المقالات

لا داعي للمجاملات والتفاؤل  

1618 2020-04-12

حافظ آل بشارة

 

اختيار السيد مصطفى الكاظمي ليشكل الحكومة الانتقالية حدث مهم ، لكني اعجب من تصريحات بعض المثقفين والساسة الحافلة بالتفاؤل ، واعرف انهم في احاديثهم الخاصة يقولون العكس وهم في قمة التشاؤم واليأس ، ألم نقل في نقاشاتنا الخاصة ان معيار نجاح الحكومة هو القدرة على تنفيذ برنامج عملها ، ونقول ايضا ان كتابة برنامج عمل للحكومة اصبحت اسهل من كتابة انشاء عن الربيع بسبب كثرة تكرار البرنامج نفسه لسنوات متعاقبة ، لذا يمكن للاستاذ مصطفى الكاظمي ان يعلن للملأ ان برنامجه هو نفسه برنامج اسلافه علاوي والجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي ، برنامج تأريخي ثابت يصلح لكل الحكومات ولكل انواع الدعاية الانتخابية ، العراقيون في الشارع يحفظون برنامج الحكومة عن ظهر قلب وهناك مواطنون عندما طرح البرنامج الاول سنة ٢٠٠٥ كانت اعمارهم ٦ سنوات والآن اعمارهم ٢١ سنة ويمكنهم حفظه كما يحفظون القصيدة الخلدونية خرجت يوم العيد ، ويمكن صياغة برنامج الحكومة على شكل نشيد وطني توارث فقراته رؤساء الوزراء بأمانة كتراث وطني ، فقرات ثابتة اللفظ مستحيلة التنفيذ : اعادة بناء الدولة ، فرض القانون ، الغاء المحاصصة ، مكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ، حصر السلاح بيد الدولة ، ثم اضافوا اخراج القوات الاجنبية ، معالجة عجز الموازنة ، تلبية مطالب المتظاهرين ، محاسبة قتلة المتظاهرين ، هذه الفقرات المتوارثة تبقى بلا حلول لماذا؟

١- كيف يمكن اعادة بناء الدولة وهي ممزقة ارضا وشعبا ومحتلة عمليا؟

٢- كيف يمكن معالجة الفساد اذا كان المصلحون هم اعمدة الفساد؟ واغلب القوى السياسية تعيش على الفساد وتفتي بحليته؟

٣- كيف يمكن اخراج القوات الامريكية اذا كانت بعض الاحزاب تحتمي بها وتريد بقاءها؟

٤- كيف يمكن تنفيذ خطة تنمية شاملة واعادة الاعمار اذا كان هدف العملية السياسية نفسها منذ بريمر تحطيم العراق وتقسيمه؟ وترامب يصرح بأنه يريد نصف نفط العراق؟

٥- كيف يمكن حفظ سيادة العراق اذا كانت القوى الحاكمة تستعين بدول ثانية لترسيخ وجودها في السلطة وتخويف الشريك الوطني؟

٦- كيف يمكن حصر السلاح بيد الدولة اذا كانت هناك مجموعات مسلحة مستقلة وعشائر مدججة بالسلاح ولا تخضع للقانون ؟

٧- كيف يمكن انهاء المحاصصة وهي نهج عتيد بنيت عليه العملية السياسية وكثير من الزعماء والاحزاب سيختفون اذا الغيت المحاصصة ؟

٨- كيف يمكن اجراء انتخابات نزيهة اذا كان المواطن لا يعرف اهميتها ويبيع صوته بكارت موبايل؟ وفيها التزوير والتهديد وحرق الصناديق؟

٩- كيف يمكن الخروج من الاقتصاد الريعي وهناك قوى داخل السلطة هدفها منع العراق من تحقيق التنوع الاقتصادي وابقاءه فقيرا مستوردا ؟

١٠- كيف يمكن معالجة الفقر واغلب الاحزاب الحاكمة تعتقد ان الشعب اذا استغنى فلن يسير وراءهم ولا ينتمي الى تنظيماتهم .

١١- كيف يمكن حفظ امن البلد اذا كان بعض قادة العسكر يحملون جنسيات اجنبية ، وامن المطارات والمنافذ بأيدي دوائر اجنبية ؟

١٢- كيف يمكن الوثوق بقدرة الحكومة اذا كانت دول المنطقة والاحزاب والاقليم هي التي تفرض شروطها واملاءاتها عليها وليس العكس ؟

اذا كان خمسة رؤساء وزراء سابقين قد حكموا وانقضت ولايتهم ولم يتمكنوا من ازاحة صخرة واحدة من هذه الصخور فهل يمكن التفاؤل برئيس الوزراء الجديد السيد مصطفى الكاظمي؟

 هل هو اقوى من الذين سبقوه ليفكك هذه القصيدة الوطنية الخالدة ؟

اليس معروفا ان عمل الحكومات في النظام الديمقراطي هو عمل فريق وليس عمل زعيم متفرد؟

اذا اراد الكاظمي تشكيل فريقه الوزاري فمن اين يأتي بهم ؟

سيأتي بهم من الاحزاب وعندنا الوزير يعمل لحزبه وليس لوطنه ، وسيجد الكاظمي نفسه يسير في طريق من سبقوه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، هذه هي الحقائق المرة فلماذا هذه المجاملات الباردة والتفاؤل غير المبرر؟ ايها المثقفون ساعدوا رئيس الوزراء الانتقالي الجديد واعرضوا امامه الحقائق المؤلمة لكي يعرف اكثر الى اين هو ذاهب وماذا عليه ان يفعل .

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك