قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
* قال أحد الساسة في لقاء على أحدى القنوات الفضائية، أن الصراع الأمريكي الإيراني، يجب ألا يكون على أرض العراق، فمصلحة العراق أولا وأخرا. ‼
ـ حلو..!..خوش حجي..!.كلام مقبول إبتداءا، لكن أستحلفك بروح أبيك الذي أعلم أنك تحبه كثيرا، لأنه صاحب"حظ وبخت": بحظك وببختك؛ من يصارع من؟!..أيران يا سيدي جارتنا الأزلية، ومن مصلحة شعبي البلدين، أن يمضيا معا نحو الغد، وحتى لا تتكرر قادسية صدام المجيدة، بقوافل التوابيت نحو النجف، ولأن الأوطان ليست خيمة أعرابي؛ يمكنه أن يطويها ويضعها على راحلته؛ ويمضي بها نحو مكان آخر، بحثا عن مرعى لإبله..!
الأوطان باقية ما بقي الزمان والليل والنهار، وأمريكا ذلك الضيف الثقيل على شعوب المنطقة، ليست جارة للعراق، فضلا عن أنها ليست جارة لإيران؛ وهذه الشعوب لم تلمس من هذا الضيف الشقي خيرا، ولهذا هي ليست راغبة بوجوده الثقيل على المعدة والأمعاء، ولذلك بدأ الأمركي بلملمة "جوالاته" من أنحاء العراق، وجمعها في ثلاثة قواعد، توطئة لخروج دائم برضاه أو بعدمه..
ها..هسه شتكول، منو بدأ الصراع؟! إذا كنت تقصد أمريكا فيتعين حينذاك أن يكون العراق طرفا بالصراع، ليس دفاعا عن إيران، فهي قادرة على الدفاع عن نفسها، بل هي قادرة على أن تواجه الخصم وتوجعه، لكن منطق العقل والتاريخ وحتمية الحق، ولكي يتحقق مطلبك "المشروع"؛ بأن لا يكون العراق ساحة صراع أمريكي إيراني، يفترض بنا أن نعمل على إخراج الأمريكان من أرضنا، دفاعا من سيادة وطننا.
ولكي تكون صادقا في مطلبك؛ أطلب أيها السياسي "الوطني جدا"؛ من رئيس الوزراء المكلف؛ أن يكون واضحا في هذا الصدد، وأن يعلن صراحة؛ أنه مع قرار الشعب العراقي وبرلمانه بإخراج الأمريكان، الذين أنتهكوا سيادة بلدنا، وقتلوا أبانا وضيفه غدرا على أرضنا..إطلب منه أن يكون هذا المطلب أولويته الأولى، لأننا مثلك أيضا لا نريد صراعا أمريكيا على أرضنا؛ ها..مو لو مو مو؟!
* لغاية نهاية ثمانينيات القرن الماضي كانت أفلام الـويسترن الـ (Cowboys) تتسيد شاشات السينما، وأشتهرت أفلام ممثلين أمريكان عمالقة، مازالت أدوارهم باقية في ذاكرة ذلك الجيل..لقد كانت تلك الأفلام تظهر نوعا من الرجال؛ الذين لا يخافون الرصاص أبدا، فضلا عن كونهم مستعدين دإئما؛ لإطلاق النار بسرعة خاطفة..!
ما يزال في ذاكرتي مشهد ذلك الممثل الأمريكي؛ في مسلسل الكاوبوي الشهير روهايد..في أحد المشاهد؛ كان جالسا في حانة يلعب الورق وظهره الى باب الحانة، وكان رسلائه باللعب ثلاثة من تجار الماشية المعروفين، وكانت إمرأة فاتنة تملأ كؤوس الخمر للجالسين على مائدة القمار، كانت ترتدي قلادة بحجر ثمين بنفسجي صقيل جدا، ومن خلال إنعكاست الصورة على هذا الحجر، كان "بطل الفيلم" الذي نسميه هنا في العراق "الولد" ،وهو صياد جوائز تمنح لمن يقتل أو يقبض ألمطلوبين للعدالة، يعرف أوراق لعب خصومه، ولذلك كان الرابح دائما..!
في أحدى المرات؛ وبينما كان "بطل الفيلم الولد" كعادته، جالسا يلعب القمار بجلسته المعهودة، مديرا ظهره الى باب الحانة، وصديقته الفاتنة تمارس دورها الذي اتقنته جيدا، وتتقاضى عنه أجرها، الذي لم يكن أكثر من قبلة، وبسط "الولد" حمايته عليها، دخل الى الحانة فجأة ثلاثة رجال، كانوا قد إستعادوا بالقوة ماشيتهم، التي سرقها لصوص الماشية (Cowboys) بعدما قتلوهم، فباتوا بسبب ذلك مطلوبين للعدالة الأمريكية، معلقة صورهم في أرجاء المدينة ذات البيوت الخشبية، تحمل دمغة ( wanted dead or alive )..!
لمح "الولد" وجوههم في حجر قلادة صديقته الغانية، مثلما كان يلمح أوراق اللعب، فما كان منه إلا أن يستمر بجلسته كأن شيئا لم يكن، ويسحب بيمناه مسدسه "الويبلي"؛ ويطلق ثلاث رصاصات الى الخلف، من أعلى كتفه الأيمن، ودون أن يلتفت الى الخلف قط، ويسقط الرجال المطلوبين الثلاثة صرعى، بعد ذلك استمر "الولد" يلعب الورق..!
كلام قبل السلام: هذه المرة كانت مكافأة الغانية أكثر من قبلة، فقد قضى "الولد" معها ليلة حمراء! العملية السياسية في العراق؛ لا تعدو أن تكون لعبة قمار، فيها الولد الأمريكي بطل الفيلم وفيها الغانية؛ التي تعكس الصورة للولد..!
سلام..
https://telegram.me/buratha