د.علي الطويل
لم يكن بزوغ فجر ذلك اليوم كباقي الايام التي تساوت فيها ايام المسلمين وهم يفتقدون البوصلة نحو قبلتهم المغتصبة ، لقد كان فجرأ لاحياء الامل من جديد بتحرير عروس عروبتنا ، لقد شع شعاع ذلك اليوم من جبين امامأ ايقض بنداءة ضمير الامة ،التي غرقت بليل شتوي وسبات عميق ، كان نداء روح الله اعلانأ لربيع غاب عقودا عنها .
فقد ابتليت الشعوب العربية بحفنة حكام خونة باعو قضيتهم ، وتنازلو عن شرف عروبتهم ، فألقو بالاقصى في غياهب جب بني صهيون...!
وبالتالي امست فلسطين واقصاها واقعه في هامش ذاكرة النسيان ، وحق ضاع وولى واسدل عليه الستار ، وما على الامة الا القبول بهذا الواقع ورتداء ثوب الذل والتطبيع مع بني صهيون ..!
أن هذا ليس بجديد على حكام العرب وأن كانت فلسطين الخيانة الكبرى في سجل تاريخهم الحافل بالخيانات ، فهم كانو ولازالو مصداق لوصف مولاتنا زينب عليها السلام لأهل الكوفة في خطبتها العصماء " لقد جئتم بها صلعاء سوداء عنقاء خرقاء شوهاء ...
حتى ذهبو بعارها وشنارها ولن يرحضوها بغسل بعدها ابدأ " ...!
فلله درك ياسيدتي اي وصف يلائم يدهؤلاء الخونة في كل مكان وزمان ، فلا شك فطينتهم واحدة والقوم ابناء القوم تجري الخيانة فيهم مجرى الدم بالعروق ...!
نعم .. لقد تحقق للصهاينة مايريدون ، وانطفئت جذوة الشوق لتحرير الارض المغتصبة في ضمير الأمة و روح شبابها ، وتركت فلسطين سليبة بيد الصهاينة يمرغون كرامتها كل ساعة امام اعين العرب والمسلمين ،
حتى امسى ذكر القدس واستنهاض الامة لسترداد قبلتها المغتصبة صوت نشاز او ضربأ من الجنون و الخيال ..!
إذ بلغ الاستسلام واليأس في الامة ذروته ، وغاب وغيب الأحرار والثوار في كل مكان ، وباتت فلسطين غريبة ، قد فارقت روحها الحياة ودفنت خلف قضبان اليهود ..!
من ركام هذا اليأس والخنوع المطبق ، من الله تعالى على المسلمين بروح الله ، الفتى المحمدي الحيدري الأصيل ، اذ وضع الإمام الراحل فلسطين نصب عينيه ، فكانت حاضرة بقوة في روحة ووجدانة وكل ادبياته ، تنتظر ذلك اليوم الذي يتفجر فيه الأمل، ليحيي الامة ويعيد صياغة تاريخها ومجدها ويضعها على درب التحرير ، فأمست فلسطين واقصاها شعيرة من شعائر الله ، فكان روح الله الروح التي بثت في جسد لأمة الحياة واعادة اليها الأمل .
ومذ ذلك الحين وكرة ثلج العودة والتحرير تتدحرج بلا توقف، وتكبر وتكبر مع الأجيال، ويلتحق بالركب عشاق الحرية من كل مكان، فكان نداء روح الله .. لله وماكان لله ينمو..!
لقد شخص الإمام الراحل مواطن ضعف المسلمين واسباب هزيمتهم وانكسارهم بدقة ، فراح يسعى لمعالجة جسد الامة الذي اثخنته جراحات الفتن والشقاق ليستعيد عافيته ويقف شامخأ كما كان ، فكانت مساعي الوحدة والعمل على قاعدة المشتركات حاضرة في حركته ، كما كانت من اولى اولوياته احياء الروح المعنوية للامة وتعزيز ثقتها بقدراتها ونفسها، لما لهذا الجانب من اثر كبير في حسم المعركة .
اجل..المعنوية وما ادراك ماهي..!
بها تهزم الجيوش وبها تنتصر . فدووننا حرب اليمن ، كيف كسر اليمانييون بروحهم المعنوية العالية تحالف الشر ، هزايمة تلو هزيمة لدروع وجيش مدججة بعدتها وعديدها، الا أن عزيمتها وروحها خاوية بائسة يائسة ، لا تؤمن بحقانية قضيتها ، فكانت الهزيمة نصيبها امام ثلة تسلحت بالايمان فكتب الله لها النصر المبين .
عودة على بدء نستيقن ان نداء احياء يوم القدس نداء ايقض ضمير الامة واحيا روحها واعاد لروحها المعنوية الحياة ، فكان اعلان لصافرة بدء المسير الى القدس المحتلة واسترجاع الحق المسلوب ، فلو لم يكن ذلك النداء لضاعت فلسطين منا الى الابد ، ولو لم يكن ذلك النداء لما كتبنا هذه السطور ، ولمل شاهدنا علم فلسطين يرفرف في كل بقاع الدنيا .
فسلام الله عليك ياروح الله يامن احيا روح الامة
https://telegram.me/buratha