المقالات

الأنسحاب الأمريكي حقيقة أم خيال ؟؟  

1344 2020-04-16

🖋 قاسم العبودي

 

 في خطوة أستباقية جديدة عرضت الولايات المتحدة الأمريكية ، مبادرة أتفاق أطاري جديد مع الحكومة العراقية التي تعتبر حكومة تصريف أعمال ، للألتفاف على المطلب البرلماني القاضي بأخراج القوات الأجنبية ، والذي تفاعل معه نواب الشيعة ، بمعزل عن الكتلتين السنية والكردية ، التي لم تحضرا تحت قبة البرلمان للتصويت عليه ، سلباً أم أيجاباً .

يبدو هناك مقبولية للأتفاق الجديد من قبل الجانب العراقي الحكومي الذي أبدا قبوله بأستحياء وغموض . ربما يعتبر هذا القبول الخجل فيه خرقا دستوريا ، لكن السؤال الذي يبرز هنا ، لماذا تعلن واشنطن نيتها الأنسحاب ، ومن ثم تطلب أتفاق جديد مع الجانب العراقي ؟

يبدو أن الأنتخابات الأمريكية التي تفرض مقبولية ترامب مره أخرى والعودة به الى رئاسة الولايات المتحدة ، مقرونه بخروج قوات بلاده ، والعودة بجنوده أحياء الى أمريكا ، وهذا صعب تحقيقه في ظل تهديدات فصائل المقاومة التي أعلنت وبكل وضوح أن التواجد الأمريكي يجب الرحيل أو الزوال ، وفي كلتا الحالتين فأن الخسارة الأمريكية واقعة لا محاله .

قتل الجنود الأمريكان تعني خسارة ترامب لدورة أنتخابية أخرى . وسحب جنوده تعني خسارة قواعد أمريكية ستراتيجية ، ربما تعرض الأمن القومي الأمريكي الى خطر وطبعا ذلك بحسب المنظور الأمريكي .

أعلن وزير الخارجية للولايات المتحدة في أكثر من خطاب ، بأن الساسة العراقيين ، عندما يكونون معه في الغرف المغلقة فأنهم يبدون أمتعاضهم من الخروج الأمريكي خارج العراق . ربما تكون هذه أشاره خبيثة لخلط أوراق القرار البرلماني ، والمطلب الشعبي القاضي بخروج قوات أمريكا . أو ربما أشارة الوزير الأمريكي لنواب الكتلتين الكوردية والسنية ، اللتان لم تصوتا على قرار أخراج القوات الأجنبية من العراق . في كل الحالتين تصريح الوزير الأمريكي لايخلو من خبث سياسي دأب عليه سياسيو واشنطن .

من جانب آخر يبدو هناك أنقسام أيدلوجي لدى فصائل المقاومة التي تباينت مواقفها بين مؤيد وبين رافض لتكليف مصطفى الكاظمي ، الورقة الأمريكية التي تحاول واشنطن اللعب بها في هذه المرحلة الحساسة و التأريخية في الداخل العراقي ، هذا الأنقسام أستثمرته واشنطن بدق أسفين الضغط النفسي على كتائب حزب الله ، لتسويقه للشعب العراقي على أن الكتائب من يغامر بأمن الشعب العراقي ويهدد سلمه وأستقراره ، وذلك لأن الكتائب الفصيل الوحيد الذي كشف عورة الولايات المتحدة وكل مخططاته الرامية لشق الأجماع الوطني لفصائل المقاومة . أعتقد أن التكتيك الأمريكي لايخلو من مغامره جديدة ، ربما تذهب بالعملية السياسية الى منعطفات قد تكون  الأخطر في تأريخ العراق ما بعد صدام حسين .

أجمالا ، الولايات المتحدة الآن في أضعف حالاتها وعلى جميع المستويات ، لذا تحاول جاهدة تصدير أزماتها الداخلية بمناورات ربما تكلفها الكثير من الخسائر فيما أذا ذهبت الى الأبقاء على قواتها العسكرية داخل العراق ، خصوصاً بعد التطور الملحوظ ، والنجاح الكبير لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي خبرت الأساليب التكتيكية للقوات الأمريكية .

ــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك