المقالات

ألواح طينية؛ تغيروا قبل أن تُغَيروا..!  

1716 2020-04-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

الأزمة السياسية التي وُضَع العراق فيها محور الشر الصهيوسعوأمريكي، كانت مقدمة لمآرب خبيثة، وأهداف بعيدة تهدف في نهاية المطاف؛ ليس الى جعل الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، جزءا مقبولا في منظومة النظام السياسي في المنطقة، بل الى أن يكون العنصر القائد فيها، وهذا كان يحتاج الى إحداث تغيير جذري، في دول المنطقة لمصلحة تحقيق الهدف.

التغيير الجذري؛ بدأ بإفتعال ما يسمى بالربيع العربي في دول المنطقة، وأنتهى بمحاولة تفكيك النظم السياسية العربية المستهدفة، وتشكيل مشهد جديد في المنطقة..

العراق؛ ونظرا للتحول الكبير الذي حدث فيه عام 2003، بزوال نظام القهر الصدامي، الذي أثبتت وقائع التاريخ؛ أنه كان في طليعة العاملين على تحقيق الأهداف الصهيوأمريكية، كان في طليعة أهداف المشروع الصهيوأمريكي، الذي وجد أنه أرتكب خطأ فاحشا بحق أداة مهمة من أدواته، تتمثل بنظام صدام الخادم المطيع المجاني.

لذلك فإن مخططا كبيرا نُفذ ويُنفذ في العراق؛ لمصلحة المشروع الصهيوأمريكي، الذي أنضمت اليه دول الجزيرة والخليج( السعودية والإمارات بالأساس)، بعدما وجدت أن بقائها منوط بنجاح المشروع الصهيوأمريكي.

هدف المشروع إياه واضح ومحدد، ولا يحتاج الى كثير من العناء لمعرفة تفاصيله، ويتمثل هذا الهدف بصناعة نظام حكم، ليس مواليا للمشروع فحسب، بل يجب أن يكون جزءا فاعلا فيه ومنه.

البداية كانت بإفساد الدولة العراقية، مرورا بإفساد الطبقة السياسية المتصدية، وإغراقها بمشكلات السلطة، والعمل على فصلها عن قواعدها الجماهيرية، وتحويلها الى طبقة منبوذة منشغلة بالصراعات البينية، وآفات العمل السياسي وأمراضه، وقد نجح المشروع في ذلك نجاحا باهرا، ومن لم ينجح معهم المشروع سعى الى تسقيطه بعمل إعلامي كبير وممنهج، وما يتعرض له الحشد الشعبي ومحور المقاومة من هجوم إعلامي دائم وكاسح، ليس إلا إنموذجا لهذا العمل الخبيث..

صورة الطبقة السياسية السيئة اليوم ، لا تحتلج الى ترميم وصيانة، فمهما بذل المخلصين من جهد، فإن ذلك لا يمكنه أن يحسن الصورة أبدا، والمطلوب إزاء هذا الواقع الذي يجب أن نعترف به جميعا، كمقدمة صالحة لإنتاج حل واقعي، هو أن نبحث في أوساط شعبنا، عن عناصر تصلح لأن نقدمها؛ كممثلين حقيقيين لإمال وتطلعت العراقيين.

الأمر ليس عسير البتة، والوسط السياسي الشيعي بالتحديد، يعج بفائض من الكفاءات والقدرات ومخزون بشري لا ينضب، يمكن أن يكون بديلا حقيقيا عن الفاشلين السيئين، ويستطيع النهوض بمهمة مقاومة  مشروع هدم الدولة العراقية، ويستطيع أيضا إنتزاع الفرصة من الغصة.

العراق يحتاج الى تغيير سياسي ومؤسسي جذري.. وهذا التغيير لا يتعين أن يكون صفريا، أي إنقلابا كا يروج لذلك بعض البلهاء، بل يجب تقديم البديل الذي أشرنا اليه بنكران ذات وبروح المسؤولية.

الواجب دفع البديل الموازي الموجود الى الأمام، وإفساح المجال له لتسلم قيادة العملية السياسية، وهي فرصة مثالية لدفع الشباب والعناصر الكفوءة، برؤية مسؤولة تنظر الغد بأدوات الغد، مع تخلي ساسة الخطوط الأولى الحاليين عن عقلية الإسئثار التي تطبع وجودهم السياسي..

الهدف السريع لموجهة جائحة التغيير السياسي الذي سيحدث شئنا أم أبينا، يجب أن يكون برؤية ونسق جيد، يستشرف المستقبل إعتمادا على الحاظر ، إستلهاما للماضي، وبصناعة ساسة متمرسين ومدركين وطنيين.. هدفهم واحد ومحدد هو التغيير من الداخل، لأن التغيير المٌحدث من داخل المنظومة، يكون أقوى تاثيرا واكثر نضجا وأعلى مستوى،  لأن التغيير يستند الى اصلاح ممارسات خاطئة، والتطوير يخضع الى واقعية السياسة في العراق.. وليس للتنظير وهذا يتطلب جراحات عميق وعاجلة، ووقت وجهد وتضحيات..

كلام فبل السلام: أمامنا هذا السبيل وليس غيره،أما غيره فسيكون انتحارا ونارا تأكل الأخضر واليابس.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك