قاسم العجرش
أمريكا تضرب الحشد..ايران بره بره..تركيا تضرب كردستان..ايران بره بره؛ اسرائيل تضرب الحشد والجيش والشرطة الاتحادية..ايران بره بره؛ امريكا ادخلت داعش ودمرت العراق..ايران بره بره؛ امريكا عطلت الصناعة الوطنية..ايران بره بره؛ امريكا ترعى مؤتمرا مناهضا للعراق بقيادة ايهم السامرائي..ايران بره بره؛ امريكا منعت الاقتصاد العراقي من النهوض..ايران بره بره؛ السفير البريطاني يتدخل بقضية عائلية عراقية..ايران بره بره كل اذيتنا بسبب امريكا والسعودية والامارات، لكن ثمة من يجأر كحمار..وايران بره بره
لتفكيك شعار إيران بره بره، يتعين أولا أن نعترف؛ أن لكل منا قناعاته وعقائده المستقرة في عمق تفكيرنا، وهي بالتأكيد مختلفة من فرد الى فرد، ومن جماعة أعتناقية الى جماعة أخرى. لكن بالمقابل ثمة الكثير من حبال الوصل بيننا كعراقيين، من خلال المشترك العقائدي او الاخلاقي أو الميداني، وأن بيننا ثوابت هي بمثابة جسور متينة، نتحدث جميعا عن رغبات في أن تدعم دعائمها يوما بعد يوم.
لكن ذلك في معظم الأحوال، مجرد رغبات في الصدور، وهو في الموروث الديني اضعف الإيمان، ” أذكركم بحديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره….فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”…
هذه الثوابت التي أتحدث عنها بعنوانها الواسع، هناك من أحترف تقطيعها بمقص مسموم, أما لتحقيق مآرب ذاتية مريضة، قوامها أنا ومن بعدي الطوفان! أو لأنه تحول الى كماشة نار، بيد لاعب خارجي لنا معه وِتْر تاريخي، أو الأثنين معا!..
النموذج الأخير “نموذج كماشة النار بيد اللاعب الخارجي” ، مثاله الأوضح قوى سياسية عراقية، بعضها شيعي مع كل الأسف؛ مريضة بموهومة العدو الإيراني الأفتراضي..
هذه القوى تعتقد بأن أرضاء أسيادها ـ وهم متعددين ـ من أقصى الغرب الى أقصى شرقه..من أمريكا الى السعودية ؛ لن يتم إلا بالتهجم على أيران وعلى من له صلة معها !
ولا يختلف العقلاء على مبسطة أن الأوطان، ليست خيمة شعر يمكن طيها والرحيل بها، الى حيث الكلأ كموطن مؤقت كما يفعل الرعاة، وماذامت الأوطان ليست كذلك، وأنها مستقر من جبال رواسي وسهول وأنهار؛ لا يمكن أن تحملها كل “بعران” سادة تلك القوى السياسية، التي سيأتي يوم ونسميها بالأسم، ونكشف كم قبضوا ومتى وأين ومن أستلم وكيف، بالصورة والصوت!
العراق مستقر إنساني قديم جدا، قدم الزمان والمكان، وهنا كانت أولى حضارات البشر، ولهذا المستقر جيران يحدونه من ست جهات، فلا بد من القبول بهذه الجيرة وأنشاء علاقات بناءة تعود بالنفع على الشعب العراقي ودولته الناهضة، وباقي شعوب الجيران ودولهم، ذلك لأن ليس بالأمكان الرحيل بالعراق، الى جوار بيروت التي يحب العملاء الصهاينة والأمريكان، التسكع في مواخير شارع الحمراء فيها..
كما أنه ليس بالأمكان صناعة بلدوزر عملاق؛ يدفع إيران بعيدا عنا نحو الشرق مثلا؛ كما يرغب ذباب الفيسبوك المصابين بمرض أسمه أيران…
إيران والعراق جارين أزليين، وأعتق من العتيق، وإن تبدلت الأنظمة الحاكمة، ونفس الأزلية تنطبق على تركيا وباقي الجيران.. واذا كان ثمة خلل في ميزان العلاقة مع الجيران، فهو بالتأكيد ليس مع أيران، بل مع أهل نعمة صاحبنا المصاب بمرض أسمه أيران…
كلام قبل السلام: للتذكير ايضا نقول أن أمنية ” ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم ” التي قالها الخليفة الثاني؛ صارت عقيدة تسقى بالدماء بالدماء دوما…!
سلام…
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha