أثير الشرع
في ظِل التحديات الكبيرة والخطيرة، وتفكك واضح داخل بنية جميع المكونات، ونقصد هنا السياسيين وليس المواطنين، إزدادت مخاطر إنهيار العملية السياسية؛ سنتحدث هنا عن أسباب الفشل الواضح والنجاح الكبير الخفي! عانى العراقيون من تسلط أنظمة قمعية متعددة، فمنذ ستينيات القرن العشرين، بدأت معاناة الشعب العراقي، وبدأت ملامح التغيير نحو مستقبل مظلم تلوح في الأفق.
أحزاب ومنظمات، كانت ومازالت تتمسك بشعارات ربما هي نفسها لا تصدقها ! وهذه الأحزاب بجميع توجهاتها إسلامية كانت أم علمانية أم قومية، بمجرد أن تمسك عصا التحكم، تتبدد شعاراتها ويصبحون قادتها كمن كان واقفاً على جبل أحد حامياً ! وبلمح البصر أصبحوا السبب الرئيس لخراب الأمة !
الخلاف الرئيس هو الحفاظ على المكتسبات، مهما كلف ذلك من ثمن، ولا يمكن العودة إلى وراء (يكونون أو لا يكونون) وإن إستمرت الكتل المتكونة من عدة أحزاب، إنتهاج السياسة الحالية فإنها فعلاً تدق مسمار نعشها بيدها، فالأرضية أصبحت مناسبة تماماً للتدخلات الخارجية الخطيرة التي تضعف ولا تسمن.
عمّقت الخلافات السياسية الفجوة بين الماسكين بعصا السلطة، وبين عموم أبناء الشعب العراقي بجميع مكوناتهم، وعندما نقول الجميع فنحن نعي ما نقصد، لأن الجميع في مركب واحد متساوون بالخطيئة أمام من يمثلونهم داخل قبة البرلمان، أي (الشعب) العملية السياسية الآن تشهد إنقساماً خجولاً بعيداً عن الطائفية والمعتقدات؛ بل ما سيجتمع عليه البعض سيكون وفق ما تقتضيه المصلحة، وربما سيكون الداعم الخارجي هو المحرك الرئيس الذي سيسير بواسطته الجميع، عدا من إبتعد قبل سنوات رافضاً بعض التوجهات والنهج.
بعد إستقالة السيد عادل عبد المهدي، كان أمام الكتل السياسية الشيعية خيار صعب؛ فأحلى الخيارات كان كالسم الزعاف؛ وربما ستفقد معظم الكتل السياسية الدعم الخارجي؛ وستبدأ قريباً حرب التصفيات وتدوير الوجوه، وهنا تكمن خطورة المرحلة وصعوبة المهام الموكلة لرئيس الوزراء المكلف، فبعض الكتل تبحث عن النصر السياسي وتمكين الحلفاء من التدخل وقهر الخصوم، والبعض يعتقدون بأنهم تسلحوا بتأييد التظاهرات الشعبية وصدقوا إكذوبتهم بتأييد الشعب الرافض لهم أصلاً.
مهمة السيد مصطفى الكاظمي يقيناً لن تكون سهلة ويسيرة؛ والرجل يعلم ذلك بكل تأكيد، وربما يمتلك السلاح الذي سيواجه به التحديات والمخاطر، وهو الآن يواجه صراع فرض الإرادات؛ لكسب الأصوات الممكنة لتمرير حكومته، التي من المفترض أن تكون مكتملة وتظم وزراء غير متحزبين ومهنيين ولا يستأثرون ويتأثرون بالضغوطات مهما كانت قوية.
بعض القوى الدولية ستعزف على وتر إعادة التنظيمات الإرهابية؛ لديمومة بقائها، بالمقابل من هي الجهة التي ستواجه خطر هذه التنظيمات، وهل ستسمح هذه القوى للعراقيين الدفاع عن أنفسهم ؟!
نحذر من مسلسل إستهداف جميع من أفشل سيناريو القوى الدولية، أو عرقل مسيرتها، فالخطر محدق وربما سيبدأ بعد شهر رمضان أو خلاله.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha