المقالات

كورونا ... بين الوطنيين ومدعي الوطنية 

1395 2020-05-30

    قاسم العبودي ||   بعيداً عن التشاؤوم والسلبية ، يبدوا التداعي الكبير والأنهيار الصحي الناجم عن الفساد الكبير والمستشري في مفاصل الدولة أوصل الأمور الى أنسداد كبير في مواجهة الوباء القادم . اليوم يبدوا أن اليأس والقنوط بدأ يتسلل الى نفوس القائمين على المفصل الصحي ، وبدا ذلك واضحاً من خلال التصريح الخطير الذي أدلى به وزير الصحة ( المحترم ) بالتعايش مع مرض كورونا . لو نظرنا بهدوء لتصريح الوزير ، نقرأ بين السطور أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة وذلك لأنعدام العلاجات الناجعة لمواجهة الأزمة الصحية الخانقة . اليوم باتت المواجهة صعبة جداً مع هذا الوباء القاتل في العراق وذلك لشح الموارد المالية ، والأنهيار الكبير لأسعار النفط في الأسواق العالمية ، فضلاً عن حالة التراخي والملل الذي بدأ على الناس بمواجهة الوباء . يفترض اليوم فرض حجر صحي شديد لمدة معلومة على أن لا تتجاوز الشهرين ، مع دفع رواتب الموظفين بلا أستقطاع ، ودفع رواتب العاطلين عن العمل وشبكة الرعاية الأجتماعية . يجب على الحكومة توفير الأموال لمواجهة هذه الجائحة بأي طريقة كانت ، حتى لو أضطرت الى الأقتراض الداخلي أو الخارجي . العراق اليوم يبدوا كأنه بؤرة الفايروس التي بدأت تستشري كما أستشرى الفساد الحكومي الذي لم تستطيع الحكومات على مدى ١٧ عاماً من القضاء عليه ، بل ساهمت فيه . أستشرت الجائحة كا النار في الهشيم ولابد من جهد حكومي جبار للسيطرة على هذا الوباء المقلق . على جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية ، وحتى الأحزاب التي تكنز الأموال التي أستحوذت عليها بغير وجه حق ، أن تثبت وطنيتها بالمساعدة لدرء هذا القادم القاتل الذي لايميز بين الوطني والعميل . يجب أن تكون هناك وقفة جادة لأبناء الشعب بالأمتثال الحقيقي لتوصيات خلية الأزمة ، بكل حيثياتها . كما يجب على البرلمان والوزراء جميعهم وبدون أستثناء التنازل عن جميع مستحقاتهم المادية لمدة شهرين متتاليين ، وأيقاف النثريات الضخمة لهم وللرئاسات الثلاث ، مع أيقاف السفر والأيفاد ، حتى يمكن توفير جزء من أموال المواجهة . فضلاً عن ذلك المفروض على وزارة الصحة توفير الأجهزة والمعدات اللازمة من جمهورية الصين ، حتى لو كان بالتعامل الآجل ، أو النفط مقابل هذه العلاجات والمعدات . كما يجب العودة مرة أخرى للتعاون الصحي مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية وضرب مقررات الحكومة الكاظمية ، الحلبوسية التي تحاول الأرتماء بأحضان المحور الخليجي ( الأمريكي ) الذي لم يجني منه العراق غير القتل والدمار . العراق بحاجة الى وقفة جادة من الكل للعبور الى ضفة الأمان والحفاظ على هذا الشعب المظلوم ، الذي ظلتمه حكوماته التي تعاقبت عليه . الآن جاء الخط الفاصل بين من يدعي الوطنية وبين من أندك بها . مواجهة كورونا مقياس للثبات الوطني . ــــــــــــــــ
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك