السيد محمد الطالقاني
تسعة وعشرون عاما مرت على احداث الانتفاضة الشعبانية ,ولازالت في قلوب من عاشرها وشارك فيها ذكريات ودروس وعبر و قصص بطولية رائعة وجميلة جدا سطرها شباب الانتفاضة الشعبانية سوف تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل.
ومهما اختلفنا في أي مكان اندلعت منه الشرارة الاولى لتلك الانتفاضة ولكننا نتفق جميعا على ان الشرارة الاولى كانت في قلوب العراقيين جميعا وخصوصا في المحافظات الجنوبية .
لم تكن هذه الانتفاضة وليدة الصدفة وانما هي امتدادا لاانتفاضات سبقتها مثل انتفاضة صفر في عام 1977، وانتفاضة رجب في عام 1979, كذلك التحرك السياسي والجهادي للمرجعية الدينية وزعامتها كتحركات الامام السيد محسن الحكيم ضد التسلط البعثي عام , 1968 ووقوف الامام الخوئي بصلابة ورعايته للحوزة العلمية في اشد ظروف الهيمنة البعثية , وكذلك الموقف الجهادي الذي تبناه الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر في وقوفه العلني امام خطط والاعيب وافكار الحزب المقبور, كذلك دور العناصر الجهادية في اوساط الحوزة العلمية والجامعات ومختلف شرائح المجتمع العراقي ودور المجاهدين الذين اجبرتهم الظروف على ترك الوطن الى المهاجر.
لقد أدخل المقبور صدام بلدنا العراق في حربين خاسرتين وبتوجيه من الاستكبار العالمي ، الاولى كانت من خلال اعتدائه على إيران ومحاولة احتلالها إبان قيام الثورة الإسلامية في إيران، حيث ظن المعتوه صدام أن الارتباك الحاصل في إيران سيضمن له تحقيق انتصار سريع على هذا البلد.
والمعركة الثانية كانت هجومه على الكويت وتعريض الجيش العراقي لخسارة أخرى أثارت سخط الشعب العراقي ليعلن على اثرها انتفاضة امتدت من جنوب العراق الى شماله، ولم يتمكن النظام من قمع تلك الانتفاضة إلا بعد ان استعان بالطيران الحربي،و السلاح المحرم دوليا والقمع المفرط في وقت غابت فيه وسائل الاتصال وانعدم فيه الاعلام الحر والمستقل الناقل لاحداث تلك الانتفاضة .
لقد رسم رجال الانتفاضة الشعبانية اروع الصور في الغيرة والوطنية والعقيدة والنضال, بعد أن كان متوقع لدى الاستكبار العالمي أن الشعب العراقي قد انتهى جسديا وفكريا نتيجة الظلم والاضطهاد الصدامي, فكانت الانتفاضة الشعبانية بمثابة الرصاصة القاتلة لامريكا وحواضنهم اشباه الرجال من لقطاء الحزب الفاسد.
كان لقوة الانتفاضة الشعبانية في المناطق الشيعية عكس رغبة الاستكبار العالمي في عدم مسك الشيعة للسلطة خصوصا بعد ان تصدت المرجعية الدينية لهذه الانتفاضة وشكلت هيئة عليا لادارة الوضع ضمت نخبة من اصحاب الفضيلة العلماء ممن تعتمد على كفاءتهم وحسن تدبيرهم , وطلبت المرجعية الدينية من المؤمنين اتباعهم واطاعتهم والانصياع إلى اوامرهم وارشادهم ومساعدتهم في انجاز هذه المهمة.
هذا الامر الذي جعل امريكا تقوم بدعم القوات الصدامية من اجل انهاء وقتل الانتفاضة الشعبانية بكل الطرق حيث قام لمجرم صدام ونظامه من اجل انهاء الانتفاضة بعدة انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وبمساندة الاستكبار العالمي.
اننا نعتبر ان الانتفاضة الشعبانية قد نجحت في مساراتها ونتائجها , وهي منعطف مهم في حياة ابناء المرجعية الدينية , فبالرغم من كل تلك التضحيات التي قدمت في هذه الانتفاضة المباركة لكنها كانت طريقا لتحرير العراق من الظلم والطغيان والجبروت.
تحية تقدير وانحناء لكل الدماء الزواكي التي سالت على منحر الحرية في هذه الانتفاضة المباركة.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha