوض" مع الأمريكي من موقع الندية، وليس هناك من تعريف آخر لجلوسنا معهم وجها لوجه.  شكرا 4/6/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك