حافظ آل بشارة |
هل ان الهجوم الداعشي الأخير مجرد غزوة رمضانية يستغلها داعش كما كان لقتل اكبر عدد ممكن من الحشديين الصائمين ؟ ام انه بداية للاجتياح الداعشي الموعود الذي وقتوه مع الوباء والازمة الاقتصادية ومشكلة تشكيل الحكومة ؟
في الحالتين سيكون هناك اكثر من مستفيد من العدوان الجديد :
١- أميركا وأبواقها : سيقولون ان العراق مازال بحاجة الى الجيش الامريكي والتحالف الدولي لحمايته من عصابات داعش ، وعلى الحكومة ان تستغيث بهم وتنسى قرار طردهم ، أميركا تضحك على الجميع ، فقد اعترفت سابقا انها هي التي صنعت داعش ولا يمكن ان تقاتله بل تستعمله في مخططاتها.
٢- بعض القوى السياسية : تتمنى ان ينشغل البلد بمعارك جديدة لكي يؤجل تشكيل الحكومة الانتقالية او يحسموها لصالحهم ، فيبقى الفريق الدائم بفساده وفشله وانسداده .
٣- معاناة الحشد الشعبي : عندما عجزوا عن حله اغتالوا القائدين ، فلم يهتز الحشد ، ثم شطروه الى حشدين ، والآن يضعونه في مواجهة جديدة امام داعش ليوقعوا فيه خسائر كبيرة ، وقد وصلت معلومات عن الهجوم قبل ايام فتجاهلتها القيادات المعنية .
٤- الطائفيون والانفصاليون : يريدون وضع المرجعية والجمهور الشيعي المعذب في جولة جديدة مع داعش مع وباء كارونا والأزمة الاقتصادية ومشكلة الحكومة .
٥- الطائفيون والانفصاليون : يريدون ان يسفر الاجتياح الداعشي الجديد عن تداعيات امنية وسياسية تمهد لهم بلورة مشاريع انفصال كردي وسني تسعى اليه اقلية مشبوهة في الطرفين هم يكرهونها وينتقدونها لكنها مدعومة امريكيا.
٦- انتهازيون من كل المكونات : في كل المكونات الشيعية والسنية والكردية هناك ساسة ومؤسسات اعلامية مستعدون لخدمة موجة داعش الجديدة ، ومستعدون للتعاون مع اميركا واسرائيل وبعض العواصم الخليجية لتفجير المحافظات الشيعية تحت ستار التظاهرات المشروعة وباستثمار جهل اصحابها ، فيكون الهجوم الداعشي على الشيعة من الداخل والخارج ، لاضعاف قوى التغيير فيهم والحفاظ على البؤس والفقر والخراب الحالي .
المتوقع : من الحتميات المقبلة فشل المخطط الداعشي كسابقه ، كل المعطيات تؤكد ان المرجعية العليا مستعدة لفتوى اخرى لدحر الموجة كما دحرتها من قبل ، والحشد الشعبي سيكون اكثر قوة وبأسا وستوحده المعركة ، وسيكون تعداده القادم اكثر من مليون وباسلحة اكثر فتكا ، وسيكون الجيش العراقي اكثر قوة وتنظيما.
ربما يبلور الانتصار المقبل على داعش واقعا سياسيا جديدا ينهي حقبة الفساد والفشل ويحفظ وحدة العراق بالقوة ، الانتصار العراقي المقبل سيقنع الوطنيين من الكرد والسنة بأن مصلحتهم مع العراق الموحد ، صحيح ان هذه التحولات ستحتاج الى وقت طويل وتضحيات وصبر لكنها هي التي ستحدث في النهاية شاء من شاء وابى من ابى . سيكتشف الجميع ان هذه التحولات كانت ضرورية وهي مخاض لبناء دولة حقيقية .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha