قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
الأزمة السياسية التي وُضَع العراق فيها محور الشر الصهيوسعوأمريكي، كانت مقدمة لمآرب خبيثة، وأهداف بعيدة تهدف في نهاية المطاف؛ ليس الى جعل الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، جزءا مقبولا في منظومة النظام السياسي في المنطقة، بل الى أن يكون العنصر القائد فيها، وهذا كان يحتاج الى إحداث تغيير جذري، في دول المنطقة لمصلحة تحقيق الهدف.
التغيير الجذري؛ بدأ بإفتعال ما يسمى بالربيع العربي في دول المنطقة، وأنتهى بمحاولة تفكيك النظم السياسية العربية المستهدفة، وتشكيل مشهد جديد في المنطقة..
العراق؛ ونظرا للتحول الكبير الذي حدث فيه عام 2003، بزوال نظام القهر الصدامي، الذي أثبتت وقائع التاريخ؛ أنه كان في طليعة العاملين على تحقيق الأهداف الصهيوأمريكية، كان في طليعة أهداف المشروع الصهيوأمريكي، الذي وجد أنه أرتكب خطأ فاحشا بحق أداة مهمة من أدواته، تتمثل بنظام صدام الخادم المطيع المجاني.
لذلك فإن مخططا كبيرا نُفذ ويُنفذ في العراق؛ لمصلحة المشروع الصهيوأمريكي، الذي أنضمت اليه دول الجزيرة والخليج( السعودية والإمارات بالأساس)، بعدما وجدت أن بقائها منوط بنجاح المشروع الصهيوأمريكي.
هدف المشروع إياه واضح ومحدد، ولا يحتاج الى كثير من العناء لمعرفة تفاصيله، ويتمثل هذا الهدف بصناعة نظام حكم، ليس مواليا للمشروع فحسب، بل يجب أن يكون جزءا فاعلا فيه ومنه.
البداية كانت بإفساد الدولة العراقية، مرورا بإفساد الطبقة السياسية المتصدية، وإغراقها بمشكلات السلطة، والعمل على فصلها عن قواعدها الجماهيرية، وتحويلها الى طبقة منبوذة منشغلة بالصراعات البينية، وآفات العمل السياسي وأمراضه، وقد نجح المشروع في ذلك نجاحا باهرا، ومن لم ينجح معهم المشروع سعى الى تسقيطه بعمل إعلامي كبير وممنهج، وما يتعرض له الحشد الشعبي ومحور المقاومة من هجوم إعلامي دائم وكاسح، ليس إلا إنموذجا لهذا العمل الخبيث..
صورة الطبقة السياسية السيئة اليوم ، لا تحتلج الى ترميم وصيانة، فمهما بذل المخلصين من جهد، فإن ذلك لا يمكنه أن يحسن الصورة أبدا، والمطلوب إزاء هذا الواقع الذي يجب أن نعترف به جميعا، كمقدمة صالحة لإنتاج حل واقعي، هو أن نبحث في أوساط شعبنا، عن عناصر تصلح لأن نقدمها؛ كممثلين حقيقيين لإمال وتطلعت العراقيين.
الأمر ليس عسير البتة، والوسط السياسي الشيعي بالتحديد، يعج بفائض من الكفاءات والقدرات ومخزون بشري لا ينضب، يمكن أن يكون بديلا حقيقيا عن الفاشلين السيئين، ويستطيع النهوض بمهمة مقاومة مشروع هدم الدولة العراقية، ويستطيع أيضا إنتزاع الفرصة من الغصة.
العراق يحتاج الى تغيير سياسي ومؤسسي جذري.. وهذا التغيير لا يتعين أن يكون صفريا، أي إنقلابا كا يروج لذلك بعض البلهاء، بل يجب تقديم البديل الذي أشرنا اليه بنكران ذات وبروح المسؤولية.
الواجب دفع البديل الموازي الموجود الى الأمام، وإفساح المجال له لتسلم قيادة العملية السياسية، وهي فرصة مثالية لدفع الشباب والعناصر الكفوءة، برؤية مسؤولة تنظر الغد بأدوات الغد، مع تخلي ساسة الخطوط الأولى الحاليين عن عقلية الإسئثار التي تطبع وجودهم السياسي..
الهدف السريع لموجهة جائحة التغيير السياسي الذي سيحدث شئنا أم أبينا، يجب أن يكون برؤية ونسق جيد، يستشرف المستقبل إعتمادا على الحاظر ، إستلهاما للماضي، وبصناعة ساسة متمرسين ومدركين وطنيين.. هدفهم واحد ومحدد هو التغيير من الداخل، لأن التغيير المٌحدث من داخل المنظومة، يكون أقوى تاثيرا واكثر نضجا وأعلى مستوى، لأن التغيير يستند الى اصلاح ممارسات خاطئة، والتطوير يخضع الى واقعية السياسة في العراق.. وليس للتنظير وهذا يتطلب جراحات عميق وعاجلة، ووقت وجهد وتضحيات..
كلام فبل السلام: أمامنا هذا السبيل وليس غيره،أما غيره فسيكون انتحارا ونارا تأكل الأخضر واليابس.
سلام..
https://telegram.me/buratha