طيب العراقي ||
تشكل العلاقات بين الدول إحدى أهم ركائز العمل الحكومي، وتقدم هذه العلاقات مؤشرات يمكن إعتمادها عن مدى نجاح الحكومات، وتكون ذات فائدة سريعة، لتقييم القادم من المنجز الحكومي، إذا جاءت ردود أفعال إيجابية من الدول، في الأيام والساعات الأولى لتشكيل الحكومات.
الحق يقال أن حكومة الكاظمي حظيت بـ"دعم" دولي في ساعاتها الأولى، ونطرح هنا جردة سريعة، لبعض المواقف الدولية إزاء حكومة الكاظمي، وتقدم لنا هذه الجردة بعض المعطيات المفيدة للتفكير بما هو آت..أهملنا عمد الموقف الإيراني لإنه ومهما كان إيجابيا، فهو آت من العدو الفارسي الصفوي المجوسي المتغطرس، وفقا لقناعات البعثيين والجوكر الأمريكي الذين يقودون المرحلة الآن في العراق!
• السفير البريطاني في بغداد يقول في تغريدة نشرها؛ بعد التصويت على حكومة الكاظمي: "سندعم حكومة الكاظمي لمواجهة كورونا"...
حسنا ما نوع الدعم الذي سيقدمه سفير صاحبة الجلالة؟! والمستشفيات في بلاده توقفت عن علاج مرضى الأمراض المزمنة خصوصا كبار السن، ليتركوهم يواجهون مصيرهم المحتوم، فهل يريد البريطانيين نقل هذه التجربة الوحشية الإجرامية الى العراق؟! "تره قوية" يقدم الدعم..! بينما نسبة الشفاء في بريطانيا صفر تقريبا! نعم سيقدم البريطانيين دعما تعودته الأمم منهم، مزيد من المؤامرات والدسائس وسياسة فرق تسد..!
• السفير التركماني "عفوا التركي" فاتح يلدز؛ صرح بعد تمرير حكومة الكاظمي، وبقاء سبع وزارات خالية، وقال أيضا "نأمل أيضا تلبية الدعوات المشروعة لإخوتنا التركمان حول تمثيلهم في الحكومة"
ــ الأمر إذأ أسال لعابه؛ يعني تركيا أيضا تريد حصتها من الوزارة، هنا لا احد يقول له لماذا تتدخل تركيا بالشان الداخلي، لانه وببساطة يعلم الجميع أن السفير التركي يمارس التدخل منذ سنوات طويلة، خصوصا أن قوات بلاده منتشرة في 29 نقطة عسكرية قوية، ولها معسكرات ودبابات ومهابط طائرات داخل الأراضي العراقية، وهي موجودة حتى على تخوم كركوك، الأمر لا يستدعي أن نضع علامة تعجب في نهاية الجملة، فقصة الإحتلال التركي لإراض عراقية، وإنتهاكها العلني لسيادة العراق، باتت قصة معلنة لكنها مسكوت عنها.. يحق لنا أن نتصور أن قوات تركية ستنتشر قريبا في ناحية السعدية شرق بعقوبة، لأن فيها سكان تركمان!
• صحيفة لوفيغارو الفرنسية، نشرت على حسابها في تويتر هذا الخبر الذي ترجمته (جاسوس يعين رئيس لوزراء العراق) في اشارة الى تعيين الكاظمي رئيس لمجلس الوزراء..
ماذا أرادت أن تقول هذه الصحيفة واسعة الإنتشار دوليا؛ والمقربة جدا من دوائر صنع القرار الفرنسية، في رسالتها الملغومة هذه؟!
ــ في زحمة إنشغال الطاقم الإعلامي لرئيس الوزراء، بتغطية عملية إستلام وتسليم السلطة، والترويج الرخيص بأساليب مملة، لم يردوا على هذ الإتهام الذي يشكل إهانة ليس لرئيس الوزراء العراقي، بل للدولة العراقية برمتها ، بل ربما عدوه مديحا..
لكن السؤال الأهم هو: لو كانت علاقة الكاظمي طيبة مع الفرنسيين، مثلما هي عليه مع الأمريكان، هل تطلق لوفيغارو صفة جاسوس عليه، أم ستسميه "الصديق" مثلما أسماه بومبيو وزير الخارجية الأمريكي؟!
• دولة الأمارات العربية المتحدة، هنأت حكومة الكاظمي، وأعلنت أنها تريد "تعميق آفاق التعاون المشترك"..
ــ يحق لنا أن نتسائل عن موانع "تعميق آفاق التعاون المشترك" مع الحكومات العراقية التي سبقت حكومة الكاظمي؟!. وهل رفض العراقيين خطو إماراتية كهذه، خصوصا أنهم يشهدون هذه الأيام، مقدار "الخير" العميم المتأتي من علاقات التعاون الإماراتي المشترك مع اليمن!
نشير هنا الى أن التعاون المشترك بين العراق والإمارات، كان قد بلغ مراحل متطورة جدا، في إزمان الحكومات العراقية السابقة لحكومة الكاظمي، والدليل هو أن معظم تمويل الدواعش والإنتحاريين كان مصدره الإخوة الإماراتيين الذين كفوا ووفوا..!
• تلقى رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي اتصالا هاتفيا من عاهل المملكة الاردنية الهاشمية "جلالة" الملك عبدالله بن الحسين، اعرب خلاله "جلالته" عن تهانيه للسيد الكاظمي بمناسبة نيل حكومته ثقة مجلس النواب، وعن تطلعه الى ان يؤدي تشكيل الحكومة الجديدة الى مزيد من التعاون والتطور للعلاقات بين الشعبين والبلدين الجارين الشقيقين .
ــ الأردن هذا الكائن المحدود الموارد الطفيلي أبدا، يريد أن يستمر بحلب العراق والعراقيين، الذين لم يلمسوا ولو لمرة واحدة عطاءا من الأردن، فهو بلد تعود على أن يأخذ ولا يعطي في علاقته مع العراق، وذلك منذ الإتحاد الهاشمي عام 1957 مع العراق في العهد الملكي ولغاية اليوم..نعم الأردن اليوم فاتح ذراعيه للبعثيين والصداميين العراقيين، وهو لا يمانع بل يشجعهم على التآمر على العراق، وتمجيد المقبور المجرم صدام قائم هناك وبقوة، مادام الممجدون يمتلكون أموالا تقوي الإقتصاد الأردني الطفيلي، نشير أيضا الى أن اهم القيادات التكفيرية لتنظيمي القاعدة وداعش كانوا أردنيين..
ترى هل سيرسل لنا "جلالة" الملك الأردني ابن أمه الإنكليزية، مزيدا من الإنتحاريين كدلالة على "تطلعه الى ان يؤدي تشكيل الحكومة الجديدة الى مزيد من التعاون والتطور للعلاقات بين الشعبين والبلدين الجارين الشقيقين؟! أم أنه فقط أراد بهذا الإتصال ضمان الإستمرار بتنفيذ خط نقل البترول من البصرة الى العقبة ومن ثم الى إسرائيل؟! .
• ولي العهد السعودي "سمو" الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي مع الكاظمي يدعوه لزياره المملكة ويقول (ان بإمكان العراق ان تلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة).
ــ أيباخ..شني هاي إذا يسمح فائق دعبول بإستخدام هذه المفردة المسجلة بإسمه طابو؟!. ربما يريد "سمو" الأمير بدعوته لرئيس وزراء العراق، أن يدخله دورة مكثفة بكيفية إستعمال "المنشار" مع الخصوم والمعارضين السياسيين، وليس الى أن يلعب العراق "دورا" في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة، فهذه مهمة تقوم بها الدول التي تود رد جميل جيرانها عليها، والسعوديين كانوا وما يزالون أصحاب جميل مع العراقيين، وهم لهم دين في رقابنا، منذ أن جعلوا ارضهم منطلقا للغزو الأمريكي للعراق، مرورا بآلاف الوهابيين التكفيريين الذين أرسلوهم الى العراق لتحريره من حكم الشيعة الصفويين، والوقت حان أن نرد الدين..!
شكرا
10ـ5ـ2020
https://telegram.me/buratha