قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
إذا أمعنا النظر؛ في سيرة فخامة الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، نجد أنه لم يكن لاعبا سياسيا من الخط الأول، أثناء الفترة التي كان فيها المرحوم جلال طالباني؛ رئيسا للعراق ولحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني، الذي "كان" برهم صالح منتميا اليه، وحتى على الصعيد الكوردي؛ الذي تحكمه عوامل الإنتماء العشائري بشدة، فإنه لم يكن أبدا يوما الرقم واحد، فهو لا ينتمي لأسر الزعامات الكوردية المعروفة، وفي مقدمتها ألأسرة الطالبانية في السليمانية، والأسرة البارزانية في اربيل ودهوك..نعم كان رقما مهما ومعروفا.
لم يكن السيد صالح؛ من رجال البيشمركة الذين قاتلوا نظام صدام، ففي سيرته وهو المولود عام1960 ، أنه انضم إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني أواخر عام 1976، وهي معلومة عن فتى بعمر 16 عام، تحتاج الى عقل غبي ليقبلها، لكن الرجل أعتقل لمدة 43 يوم عام 1979؛ أي عندما كان عمره 19عاما، شأنه شأن آلاف الشباب الكورد الذين أعتقلهم نظام صدام.
كان القاضي "صالح" والد "برهم"؛ أحد أفراد الطبقة البيروقراطية الوظيفية، الأمر الذي دعاه لإرسال ولده "برهم" الى لندن؛ ليتم تعليمه الجامعي العالي هناك، ومن ثم يصبح عضواً في تنظيمات أوروبا، ومسؤولا عن مكتب العلاقات الخارجية لـ (PUK) في لندن..
وفي أول مؤتمر عام 1992 انتخب "برهم" عضواً في قيادة اللـ (PUK) وكلّف بمهمة إدارة مكتب الإتحاد في أمريكا، كما أصبح ممثلا لأول حكومة لإقليم كردستان لدى الولايات المتحدة الأمريكية حينذاك..
نعم تبوأ الرجل عدة مناصب مهمة بعد تغيير نيسان 2003، الذي أطاح بنظام الطاغية صدام حسين، وقد حصل على هذه المناصب لسببين، الأول كـ"حصة" عن إنتماءه الى حزب طالباني، وثانيا لأنه يحمل شهادة الدكتوراه، في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987، وهي تعد جواز مرور للمناصب العليا.
لا ننكر ان الرجل يحمل ذكاءا مميزا، لكن ذكاءه جعله متطلعا وبشكل دائم الى المناصب الأعلى، وفي هذا الصدد نافس الدكتور فؤاد معصوم؛ مرشح حزبه على رئاسة العراق، ولما لم يحظ بترشيح الحزب، إنشق عن الحزب؛ مؤسسا حزبا جديدا على حافة الـ (PUK)، هو (الائتلاف من أجل الديمقراطية والعدالة)، وبعد بعد فوز هذه الكتلة بمقعدين في الإنتخابات البرلمانية العراقية 2018، تم التصويت من قبل الـ (PUK) لأجل عودته إلى حزبه الأم، وحل الحزب الجيد!..وثم ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية؛ منافسا لفؤاد حسين مرشح السيد مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأرتكب القادة الشيعة خطأ إستراتيجيا قاتلا؛ عندما أعتبروا أن "برهم" أقل سوءا من فؤاد حسين، الذي أضطروا لاحقا الى منحه وزارة المالية، في حكومة عبد المهدي.. والما رضا بجزه رضا بجزع وخروف!
سيرة "برهم" وعلاقاته الأسرية وإندكاكه التام بالثقافة الأمريكية، كانت أمورا معروفة للقادة الشيعة، ومع ذلك ولغبائهم السياسي؛ حاولوا معاقبة السيد مسعود بارزاني، على قصة إستفتاء إستقلال إقليم كوردستان ببرهم صالح، متناسين أن "برهم"؛ كان من أوائل المستفتين بنعم على الإستقلال عن العراق!
برهم صالح الذكي الحاذق الماهر؛ يعرف أن إجراء إنتخابات مبكرة، يعني إيضا مغادرته لمنصب رئاسة الجمهورية باكرا، ولذلك لعب لعبته التي كانت تفتقر الى الذكاء هذه المرة، فرشح وخلافا للدستور؛ صنوه المواطن الأمريكي من أصل عراقي عدنان الزرفي، على أمل أن يشكل معه ومع حليفهم السني، رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي، ثلاثيا يستمر بالحكم الى نهاية العهدة الدستورية عام 2022، ليؤسسوا لاحقا لحكم يسمح بإستمرار؛ الوضع الخادم للتوجهات الأمريكية التي يعتنقونها بإخلاص.
كلام قبل السلام: السيد برهم صالح صنع تابوته بيده؛ عندما رشح الزرفي لرئاسة الوزراء رغم أنف الشيعة، وهو أمر حسب أن بإستطاعته أن يمرره بأساليب ملتوية، وكان يفترض به أن يتفاهم مع الشيعة؛ على رئيس وزراء يطرحونه هم، أو يقبلون به على أقل تقدير، لا أن يحاول لي أذرعهم، ولا أن يطرحه أصدقاءه الأمريكان، لكي يضمن أن يبقى في رئاسىة الجمهورية لإربع سنوات قادمة، لكنه ولعدم تيقنه من حظه، صنع تابوتا يتسع لثلاثة أشخاص..والحليم تكفيه الإشارة..!
سلام..
https://telegram.me/buratha