عبد الحسين الظالمي
بعد اعلان الانتصار على داعش في معركة العراق الكبرى اتفق اغلب اصحاب الاختصاص على ان المعركة تحولت من معركة عسكرية حسمت لصالح العراق الى معركة امنية لان من الصعب تصور القضاء التام في تلك المعركة على عناصر داعش خصوصا ونحن نعرف ان الكثير منهم عراقين ولديهم حواضن في كثير من المناطق لذلك ذابوا وتحولوا من تشكيلات عسكرية الى خلايا نائمة وقد اتفق اصحاب الراي والسياسين ان داعش ورقة تحركها جهات لها مصلحة في وجودها وهي اطراف خارجية وداخلية وبصريح العبارة نقول ان داعش عصا امريكية تستخدمها متى تطلب الموقف ذلك .
نعود الى ماحدث ليلة السابع على الثامن من رمضان من خرق امني على قطعتنا العسكرية في قاطع صلاح الدين وفي منطقة مكيشفية .
اولا . الكل يعرف اننا في شهر رمضان ونعرف جيدا ان داعش لديها غزوة تسمى غزوة رمضان تكاد تكرر سنويا وهذا يدلل على وجود نوايا للعدو، كان المفروض ان يكون هناك حيطة وحذر عالية جدا وربما تصل الى درجة انذار عالي التصنيف.( الانواء الجوية ، واوقات الخمول ).
ثانيا . الكل من القادة الميدانين متفقين ان منطقة مكشيفة منطقة رخوة وخاصرة تهدد القطعات المرابطه هناك ووفق تحليل منطقة الحركات تعد منطقة صفراء والقادة الامنين والعسكرين يعرفون ماذا تعني صفراء وهناك مناطق اخرى تحمل نفس التصنيف .
ثالثا .الكل يعرف ومطلع على الوضع السياسي والامني العام في البلد وهذا يعني ان هناك اطراف تريد القيام بعمل معين لجلب الانظار وتحقيق خطوة الى الامام (امريكا تريد الضغط لتمرير مشروعها السياسي بالعراق والصغط على المفاوض العراقي فيما يتعلق بالمفاوضات بين العراق وامريكا ، وداعش تريد ارسال رساله اثبات قدرة واثبات وجود ، وطراف داخلية متعاطفه ، واخرى تريد تحقيق مكاسب ) . وهذا يعطي القادة مؤشر على وجود تهديد محتمل وفي اكثر من قاطع .
رابعا: تعودنا من خلال اسلوب العدو في السنتين الاخيرة انه يعمل بتكتيك حرب العصابات (اضرب وهرب) وتكتيك حرب البرغوث ، وذلك يتطلب جهد امني واستخبارتي عالي جدا واعطاء المعلومات الاستخبارتية اهمية قصوى .
واستطيع ان اقول كان من المفروض ان تتحول المعركة من دفاع الى معركة امنية استخبارتية معززة بقوات صغيرة وسريعة الحركة طلما ان تصنيف المنطقة اصفر اذا يجب اعتماد مبدء فتش وضرب حيث تشك بوجود العدو لسلب المبادئه من العدو وبالتالي الاحتفاظ بالمبادرة بيد قواتنا .
خامسا : هدف العدو اعلامي يريد منه اثبات وجود ومسك زمام المبادرة لذلك يتطلب عدم اعطائة الفرصة لتحقيق ذلك وكذا عدم تضخيم
الحدث صحيح نحن فقدنا شهداء اعزاء ولكن علينا ان ننتبه الى غاية العدو وهدفة وعلينا العمل على عدم تحقيق كامل غايته من خلال تضخيم الخرق وهو خرق طبيعي جدا ومتصور الحدوث في ظل اجواءالتراخي والخمول الذي يفرضة الدفاع وعدم القيام بعمال تعرضية استباقية صغيرة ومتنوعة وواسعة .
سادسا : لكل معركة دروس مستنبطة علينا استخلاصها والاستفاده منها عسكريا وامنيا وسياسيا ومن وجة نظري الدروس من هذا الخرق هي :
1. سياسيا امريكا لازلت تدعم وتحرك داعش متى مارادت ذلك وقد تكون هي العصا الثانية التي تمسكها امريكا بعد عصا تحريك الداخل والوقت كان متوقع لذلك وعلية على المفاوض او صاحب القرار حساب ذلك وعلى القادة الامنين والميدانين تلافي التكرار .
2. داعش تريد اثبات وجودها خصوصا ونحن في شهر رمضان وغايتها اعلامية اكثر من كونها تريد الاحتفاظ بالارض وعلية كان المفروض تفويت الفرصة عليها ومنعها من تحقيق غايتها .( افشال مبكر واجهاضه للتعرض والتقليل من اهميته اعلاميا وهنا اضيف ملاحظة ( رب ضارة نافعه من خلال الدعم ولاسناد الشعبي لقواتنا والذي قلب المعادلة ).
3. المعلومات المتوفره عن الهجوم تم من عدة محاور وكما ينقل باكثر من ١٤٠ عجلة وهذا يتطلب استحضارات للمعركة مما يعني احتمالين فشل امني استخبارتي او تجاهل للمعلومات(وانا احتمل الثانية) وعلية لابد من مراجعة ذلك وتشخيصة بدقة .
4. داعش لاتتحرك بشكل راجل واغلب عملياتها تتم بعجلات صغيرة رباعية الدفع تتحرك بها من مناطق تجمع تبعد عن الهدف وهذا يتطلب كمائن الية ونقاط اعاقة في مفاصل طرق التقرب وعمل هندسي الي وغمر لبعض المقتربات .
5. اثبتت المعركة الاخيرة ضرروة وجود قطعات احتياط فعالة وسريعة الحركة وضرورة التنسيق العالي بين القطعات الماسكة للارض .ومعالجة المفاصل الرخوه .
6. تتطلب المعركة الامنية القادمة الانتقال من الدفاع الى الهجوم ولكن بتكتيك خاص لايسمح المجال بذكرة .
7. ختاما نقول ان ماحدث رغم الخسارة ولكنه انذار مفيد جدا ورسالة على المعنين قراءتها وخصوصا القيادات المعنية والتحول والتنوع في التكتيك في المعالجات . وكذلك هي رسالة لكل من تسول له نفسه للنيل من قواتنا وحشدنا المقدس نقول فيها ( يخطأ من يتصور ان الحشد ماموجود من افواج والوية في الحبهات بل الحشد لازال في البيوت وبمجرد الاشارة سيكون خلف كل مقاتل عشرة وربما اكثر ولكن هذه المرة بخبرة اكبر وبعزيمة اقوى ) . علينا استثمار دماء ابنائنا في هذا الشهر الكريم لمزيد من التلاحم والعمل الميداني الذي يقلل فرص العدو الى ادنى حد ممكن . الرحمة والرضوان لشهداء معركة السحور والنصر لقواتنا البطلة بكل اصنافها وتنوعاتها والدعم ولاسناد للقيادات الميدانية البطلة والرحمة والرضوان لجميع الشهداء وخصوصا شهداء قادة  الانتصار ..
https://telegram.me/buratha