عبد الحسين الظالمي
ظاهرا لابد للكل من دخول هذه القاعة خصوصا لمن اعمارهم عشرون سنه فما فوق (نضوج التفكير) سواء من خلال الاصابه بهذا المرض لاسامح الله او من خلال الوقاية منه او الخوف من تبعاته الاخرى وهذا الدخول شامل لكل البشرية والاسئلة في هذا الامتحان متنوعة ومختلفة باختلاف تفكير كل فرد منا
وكذلك توقيتها مختلف، تبدء الاسئلة مع اول عطاس او سعال منك او من احد المقربين حتى تنهال الاسئله الاخرى مطالبة بالجواب
هل انت مصاب ؟ وتحاول ان تقنع نفسك، وتجيب على هذا (لا هذه مجرد وعكة) ، ومع بروز اول بوادر الم بسيط في الصدر او صداع خفيف يتكرر السوال ؟ وهكذا مع ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والشعور بالاختناق، يحاصرك نفس السؤال ومع اول لحظات وضع الراس على الوسادة او تسنح لك فرصة تفكير، تنساب اليك كل هذه الاسئل’ التي تحاول انتزاع اجابة منك هل انت مصاب ام لا؟
هذا الهاجس الذي ياكل ويشرب مع الجميع وفي كل مكان والسبب ان اعراض هذا المرض لا يوجد شخص الا ماندر لا يعاني من احد هذه الاعراض والتي ليس بالضرورة ان تكون اعراض مرض كورونا ولكن كما يقولون الحذر واجب وهاجس الخوف موجود (والعجيب ان المرض جاء في وقت تكثر فيه هذه الاعراض بين ابناء المعمورة) فمن هاجس الاصابة الى هاجس وقلق ما بعد ها كيف يكون الحجر وماذا سوف يحدث لمن لامستهم من المقربين لي وكيف اشفى من المرض وكيف تنجو عائلتي من ذلك وكيف نعيش وناكل اذا طالت فترة الحظر؟
كل هذه الاسئلة التي تشغل بال الكل وا تحدى اي شخص يقول لا افكر بذلك ابدا . هذا ونحن نعلم جميعا ان نسبة الشفاء من المرض هي ٩٨ بالمائة وهي اقل نسبة من كل الامراض المعدية الاخرى واقل نسبة من كل الحوادث اليومية رغم هذه النسبة البسيطة والخوف والهلع بلغ مبلغه ، اذا لماذا لانفكر بحقيقة الموت والتي نسبة وقوعه مئة في المئة ولا يقبل التاجيل ابدا وليس فيه فرصة او مجال للتاخير ؟. ام ان طول الامل هو الذي ابعد عنا ذلك ؟ وهذه نعمة نغفلها جميعا .
وهذه هي احد رسائل كورونا لنا جميعا وهي رسالة السماء بالتاكيد ( حقيقة الموت .....وطول الامل والتذكير بحقيقة ان مدبر الكون وخالقه قادر ان يسلب منكم الاطمنئان والهدوء باصغر مخلوق من خلقه رغم جبروتكم وتفرعنكم).
نقلق ونفكر بجد ونسعى للوقاية ونحن نرى ونلمس اثرا على الارض يدهب بين الناس ليعلن نهاية البعض رغم اننا كنا يوميا نطوف في مراسم الفواتح ويوميا نودع عزيز او صديق في المدينة او المحلة ؟ ولكن لا اثر لذلك في حياتنا وتصرفاتنا فما هو الفارق ؟ وماهي العلة ؟ .
سوال تطرحه كورونا علينا جميعا ؟ وهنا وقفة تامل اخرى
علينا جميعا ان نتاملها ونسال انفسنا مالذي يقلقنا حقا الموت او المرض ؟ او الخوف على ذوينا ؟ او شىء اخر يتصل بهذا المرض دون غيره ام ان التهويل الذي صاحب هذا المرض هو من خلق لنا ذلك ؟ لست بصدد الاجابة نفيا او اثبات ولكن بصدد ان اثير عقولنا وتفكيرنا باهداف ومعاني هذا الامتحان وما المطلوب منه ؟ . وماهي رسالته لنا نحن الذين نومن ان للكون مدبر لهو علينا حقوق يجب الاتيان بها والتفكير بها بجد وخلاص . وعلينا ان ندرك حقيقة ان رسالة السماء قد وصلت للجميع بدون استثناء وقد عطل الكون كله لتبيلغ هذه الرسالة لمن يؤمن ومن لم يؤمن الى من طغى وتكبر او من ظلم وسلب حقة وهو يعتقد ان لا احدا وقف معه في محنته . ولااستثناء لاحد لا ملك ولا مملوك في هذه الرسالة لا حاكم ولا محكوم . في الارض كان ام في عرض البحر . اتمنى ان نتامل ذلك ونجيب بهدوء .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha