المقالات

عروج الى المعشوق الأكبر  

1758 2020-06-04

حافظ آل بشارة ||

 

الامام الخميني قدس سره حالة فريدة في تأريخ ظهور القيادات التأريخية ، فقد توحد اسمه مع نهجه ولذلك كان رحيله قد منح ثورته قوة بقاء مذهلة ، الامام في حياته اجتاز كل عوائق التقدم التقليدية السائدة ، وطنيا اجتاز ايران ليكون رمزا لكل العالم الاسلامي ، دينيا اجتاز الاسلام الى المحيط الانساني الاوسع كرمز لكفاح المستضعفين ، مذهبيا اجتاز التشيع ليكون رمزا لثورة الاسلام وخلوده وعصرنته المستمرة ، ومدرسيا اجتاز الحوزة ليكون عالما ومجددا في شؤون السياسة والادارة واقامة دولة العدل الحديثة ، دولة حقوق الانسان والانتخابات والدستور ، ثقافيا عمل الامام على تغيير مفهوم الانتظار المهدوي وجعل الأمة تنتقل الى الانتظار الايجابي الثوري الفاعل في اطار فلسفة التمهيد ووضع حد للا نتظار السلبي والاتكالية والعجز ، هذه الاختراقات الفريدة في الثقافة التقليدية التي انجزها الامام هي التي منحت الثورة الاسلامية البقاء والامتداد والاتساع ، ولكي يكون الامام ونهجه خالدين ، كان هناك مفتاح اخلاقي كبير في شخصية الامام ، انه اخلاص العبودية لله تعالى والفناء في ملكوت حبه والعيش في جنة القرب والعشق الكبير ، العبودية عند العرفانيين من جيل الامام واساتذته هي الوجه الآخر للربوبية في المفهوم العرفاني ، فقد تحققت للامام سطوة على قلوب الناس لانه اكتسب تلك الكمالات السلوكية النادرة التي لا ينالها الا الاولياء ، وهذا درس لكل سياسي فالسلطة ليست طريقا لركوب رقاب الناس بل هي فرصة لتجسيد شخصية الانسان الكامل ليكون مدرسة وابراز القدوة واداء التكليف وخدمة العباد ، فسلام عليه يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا . ان التنافر بين الشيطان والاستقامة هي التي جعلت شياطين الأرض من كل صنف تتحشد ضد الامام مدفوعة ببغض شديد ، جعلت الاستكبار العالمي بكل عبيده الصغار والكبار يشنون حروبهم المسلحة وحروبهم الاعلامية والاقتصادية والثقافية لاسقاط ذلك الولي وثورته ، الا ان الطواغيت هزموا وبقيت الثورة وبقي المنهج ، الا ان بقاء هذه النهضة العالمية مرهون باستحقاق هذه الأمة ولياقاتها الاخلاقية وقدرتها والوعي والتواصل والشجاعة واستحضار البصيرة وفهم مقومات البقاء.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك