المقالات

زراعة العراق ... قيام من تحت الرماد  

1786 2020-04-21

حافظ آل بشارة

 

هل بدأت النهضة الزراعية في العراق بالفعل ؟ وهل يمكن القول بأن عودة القطاع الزراعي الى مكانته القديمة اصبح امرا ممكنا ؟

قبل ظهور النفط في ثلاثينات القرن الماضي كانت الزراعة في العراق هي مصدر العيش والموارد ، كان هناك اكتفاء ذاتي في معظم الاغذية ، القمح ، المحاصيل الحقلية ، الفواكه والخضر ، الالبان واللحوم والدواجن والاسماك ، وكانت للتمور العراقية ميزة نسبية تفوق تمور الخليج وايران ومصر ، نظام صدام اراد تدمير الزراعة من اجل تدمير المجتمع الريفي العراقي ومنعه من الاستقلال الاقتصادي وجعل لقمة عيشه بيد النظام الحاكم لتركيعه ، خاصة وان معظم المجتمع الريفي العراقي موال للمرجعية وممول لمؤسساتها وهذه حقيقة خطيرة كانت تؤرق النظام ، بعد ظهور النفط تحول العراق الى الاقتصاد الريعي الاحادي فتراجعت الزراعة ، اما نظام ما بعد ٢٠٠٣ فليس لديه رؤية اقتصادية ، فبقي النفط هو المورد الوحيد وبقيت الزراعة متهالكة ، ولكن منذ سنتين بدأت الروح تدب في القطاع الزراعي ، ونجح الفلاحون في ايجاد تيار اقتصادي انتاجي يعتمد على الامكانيات الذاتية للمجتمع الريفي ، فبدأت زراعة القمح والشعير تعطي ثمارها وتقترب من الاكتفاء ، كذلك الاسماك والدواجن والالبان والصناعات التحويلية ، طبعا هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد للعراق ان ينهض زراعيا ، المستوردون يشعرون بقلق لانهم فقدوا تجارتهم ، وتركيا مصدومة لأنها فقدت تجارة البيض والدواجن مع العراق ، لذلك تثار تساؤلات وشكوك حول الحرائق التي تلتهم مزارع الحنطة والشعير والذرة كل سنة في موسم الحصاد في اغلب محافظات العراق ، وعملية ابادة الاسماك في احواضها التي حدثت في السنتين الاخيرتين ، التحقيقات تقول ان بعض حرائق الحنطة تقف وراءها خلايا داعشية نائمة ، وبعضها يقف وراءها اناس آخرون هم متضررون من ازدهار الزراعة ، نحن الآن نقترب من موسم الحصاد ونتوقع تجدد حرائق الحنطة ويفترض ان تتخذ السلطات الامنية تدابير تمنع الجريمة قبل وقوعها .

متوقع ان يحرز القطاع الزراعي العراقي نجاحات جديدة ، في الموسمين الصيفي والشتوي المقبلين ، اصبحنا نرى المنتجات العراقية رائجة في السوق وبقدرة تنافسية جيدة ، أزمة تدني اسعار النفط ستدفع الفلاحين الى مزيد من الانتاج ليحققوا لانفسهم وللسوق الوطنية موارد غذاء خارج هيمنة النفط ، فيصبح الامن الغذائي للبلد مرتبطا بالزراعة وليس بالنفط ، القطاع الزراعي العراقي سار في طريق العمل والانتاج والتطوير ولن يعود زمنه الى الخلف ، الزراعة يمكن ان تمتص البطالة وتعالج الفقر وتحقق فوائض للتصدير وجلب العملة الصعبة ، لم يعمل ساسة البلد لايجاد بدائل للنفط ، الا ان الفلاح العراقي نجح في ايجاد البديل ، وكلما تدهورت عوائد النفط ازدهر الانتاج الزراعي اكثر ، ورب ضارة نافعة .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك