عبد الحسين الظالمي
عشنا اربع عقود تقريبا مع حملة غير مسبوقة ضد الجمهورية الاسلامية وبمختلف الوسائل
ومن جهات متعددة على رأسها امريكا وبعض الدول الخليجية فما سر هذه الحملة وما سر تركيزها ؟ وما سر جعل مفتاح هذا التركيز يمر من العراق فهل حقا ان الجمهورية الاسلامية تشكل تهديد على هذه الدول ؟ وهل حقا ان الجمهورية الاسلامية تتدخل في شؤون تلك الدول والوقف بوجهها دفاع عن النفس؟ ما هو سر اشاعة ثقافة العداء للجمهورية الاسلامية وخصوصا بين ابناء الشعوب العربية وخاصة الشعب العراقي ؟
كل تلك الاسئلة تستحق الوقوف عندها ولو بايجاز وبحيادية تامة .
ايران كانت تحت المظلة الامريكية في زمن الشاه
وبانتصار الثورة خرجت من تحت هذه المظلة نهائيا وهذا بحد ذاته سببا كافي يجعل امريكا تناصب العداء للنظام الجديد الذي ابتعد كثيرا عن هذه المظلة وذا كان مبرر لامريكا لنهج منهج العداء فماهو سر عداء بعض الدول الاسلامية والعربية للجمهورية الاسلامية ؟
ايران كان نظامها نظام علماني يفصل بين الدين والسياسة مما يجعل الخوف والتوجس من هوية العقيده الشيعية للشعب الايراني غير مؤثرة لذلك لا وجود لحساسية طائفية طلما الحكم ينسجم مع المحيط الذي اغلبه علماني .
خروج ايران من المظلة الامريكية استدعى الخروج من العلاقة الاستراتيجية مع اسرائيل الى حالة العداء معها لتشكل هذه النقطة ثالوث الاتفاق على منهج العداء للجمهورية من امريكا والدول العلمانية وعلى رأسها الدول (الخليجية بما فيها العراق في زمن البعث ) ولكل تلك الاطراف دواعي ومخاوف خاصة به فمنهم من يعتبر الخروج خساره لشرطي كان يمرر سياسته في المنطقة ( امريكا ) ومنهم من يخاف على حكمه وموقعه ونظامه السياسي التقليدي ( العراق ودول الخليج ) ومنهم من يخاف تصدير النموذج له ( بعض الدول العربية ) ومنهم من يخاف معادات النظام الجديد له ( اسرائيل ) .
لذلك نرى مشروع العداء للجمهورية بدء مبكرا من هذه الاطراف وخصوصا مع وقع احداث داخل ايران ساهمة في تاجيج هذا العداء وعطائة مصداقية ( اقتحام الطلاب للسفارة الامريكية في طهران.
بعض التصريحات من بعض القيادات الايرانية التي ذكرت مفهوم تصدير الثورة ،اعلان ايران الحازم بالوقوف مع القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل واستبدال السفارة الاسرائيلية بالسفارة الفلسطنية مما جعل اللوبي الصهيوني يجند كل قواه ضد النظام الجديد ) ناهيك عن العداء التقليدي عند بعض العروبين والقومين والشوعين لكل عنوان ديني يقترب من السياسة ( الاسلام السياسي ) فكيف اذا كان ذلك الاقتراب عمامة سوداء ؟ .
الاسباب اعلاه جعلت كل الاطراف التي ذكرت تضع مخططاتها في سلة العداء لايران واضعين منهج شامل ياخذ كل طرف دورا فية بدءا من الخلاف على الجزر في الخليج الى تسمية الخليج ( العربي او الفارسي) الى محاربة الاصولية والتي كانت تساوي في مقصدها التطرف الديني الان ، ومنها الحرب على النظام الجديد لاجهاض التجربة في المهد ثم الحصار ومؤامرات تفجير الداخل الايراني.
وشىء طبيعي ان لكل فعل ردة فعل من الطرف الاخر مما جعل الجمهورية الاسلامية تبحث عن ثغرات في جدار هذا العداء ومحاولة الاستفادة من تعاطف الشعوب المظلومة معها لتجد لها موطىء قدم متعاطف ومناصر لها في داخل غرف هذا الطوق مما ساعدها على قلب الطاولة على رؤوس بعض الحكام من خلال ذلك.
مع الاشارة ان تلك الجهات المتعاطفة مع الجمهورية انما تنطلق من دوافع القهر والظلم المسلط عليها فوجدت في الجمهورية ناصرا ومعينا لها مما شكل تبادل مصالح يمتد بعضها لى عمق عقائدي وهم المصير الواحد مما جعل الطرفين يواجهان هذا الطوق بضربات قاسية ربما وصلت الى درجة افشاله في بعض المقاطع الزمنية وقلب المعادلة كما حدث في العراق وجنوب لبنان ابان اجتياح اسرائيل للبنان واليمن والبحرين وسوريا في الطريق .
لذلك لجأ القائمين على مشروع العداء مع الجمهورية بعد فشل المشاريع السابقة ونقلاب بعضها بالضد الى سياسة قديمة جديدة وهي اشاعة ثقافة العداء للحمهورية الاسلامية بين طبقات الشعوب العربية ولاسلامية من خلال لصق كل حدث سىء يحدث في العالم او المنطقة بالجمهورية من خلال ماكنة اعلامية ومنظمات وطوابير تجسس واشاعات وتلقين عقول الشباب ان كل مأساة الشعوب العربية ليس من الانظمة الحاكمه فيها بل ذلك كله من وراء تامر ايران وتدخلها بالشؤون الداخلية لهذه الدول حتى يكاد المتابع لا تغادر مسامعه مفردة النظام الايراني في كل نشرة اخبار او تحليل سياسي في برامج القنوات العربية ووسائل التواصل( وصل الى حد التعاطي السلبي مع انتشار مرض كورونا في ايران وتضخيم الاعداد في بداية انتشاره ).
كل ذلك الغرض منه غسل ادمغة الشباب واستبدال مفهوم العداء في عقول الاجيال العربية من العداء لاسرائيل الى مفهوم العداء لجمهورية الاسلامية كامقدمة للمشروع الصهيوامريكي هو استبدال العداء العربي اتجاه اسرائيل وتحويله الى وجه اخرى وهي ايران ولكل من يقف معها او يساندها مما جعل البعض بعلم او بدون علم ينساق خلف هذا المشروع موجها كل فشل او تقصير في بلده اتجاه ايران
حتى اصبحنا نتجاهل التدخل الامريكي في الشأن العربي او نعده تدخل مشروع لدفاع عن الامة اتجاه عدو سوف يبتلع الامة ، امريكا التي تقتل وتحاصر وتخرب من قواعد عسكرية في دول عربية طيرانها يطوف في سماء اغلب تلك الدول بدون ادنى تنسيق واحترام للسيادة وابناء تلك الشعوب و منها الشعب العراقي يهتف (ايران بر ه بر ه ) وكان الطيران الذي يطوف في السماء ايراني وكل من فجر نفسه في العراق وسوريه ايراني وايران هي من دفع العتاد والسلاح لداعش لتحتل العراق وسوريا كل ذلك جرى من خلال عصف ذهني شديد على افكار الناس حتى لم يعد الانسان البسيط ان يجهد نفسه بتفكير بربط اي حدث سوى ربطه بايران وتحميلها السبب .
المطلوب من ايران ان تجلس في طهران مكتوفه لا تحرك ساكن في الدفاع عن نفسها ونظامها وعليها ان تتخلى عن نظامها وملاين التضحيات في سبيل ان ترضى امريكا واسرائيل وهم يقرؤون يوميا في كتاب الله المنزل على الرسول الاعظم ( لن ترضى عنك اليهود والانصارى حتى تتبع ملتهم ....) والسوال المهم مالذي جنته الدول العربية من مشروع العداء هذا وما حقق لها ؟فاغلب الانظمة سقطت وتحولت الدول الى فوضى ولم يبقى الا القليل ، فلسطين قضيتهم ذهبت مع الزمن واصبحت العلاقة مع اسرائيل هي البديل . اغلب الشعوب العربية يتنامى عندها شعور الكرهية للانظمة العربية اذا مالذي تم جنية من هذا المشروع الذي مضى علية اربع قرون ولن يصل الى نتيجة ولو بنسبة معينة سوى خسارة الشعوب الاسلامية عربية كانت ام اعجمية، ومن هو الرابح الاكثر في هذا الصراع غير امريكا واسرائيل وهل يوجد عاقل يعتقد ان هذين النظامين يريدان مصلحة هذه الشعوب ولو بنسبة واحد بالمئه حتى يمكن ان نغي راينا ونعادي الجمهورية الاسلامية !
ونحن نعلم ان القاعدة تقول (لا تقفل منافذ الهروب في الحصار على عدوك فسوف تجعله يسميت في قتالك) فكيف اذا كانت هذه الاستماته ناتجة من حصار خانق وشعور بالظلم ومساس بالعقيدة . سوال اوجهه لكل عاقل منصف وخصوصا من ابناء الشعب العراقي الذي يتظاهر البعض منهم بالعداء للجمهورية وهو يرى ما تعاني من حصار و حرب حتى في لقمة عيش شعبها وعقيدته ويحاكم عليها سلبا بحجة التدخل في شؤون العراق ، علما ان الاغلب الاعم من ابناء الشعب العربي والعراقي يكنون الحب والاحترام لها ولكن سطوة الاعلام وحملة التجهيل والشخن الطائفي سلبت منهم قول الفصل .
ـــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha