المقالات

أسامة انور عكاشة والحارة المصرية ..!!  

1917 2020-04-17

احمد لعيبي

 

في منتصف الثمانيات وحتى نهاية

التسعينات كانت شاشة التلفاز المتنفس

الوحيد للعائلة العراقية تضج بأعمال

الدراما المصرية وخصوصا مسلسلات

الحارة المصرية التي ابدع في كتابتها

الراحل العبقري اسامة انور عكاشة

والمخرج محمد فاضل والمخرج اسماعيل

عبدالحافظ ومن بين اهم هذه الاعمال

(ليالي الحلمية) و(الراية البيضا) و(ارابيسك)

والذي شاهد هذه المسلسلات يلاحظ ان عكاشة

المصري كتب عن ابناء الحارة الفقراء المضحون

وهم يحملون قيمهم ومبادئهم

كما يحملون فقرهم ومعاناتهم..

وجعل من ابن الحارة البسيط رمزآ(جدع)

يتحلى بالغيرة والحمية والفداء..

فترى ابن الحارة المصري في مسلسلات

عكاشة الجندي الشجاع والمرأة الام والمعلم

الشهم والشاب الغيور دون ان يستهزئ بهذه

الشخصيات الى نحو الاسفاف وجر الشخصية

لمستنقع الضحك الآسن ..

فتجد زينهم السماحي في ليالي الحلمية

وتجد حسن النعماني في ارابيسك

رموزا تدور حولهم الأحداث رغم بساطتهم..

لذلك علقت هذه الاعمال في ذهن المشاهد

وتسابق قطاع الانتاج المصري لأنتاج هكذا

اعمال وتزاحم الممثلون على هذه الادوار رغم

قلة المبالغ المدفوعه لهم ..

لان الشعور بالانتماء للبيئة المنتجه دون النيل

من قيم الاخرين من اجل الضحك

كانت عرفا سائدآ ومن يتجاوز على هذا

المكون او تلك البيئة فان مصيره السجن

مهما كان نجما كما حدث مع احمد بدير

في الصعايدة وصلوا ومع سيد زيان في

الراية البيضا...

استوقفني هذا العام وكل عام بما تنتجه

القنوات العراقية الحكومية وغيرها من

مسلسلات درامية تسيء لابناء الجنوب

وبقصد واضح كما تفعله الشرقية والسومرية

ودجلة والعراقية والبغدادية سابقا ..

وتجعل من ابن الجنوب اضحوكه فهو الساذج

الذي يلبس العقال ويتم الضحك والنصب

عليه وعلى يد كتاب ومخرجين وفنانين

من نفس البيئة ولعل بيت الطين خير شاهد

ومسلسلات الشرقية التي تجعل من الجبان

بطلا ومن العميل وطنيا ..

ولا ادري كيف يرضى بعض الدونية

التجرأ على ابناء جلدتهم بهذه الطريقة

وكيف تسمح دائرة السينما والمسرح

والرقابة ووزارة الثقافة وهيئة الاتصالات

على السماح لهؤلاء المرتزقة بالنيل من مكون

بعينه وبيئة دون غيرها ..

ولا ندري الى متى العراقية تنتج للكاوليات

ولبنات الليل ولسامكو مسلسلات وتترك

بطولات الحشد والمجاهدين

وقيم المجتمع الجنوبي والسماح

للطارئين بالنيل من ابناء العراق باعمال

درامية هابطة ..

لعن الله اولئك الذي يتاجرون بالقيم

على شاشة التلفاز ..

ولعن الله الساكت عنهم ..

والله من وراء القصد ..

 

ـــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك