محمد كاظم خضير
بات جلياً أن قوى اقليمية من تعطل تشكيل الحكومة على نزاع المحاور والجيوستراتيجيا السائد في الشرق الأوسط، وهذا التعطيل فرض حالة انقسام جديدة على الساحة العراقية في ظل تمسك الكتل السياسية ما حصلت عليه في الحكومات السابقة وحيث هذه المسألة مطروحة في كل المشاورات التي حصلت بين المعنيين لتشكيل الحكومة الكاظمي ، وهنا ثمة معلومات أن البعض كان يراهن على التعطيل من قبل أمريكا لضرب النفوذ الإيراني وأن يكون الكتل السنية متشدداً في اللحظات الأخيرة عبر خلق أي ذريعة تفرمل إعلان مراسيم التشكيل وكانت هذه الذريعة متمثلة بسنة وحيث ينقل وفق أجواء عليمة بأن وفد نواب من سنة وخلال جولاتهم على مرجعيات سياسية كما حصل اليوم في زيارة الحلبوسي لشمال العراق والبحث عن الدعم المطلوب لأعطاء مناصب في الحكومة القادمة او سحب التكليف وبالتالي كانت هناك عملية شرح مستفيض من هذه المرجعيات للظروف المحيطة بالعراق والمنطقة والتي تستدعي الدعم والمساعدة لا التعطيل مع الحرص على ما يمثلون وأنه ليس هناك من أي اعتبارات شخصية مع أي نائب منهم، ولكن تبين بوضوح تام أن المسألة تتخطى ذلك بكثير لأن كرة التعطيل هي بحوزة القؤئ السنية والكردية وبناء عليه لم يعرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود وبعد كلمة وزير الدفاع الأمريكي و الالتقاء بالكاظمي وصالح حيث رسم خارطة طريق للشأنين الداخلي والإقليمي، وعلى الصعيد المحلي سيبين كل الأمور المحيطة بحصول السنة علئ مناصب كثيرةوموقفهم من هذه المسألة والأجواء تؤشر إلى تمسك السنة بمناصب اكثر لا سيما بعد مواقف الحلبوسي .
من هذا المنطلق لا يبدو أن تشكيل الحكومة على طريق الحل بل أصبح معقداً في ظل الكباش الإقليمي والدولي وأيضاً بعد فرض واشنطن معادلة قوية في تشكيل الحكومة الجديدة المقبلةوما يمكن أن يحصل في الأسابيع القليلة المقبلة، وبمعنى آخر أن الصورة لم تتضح بعد في المنطقة ليبنى على الشيء مقتضاه عراقيا وعلى الملفات المأزومة وتحديداً تشكيل الحكومة و َ فكل هذه العناوين هي حالة انتظار معقدة وصعبة للغاية أمام عدم بروز أو وضوح أي رؤية لحل ملفات عراقية وبالتالي كما كانت الحال مع عادل عبد المهدي فإن معجزة الحل تتمثل بحصول توافق إقليمي ودولي في توقيت معين لدعم الكاظمي في التأليف وهذا ما يعوّل عليه أمام هذه الانتظارات، لذا فإن مضمون التصريحات السياسية الساخنه ما يمكن أن يحصل على المستويين الإقليمي والدولي من مواقف وتدخلات، ذلك ما سيبلور مسألة التأليف والأمور تحتاج إلى وقت إضافي قد يطول أمام هذه العقد المتراكمة.
من هذا المنطلق لا تبدو الصورة حتى الساعة إيجابية أمام هذه المعضلات وكذلك الأمر أن الأجواء التي تنقل عن بعض المرجعيات السياسية التي لها دورها وحضورها، لا تؤشر إلى أي حلول قد تحصل خلال فترة قريبة مما يعني أن العراق أمام أزمة مفتوحة سياسية ودستورية واقتصادية بعدما وصلت الأوضاع الاقتصادية إلى حالة تنذر بمخاطر جمة والأمر عينه للوضع المالي ، وهنا ثمة حلول أو بدائل يجري التداول بها، فإما ضرورة الاتفاق مع رؤساء الكتل السياسية كونهما المعنيين الأساسين للتأليف بمعنى الإسراع في تشكيل الحكومة وإن كان ذلك له محاذير صعبة بفعل دور السنة والكرد الذي لا يسمح بهذا التفرد وإن كان دستورياً وميثاقياً، تالياً تفعيل دور حكومة تصريف الأعمال لتسيير شؤون وقضايا الناس أمام هذه الأزمات المستفحلة اقتصادياً واجتماعياً، لذلك كل الاحتمالات واردة في الأيام المقبلة أمام إقرار الجميع بصعوبة وتعقيدات هذا الوضع.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha