محمد كاظم خضير
سقوط بغداد أو ما يعرف بمعركة سقوط بغداد، وهي المعركة التي حصلت بين القوات المسلحة العراقية السابقة والجيش الأمريكي في أوائل شهر أبريل/نيسان عام 2003أثناء عملية احتلال العراق عام 2003.
قبل ثلاثة اسابيع من تاريخ هذه المعركة، بدأت القوات الأمريكية بالتحرك بإتجاه بغداد عاصمة العراق، عندما كان جورج بوش (الابن) رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
منذ الصباح الباكر وزعت أجهزة الإعلام الأمريكية شريط فيديو ، بثته جميع أجهزة التلفزة العربية ، بعضها بحكم عدم وجود مراسيلين له في بغداد، والبعض الآخر بحكم مشاركتها في الحرب الإعلامية ضد العراق ، مهما على صوتها بالتنديد بالضحايا . وقد جاء شريط الفديو الموزع والذي جرى بثه ، مكتملاً في أساليب الحرب النفسية التي احتواها، من حيث إظهار المواطنيين العراقيين المجاهدين - الذين قاتلوا أكبر قوة عدوانية وصمدوا في وجهها - كسارقين ولصوص مكرراً التكتيك الإعلامي النفسي الذي مورس حين إحتلال أجزاء من البصرة . وبعد وقت من الترقب والتوتر وحرق أعصاب المشاهدين ،وبعد أن فعل الشريط الأول ما فعله من تسليم الناس بالهزيمة وبسقوط بغداد ، أعيدت الروح لعمليات البث المباشرللقنوات العربية من بغداد . وإذا كان الفيلم الأول قصيراً وكله إيماءات ، فقد جاء البث التليفزيوني المباشر طويلاً ومطولاً ، ومقصوداً طوله ، ومايزال حتى الآن ، يظهر ترحيبا بقدوم القوات المعادية.. ويظهر تجول الأعداء في عاصمة الخلافة ، وكأنهم في نزهة ، مما زاد التساؤلات حده
وكما قال الاستاذعبدالناصر الناصري "( لاتوجد لحظات مرت على حياتي أجمل من لحظات الغارات الأميركية التي أستهدفت مقار النظام الصدامي في العراق ؛ وهي أجمل من السمفونات الموسيقية كما وصفها الكاتب العراقي كنعان مكية
لاأعرف كيف يريدني البعثي ان اكون مواليا لنظام دمر عائلتي كما دمر الاف العوائل العراقية بشتى أنواع التدمير القذرة ؛ هوبالفعل أبشع نظام عرفه التاريخ ؛ هذه البشاعة لايعرفها إلا من إكتووا بنيرانها أما الذين ينظرون له من بعد يعتبرونه من أوائل الأنظمة الجيدة بسبب بذخه على المرتزقة والأبواق العروبية التي كانت ولاتزال تعمل على تلميع صورته
هذه الآراء التي أؤمن بها باتت غير مقنعة وتثير السخرية للكثير من المراقبين في الداخل والخارج بسبب غباء وفساد الطبقة السياسية التي استلمت السلطة العراقية بعد زوال صدام حسين وهي لم تتجرأ من القيام بأعمال مشابهة الى أعمال النظام الساقط
كثرة الأخطاء والممارسات السلبية التي رافقت عملية تشكيل الحكومات الجديدة لاتعد ولا تحصى وبإمكان اي معارض لهذه التشكيلات ان يرد على افكارنا بعشرات الوثائق الثبوتية التي تؤكد على فساد حكام مابعد صدام
لاأعرف عن أي ملف سأتمكن من الدفاع عنه ؟ وهل بإستطاعتي ان أؤشر على ملف يشار له بالبنان قد أنجز بعد 2003 ؟ هل أدافع عن ملف الخدمات أم عن ملف الأمن ؟ أم عن ملف البطاقة التموينية أم عن ملف الإقتصاد وضياع خيرات البلد ؟ أم عن ملف الشهداء الذين يسقطون يوميا نتيجة افعال هذه الطبقة ؛ حتى ملف الحريات التي يتغنى بها الكثير من مؤيدي النظام الحالي قد تعرض هو الآخر الى انتهاكات عديدة وراقت دماء زكية نتيجة عملها في مجال الحريات إنني أشعر بالخجل حين أدافع عن نظامنا الحالي وبت اشعر ان من يدافع عنه لايختلف كثيرا عن الذي يدافع عن النظام السابق فكلاهما يبحثان عن أجر مادي لتلميع الصور بغض النظر عن الحقيقة
لا أجد أي مبرر يمكن ان يشكل عائقا أمام بناء دولة حقيقية خصوصا بعد مرور أربع عشرة سنة على سقوط صدام وكل المبررات التي يطلقها الفاسدون ومن على شاكلتهم هي حجج واهية من أجل تبرير عملية السرقة المستمرة التي أفرغت العراق من كل شيء وحولته الى دولة فاشلة لاتقارن الا بالدول الأكثر فشلا في العالم
أعرف جيدا ان العراق الجديد قد تعرض الى هجمة شرسة من كل الديكتاتوريات في العالم لإجهاض تجربته الواعدة لكن هذا لايمكن ان يكون عاملا مؤثرا لو كان السياسيون العراقيون موالين ومحبين للعراق ويعملون من أجله
على العالم ان يعرف جيدا ان العراقيين بكافة الوانهم قد تعرضوا الى ظلمين ؛ الأول على يد نظام ديكتاتوري كان عادلا في توزيع إعداماته والثاني على يد نظام فاسد كان ولايزال عادلا في توزيع الفشل على جميع العراقيين
هناك آراء كثيرة أقرأها يوميا تشير الى ان النظام الجديد في العراق هو نظام طائفي بإمتياز وأنا أنكر هذه التهمة فهذا النظام لم ينجح في خدمة أي شارع من شوراع أية طائفة عراقية لكني أؤكد ان هذا النظام قد خدم مرتزقته فقط
الآن أشعر بألم شديد حين أنظر الى هذه المناسبة العظيمة وهي تترك بلا تغطية إعلامية ولم نحتفل بها والسبب يكمن بفشل حكام مابعد صدام فهم يتحملون ضياع فرحتي وفرحة الكثير من العراقين بيوم التاسع من نيسان اي سقوط صدام .) واتمنى أن يأتي العام
المقبل والعراق يحل عليه الأمن والاستقرار
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha