اثير الشرع
في ضل جائحة كورونا ومخاوف من إنهيار الوضع الأمني؛ بعد عدة خروقات خطيرة في قواطع عمليات صلاح الدين وديالى، تزداد الأزمات والصراعات بين الكتل السياسية؛ مع تزايد المخاوف من التدخلات الخارجية بالشأن العراقي بصورة معلنة ومباشرة، فالصراع على المكاسب والمغانم الإنتخابية وصل ذروته؛ ولم تعد جميع الكتل السياسية مرحّباً بها من قبل الشعب؛ والأخير ربما يتمنى التغيير الجذري والخلاص من مئات الأحزاب التي كانت السبب بتردي الواقع الإقتصادي والأمني، وحتى الإجتماعي في نظر معظم أبناء الشعب العراقي، أصبحت العملية السياسية في العراق الآن فاشلة؛ بعد فشل مباحثات تشكيل حكومة محمد علاوي وعدنان الزرفي، ويبدو إن مباحثات تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي، أيضاً باتت مهددة.
رسالة تهديد وصلت الى عدة شخصيات ورؤساء كتل، تعارض تمرير حكومة الكاظمي؛ ولوحت بعدم التصويت لصالح هذه الحكومة؛ وهذه الرسالة كانت بتوقيع السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر والتي تضمنت فعلاً رسالة تهديد ووعيد ضد أي كتلة لا تصوت لصالح مصطفى الكاظمي، مرشح التوافقية الشيعية الأغلبية، ربما ستتغير المعادلة والخطة الأمريكية – الإيرانية – الخليجية بدئت فعلاً، وهذه الخطة تقضي بدفع عجلة حكومة مصطفى الكاظمي ودعمه، ثم البدأ بالمرحلة الثانية من الخطة التي ربما ستكون تصفية الخصوم المعارضين، للتواجد الأجنبي ! وكل محور سيصفي خصومه وأعداءه؛ ليتمكن بالنهاية لتنفيذ مآربه ومشروعه داخل العراق.
نعتقد إن المشكلات الحقيقية والتنفيذ الفعلي للمخطط الأمريكي سيبدأ بعد نهاية شهر رمضان؛ وسنشهد أزمات خطيرة وتحديات أمنية قبيل البدأ بالمباحثات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق حزيران المقبل، التي ستتمحور حول آفاق التعاون الإستراتيجي بجميع الملفات وبقاء القوات الأمريكية في العراق، ونتائج هذه المباحثات هي من ستحدد نوع وشكل مستقبل العراق وخارطته السياسية والإدارية، في نفس الوقت ستبدأ ربما مباحثات بين الولايات المتحدة وإيران؛ ربما ستتمخض عنها جملة قرارات لا نعلم إن كانت إيجابية أو سلبية؛ بسبب ضبابية المشهد، وتغيير المواقف في اللحظات الأخيرة.
نعم. العراق سيكون للأسف ساحة لتصفية الحسابات في الشرق الأوسط؛ وستشهدان أرض وسماء العراق حوادث خطيرة! ستؤدي بالنهاية لخسارة المكاسب التي حصلت بعد عام 2003؛ بسبب غياب الدبلوماسية وتفضيل المصالح الخاصة ونبرة الأنوية والملكية، التي تصاعدت وتيرتها خلال الفترة السابقة، في ذات الوقت يتهيأ المتظاهرون للعودة بقوة الى ساحاتهم، وربما ستكون هذه المرة الجولة الأخيرة التي ستقصم ظهر الكثيرين.
رسالة ماثيو تولر كانت واضحة ومخزية، بسبب إحتقار مرسلها لإرادة اللاعبين السياسيين الكبار، التي حاول تولر إيصالها الى زعماء الكتل ” إن عودوا إلى أدراجكم؛ دوركم إنتهى…. وإلا تعرفون مصيركم” !! ونعتقد إن عهد الديمقراطية المزعوم في العراق سينتهي قريباً، وبالتالي لا إنتخابات تلوح بالأفق الإ بعد عام 2022 مع بقاء فرض الإرادات الخارجية.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha