باقر الجبوري
تم اعتقال ولدها الوحيد في الانتفاضة الشعبانية وبعد أشهر وفي منتصف احد الليالي الباردة داهم بيتها الصغير مجموعة من جلاوزة الامن العام ليخبروها بأعدام الولد في السجن وان عليها ان تذهب غدا لاستلام جثته من الطب العدلي على ان لاتقوم بعمل مجلس عزاء وان تدفن الجنازة بسرية تامة فلايسمع منهم حسيسا ولا نجوى ولا بكاء ولانحيبا ...
طبعا ... لكون الابن كان خائنا للنظام ...
عادي ... والغير عادي أنهم اخبروها بإن تحضر معها مبلغ من المال هو سعر الاطلاقات التي تمت بها عملية الأعدام ...بمعنى (( من لحم ثوره وطعمة ))
ومرت سنوات طويلة وهاشمية ساري تنام متلحفة بثياب ولدها المقتول ظلما وعدوانا فكانت تبات ليلتها وهي تنتظر اليوم الموعود ... وخبر سقوط النظام ولم تملك غير الامل ودعاء يشق عنان السماء ليصل الى قاب قوسين او أدنى وأقرب من ذلك (( يا قريب الفرج ... يا عالي بلي درج ))
هاشمية تعتقد بالفطرة أن حوبة دم الشهيد قادرة على أسقاط صدام وهو كذلك ...
وبعد سنوات طويلة سقط صدام
وذهب اللانظام وجاء نظام ... ولكن للاسف فالنظام سار على خطى اللانظام
وعاد البعثية القتلة ليركبوا الموجة
فعاد بعضهم علمانيا او لبراليا او حتى بعثيا داعشيا يعترف بذلك على نفسه دون ان يصده او يرده احد
ولكن كل هؤللء لايصلون لبعض البعثية ممن تقمص دور الاسلامي حاملا بيده التي ما زالت تقطر من دم ابن هاشمية مجموعة من المحابس ومسبحة تلقفت حباتها وخرزها مجموعة من الشياطين
لاعجب ... فالدولة والملك لاتتكيء الا على القتلة ولاتستقيم الا بالظلم والظلمة
روي سابقا ... أن خالد ابن عبد الملك كان يعيب على والده واخيه مروان بن عبد الملك تسنيمهم للحجاج بن يوسف الثقفي قيادة الجيش فقال عنه (( إنه دموي وقاتل وجزار ))
حتى إذا ما وصل الملك لخالد بعد أخيه أنقلب على نفسه فأبقى الحجاج في منصبه ...
ومن هذا القياس أخذ وعاض السلاطين افكارهم المنحرفة باجازة تسليط الظلمة على المؤمنين
قال احمد الكبيسي (( ان علي ابن ابي طالب كان طيب القلب ولهذا ثار الناس عليه ولو كان كيزيد او معاوية لاستقر حكمه ونفذ في البلاد امره ولما احتاج ان يقول لمن يدعي انهم من شيعته ... ملأتم قلبي قيحا ))
الا بئس ما قالوا ... وهل يصلحهم علي بخراب نفسه ودينه ... كلا والف كلا فخلافتهم عنده لاتعدل عفطة عنز
وللأسف .. حكوماتنا السالفة كانت نسخة مصغرة بألوان الطيف القزحي من تلك الدول الي أغتصبت أرث علي عليه السلام وأولاده وعادت لتحكيم ألطلقاء وأبناء الطلقاء على رقاب الشرفاء والطيبين حتى أصبح لدينا الالاف من أمثال أبا ذر ممن ينفوون الى الربذة التي أصبحت تمثل الرقعة الجغرافية للعراق بأكملة دون ان تدخل المنطقة الخضراء في مساحتها ولا ما استقطعه الفاسدون لانفسهم من ولايات يحكمون فيها وكانهم في دولة الامارات
وعادت السقيفة السخيفة
فالسقيفة نفس السقيفة والعجيب ان من كان يشتمها بالامس من شيعتنا قد جلس فيها اليوم متكئا على فتوى ابي سفيان (( تلقفوها يا ال امية فوالذي نفس ابي سفيان بيده مامن جنة ولا نار ))
ومن كان يعيب على القوم قرعة عمر ابن الخطاب ويعتبرها فلتة ومؤامرة على علي عليه السلام وسقيفة ثانية بعد السقيفة الاولى قد سكت ورضي بتقسيم الكيكة بينه وبين الاخرين ممن كان يترضى على اصحاب السقيفة الاولى والثانية
ومن كان يعيب على الخليفة الثالث اكتنازه للذهب وما قيل انه يكسر الفؤوس فلم يكن يعتقد ان الدنيا ستدور ليكون في اختبار نفس الاختبار الذي مر على ذلك الخليفة ومشاهدة الذهب والفظة والجواهر فسقط في الهلكة
نتباكى على أم الشهيد الذي أعدمه صدام والتي احتارت في منعها من رثائه ودفنه والبكاء عليه
فهل أعطيناها حقها اليوم
كلا ...
واقول كم سمعناهم البعض وهم يتباكون على السيد الشهيد محمد باقر الصدر واخته
باقر الصدر كان افرس وأوعى منهم فقال (( ومن منا يملك ملك هارون ولم يقتل موسى ابن جعفر ))
نعم سيدي
القوم ابناء القوم
لو كنت موجودا لقتلوك كما قتلوا جدك
ولو كنت متعلقا بأستار الكعبة ... فالملك عقيم
عودي الى النوم يا هاشمية
فلست كالاعلامية الداعشية سهير القيسي
لتلتف حولك حماية السلطان عندزيارتك للعراق لتمنع اصابع الغادرين من الوصول اليك خلسة او غيلة أو غدرا وسط شارع المتنبي وهم يتغنون بأجمل ما سمعوا عن الوطن (( هل رأى الحب سكارى )) للمجاهدة الباسلة أم كلثوم
فأين انت منها يا هاشمية وانت لم تحفظي في حياتك البائسة سوى هذه أغنية (( دللول يالولد يبني دللول .. عدوك عليل وساكن الجول .. دللول ))
تحياتي لكل هاشميات العراق
https://telegram.me/buratha