طيب العراقي |
الخروج العلني لعصابات داعش من أوجارها، وتحركها على الارض؛ في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والانبار والموصل، أن هذا النشاط دب في الأوصال؛ التي أستطاع حشدنا وجيشنا وسائر قواتنا الأمنية تقطيعها ودحرها نهاية عام 2017، حيث أنهيت دولة الخرافة الى الأبد؛ يكشف أن هذا الأمر ما كان ليحدث، فضلا عن أنه لم يأت من فراغ أبدا!
لا يستطيع مطلع على الحد الأدنى من واقع الأحداث في العراق والمنطقة، إلا التوصل الى أن هذا التطور الخطير، كان نتاج توجيه ورعاية وإعادة تأهيل وتخطيط من قبل الداعم الدولي، وسيستمر التصعيد في الايام القادمة، وسيستمر تنفيذ هذا المخطط الخبيث والواضح الأهداف؛ وصولاً لتمكين داعش من السيطرة على مناطق بعينها، واحتلال بعض المناطق أو المواقع العسكرية، وسيزداد زخمه كلما اقتربنا؛ من موعد الحوار العراقي الامريكي، المزمع إنطلاقه في العشرة الأولى من شهر حزيران القادم، والذي سيحدد الوجود الامريكي، الأمر الذي يشكل ورقة ضغط أمريكية في المباحثات، وستصبح هذه الورقة أكثر تأثيرا؛ كلما ازدادت الهجمات الداعشية، وكلما ازداد معها سقوط ضحايا جدد؛ وحصول خسائر مادية وتخريب للبنى التحتية.
سيرافق هذا المنحى الخبيث؛ في إدارة الملفات السياسية بين الأمريكي والعراق، والمتمثل بإستخدام داعش، الذي تحول الى بندقية للإيجار في أماكن أخرى غير العراق أيضا، تصعيد في دعوات واضحة؛ من "منظمات المجتمع المدني" و"نواشيط الجوكر الأمريكي" المدنيين، للخروج للتظاهرات؛ وقد بات الأمر علنيا ومكشوفا، من خلال الدعوات العلنية، وهي ليست صدفة قطعا؛ ان تعود التظاهرات وداعش؛ في آن واحد مع وجود فايروس كورونا؟
هل هو امر دبر بليل!؟ ومن وراء هذا التخطيط الماكر؟ وهل هي صدفة ام هو إتفاق مسبق؛ حيث يهجم الدواعش على الحشد والقوات الامنية في المناطق الغربية والصحراء، وهنالك دعوات للتظاهر يوم 5/10؟!....ليلة أمس الأول جرى إستعراض علني لمتظاهري الكوت، وهم يؤكدون استعدادهم لدخول الخضراء!
الإستعدادات لذلك قائمة على قدم وساق؛ في ساحات التظاهر في النجف وكربلاء وواسط وبغداد وباقي الساحات، حيث لوحظ ان هنالك "ثلل" من "الصائعين" تقوم بلصق بوسترات تدعو للتظاهر، في مناطق الكرخ في بغداد، وخصوصاً مناطق الحارثية والمنصور وحي الجامعة، كما جرت إستعدادات "جوكرية" لصناعة دروع وقاية من قص البراميل المعدنية نصفيا، ونشر ذلك في مواقع التواصل الإجتماعي، معززا بالصور والمنشورات التحريضية، التي توحي بأن منازلة كبرى ستحدث، وأن التظاهرات ستنطلق بعد شهر رمضان مباشرة.
كل ذلك يحصل لإيجاد اوراق ضغط قوية ومؤثرة، لصالح المفاوض الامريكي، قبل الوصول لشهر تموز، حيث موعد ذروة المفاوضات.
الى جانب هذا الذي سيحدث، فإن الأمريكي رسم خارطة المفاوضات بيده اللئيمة، فستكون المفاوضات بالحقيقة؛ مفاوضات في "متاهة حدائق جنة الأحلام"، حيث الداخل فيها لن يعرف كيف يخرج منها، وسيكتشف بعد أن تعييه السبل؛ أنه يدور عبثا حول نفسه، وكي يحقق المفاوض ألامريكي أهدافه بدقة، فإنه سيلعب مباراة من فريقين؛ على مرمى واحد ممزق الشباك، بحارس مرمى واحد أعور العين!
نشير هنا الى أن الفريق المفاوض العراقي، تم تشكيله من "حمائم" تهوى القفص الأمريكي الذي ألفته وألفت أجواءه الرخية، إذ أن معظم رجال الفريق، هم بالحقيقة من المتعاونين جدا مع الأمريكي، بل هم أبناءه البررة؛ وأحدهم مضى عليه أكثر من سبعة أعوام في الولايات المتحدة الأمريكية، مديرا لإحد الفروع الخارجية لمؤسسة أمنية عراقية، ومعنى هذا أن المفاوض الأمريكي سيخوض مفاوضات مع نفسه!
أيضا وعلى الصعيد السياسي السني، فإن دعوات إخراج الحشد الشعبي من المناطق السنية لم تتوقف، وهي جزء مرسوم بدقة من هذه الأجندة الخبيثة، لكن يقينا ان الذين يطالبون باخراج الحشد من المدن، حالهم حال قوم لوط حين قالوا:
"فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"
شكرا
5ـ5ـ2020
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha