د . علي الطويل
شهد بعض مناطق العراق تحركات داعشية مريبة وتعرضات محدودة في مناطق متعددة ، وخاصة في مناطق صلاح الدين وكركوك وديالى ، صحيح ان هذه التعرضات لم تكن بمستوى التعرضات السابقة الا ان فيها دلالات متعددة ، بلحاظ المناطق التي تمت فيها والتوقيت الذي جرت فيه هذه التحركات ، ومن البديهي القول والذي لايختلف عليه اثنان ان داعش وباقي العصابات التي تتحرك تحت غطاء الجهاد في الاعم الاغلب هي اذرع امريكية متلبسة بلباس الجهاد ولباس الدين ، لذلك فان تحركاتها الاخيرة تاتي ضمن المشروع الامريكي والخطط الامريكية التي لاتريد بالعراق الخير وتتحرى مصالحها الاسترتيجية في العراق والمنطقة اولا، وما حركة داعش في عموم الشرق الاوسط الا تنفيذا لهذا المشروع وهذا المخطط .
ولعل من الدوافع الاساسية لهذه التحركات في هذا الوقت هو لايحاء بان داعش مازال موجودا في العراق ولازال بيده المبادرة ايضا ، وهذا عبر عنه كذلك العديد من المسؤولين الامريكان على مستوى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الامريكية وفي اكثر من مرة بالقول ان داعش لازال يشكل خطورة على العراق ، فتاتي هذه التحركات منسجمة وداعمة لهكذا تصريحات ، اما اهداف هذه التحركات فانها تتعلق اولا بالانسحاب الامريكي من قواعده المنتشرة في العراق وتمركزه في اربيل وقاعدة عين الاسد ، فامريكا تريد ان تقول للجانب العراقي وهي تتهيأ لمباحثات معه حول جدولة الانسحاب ومستقبل القوات في العراق ، تريد ان تقول ان انسحابها سيولد فراغا وومكن ان يؤدي الى عودة داعش مجددا ، والهدف الاخر هو الضغط على الكتل السياسي وخاصة الشيعية منها بان الولايات المتحدة ستطلق يد داعش مجددا في حال فشل امريكا في تحقيق طموحاتها عبر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ورفض عناصرها التي تطمح ان تزرعهم فيها ، وباعتقادنا ان الهدف الاكثر وضوحا هو انشغال امريكا بكل قطاعتها وخاصة الجيش في مكافحة فايروس كرونا الوقاية منه ، ومع كل الاهداف اعلاه فان هناك بعض المؤشرات والدلالات تؤكد ان امريكا في نهاية الامر ستنسحب من العراق والامر سوف لن يطول ، لذلك لايمكن ان تترك العراق يعيش حالة الاستقرار وتاتي هذه التعرضات ماهي الا مقدمات لمخطط امريكي متوقع يعد لما بعد الانسحاب وهو ان يؤدي داعش واذنابها الدور الذي سترسمه امريكا بعد الانسحاب .
اما لماذا اختار الدواعش صلاح الدين وديالى وكركوك مكانا لتحركاتهم فهناك عدة امور تدفع بهذا الاتجاه منها ؛ ان هذه المناطق توجد بينها اراضي مشتركة وفي اغلبها وعرة وواسعة ولايمكن مسكها بالقطعات لانها كبيرة جدا والدواعش يسلكون فيها الطرق الوعرة والدراجات النارية للحركة مما يجعلهم يتنقلون بين هذا المناطق بسهولة ، كما ان طبيعة المنطقة توفر غطاء الاختباء بسبب الوعورة ووجود البساتين في بعض مناطقها ، ومهما يكن من امر فان هذه التعرضات استخدمة طريق العصابات ؛ اضرب واهرب ؛ في عملها ولايمكن باي حال من الاحوال العودة الى ماقبل ٢٠١٤ من حيث قوة وثبات قوات الحشد والقوات الامنية وتمرسها وخبرتها بتحركات الدواعش واساليبهم ، كما ان ظروف البيئة الداعشية قد اختلفت كثيرا حيث لاموى سكاني لهم بعد افتضاح جرائمهم وبغض الناس لاساليبهم ، ومن هذا المنطلق فان الخطط الامريكية التكتيكية والاهداف البعيدة المتوخاة من هذا الامر ماهي الا اوهام سيحصدون خيبتها الان ومستقبلا
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha