حافظ آل بشارة ||
رغم ان اغلب الناس المتابعين يملكون تصورا عن ملفات الفساد الذي دمر العراق ، الا ان (قائمة الاربعين) التي عرضها السيد عادل عبد المهدي امام مجلس النواب بعد تنصيبه شكلت مرجعا ممتازا لأربعين عنوانا من اشكال الفساد التي يعاني منها العراق ، ووعد الرجل بأن يبدأ بمكافحة الفساد وشكل مجلسا اعلى لهذا الغرض ، وبغض النظر عن مدى قدرة الرجل على المضي في تلك المهمة فان اقالته انهت المشروع ، ويواجه رئيس الوزراء المؤقت مصطفى الكاظمي ضغوطا من اجل منعه من البدء بملف مكافحة الفساد ، ويقول مراقبون ان الكاظمي لن يستطيع فتح ملفات الفساد لأن بعض كبار الفاسدين محميون من قبل قوى دولية ، حاليا وصلت مسيرة الفساد الجماعي المحمي الى ايصال العراق الى وضع الافلاس شبه الكامل ، فاصبحت الحكومة عاجزة عن تسديد رواتب الناس، عوائد النفط متدنية واموال الكمارك والضرائب تسرق ، وكل مورد اقتصادي مدر للدخل تمسك به دوائر الفساد المتفقة لذا من المنتظر ان يزداد الوضع سوء اذا بقيت ازمة اسعار النفط عند هذا المستوى لمدة طويلة .
محاربة فاضحي الفساد
اصبح الناس يعرفون عددا من السياسيين والسياسيات الذين يظهرون في الاعلام ويكشفون ملفات فساد خطيرة ، وبعضهم يدلي بمعلومات موثقة عن حجم الفساد واشكاله ومقدار الاموال المسروقة ، هؤلاء لا يمكن الشك بمدى شجاعتهم ودقة معلوماتهم ، وقد لاحظنا ان هؤلاء يواجهون هجمات اعلامية تطعن في نزاهتهم وتأريخهم وشرفهم ويتطوع بعض الكتاب المأجورين لشن تلك الهجمات المدفوعة الثمن ، والغريب في تلك الحملات الاعلامية العدوانية انها تركز على الصاق تهم شخصية بمن يفضح الفساد ولا تتطرق الى الملفات والارقام والادلة التي يقدمونها ، مع ان المطلوب من كل شريف دعم وتشجيع من يفضحون الفساد وان كانوا سيئين وفي الحكمة قيل : لا تنظر الى من قال بل انظر الى ما قال ، الفاسدون يدافعون بقوة عن الفساد ويمنعون اي برنامج لمكافحة الفساد بالقوة والتهديد ، ويجندون الاقلام والعصابات لاسكات كل معترض .
من هم فاضحو الفساد ؟
اغلب الذين يكشفون ملفات الفساد من قائمة الاربعين بندا وغيرها هم اما نواب سابقون او وزراء سابقون او خبراء او كتاب ، ولديهم اطلاع واسع بهذا الموضوع الخطير ، ولكنهم ما أن يتكلم أحدهم في هذه القضية المصيرية حتى تشن عليه حملة تسقيط وكأنه من كبار اللصوص ، حتى ان بعضهم فقد اقرب اصدقاءه او تعرض لتهديدات خطيرة او محاولات اغتيال ، وهنا نقترح على السيد الكاظمي تشكيل لجنة من هؤلاء المتصدين الشجعان رجالا ونساء وبالتنسيق مع القضاء ومجلس مكافحة الفساد والنزاهة والقوات الأمنية للبدء بمكافحة الفساد بجدية ، لأن هذا الفساد المذهل اذا استمر فلن تكون هناك حكومة ولا أمن ولا عمل تنفيذي ولا انتخابات ولا لقمة عيش للناس .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha