المقالات

الإخوة- الأعداء هل يخافهم عدنان الزرفي ؟


محمد كاظم خضير

 

 

يبدو مثيراً ما يفعله «  رؤساء الكتل السياسية سائرون والقوئ السنية و الأكراد »، فهم يكرِّسوا حضورهم مرجعية سياسية واقعيا بعد رفض تكليف محمد توفيق علاوي . ويرى البعض أنّ هذه المرجعية ستكون موازية لرئاسة الوزراء ، بل إنّها أشبه بـ»رئاسة حكومة الظلّ»، وسترفع شعار «إنقاذ»من صلاحيات الرئيس المكلف عدنان الزرفي ... سواء برضاه أو رغماً عنه! ولذلك الزرفي مصاب بالإرباك: هل يحتمي بأركان هذا النادي لمواجهة الشريكين القانون والفتح أم يحتمي منهم، باعتبارهم «أعداء كار» وينتظرونه «على كوع» مجلس الوزراء ليدخلوها؟

قبل أسابيع تماماً، كانت عملية تأليف الحكومة قد بلغت ذروة التعثّر. لكن الشريكين الكردي والسني كانا يضغطان بقوة لدفعه إلى التأليف وفق معايير لا يوافق عليها… وإلّا فليعتذر.

ومن باب الضغط، طرح البعض أن يوجّه رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي رسالة إلى رئيس الجمهورية طلب سحب التكليف الذي حصل عليه ،  وإعادة الاستشارات الملزمة لتسمية شخصية  أخرى. .

عموماً أن عدنان الزرفي في حاجة إلى تركيب مظلة سياسية واقيةٍ تخفِّف عنه الضغوط. فجاء مَن يعرض عليه فكرة الاستعانة برؤساء الكتل الداعم له، علماً أنّ اثنين منهم هما من «الاكراد» ومن بيئة «الشيعة »، وهما الرئيسان برهم صالح والسيد مقتدى الصدر .

يومذاك، جرى لقاء سري وخرج بعده السيد مقتدى الصدر ليعلن دعم عدنان الزرفي بصورة غير واضحة بتغريدة ويحذّر من «نيّة واضحة للانقلاب عليه والتوازنات التي أرساها، ولاسيما في قضية تشكيل الحكومة ودور الرئيس المكلّف».

ومنذ ذلك الحين، بدأ «نادي رؤساء الكتل الداعمة له » يتصرفوا كمرجعية سياسية قائمة واقعياً. وثمة مَن يقول إنّ قوى داخلية وخارجية تشجع ذلك وتسعى إلى تحقيق تنوُّع وتوازن داخل البيت الشيعي، ما دام عدنان الزرفي عاجزاً عن الخروج من صفقة ما بعد التكليف وانعكاساتها على صلاحيات رئاسة الحكومة.

ويدرك عدنان الزرفي نفسه أنّه يحتاج إلى أصوات أخرى، من داخل البيت الشيعي ، أو حتى من داخل تحالف الفتح » أو بيئته السياسية، لأنّ ذلك يمنحه هامش المناورة أمام الشريكين الفتح  والقانون . ولذلك، هو يرتاح إلى صدور المواقف المعترضة من داخل «البيت الفتح »، . ولكن، هناك حدود لا يرغب في أن يتجاوزها أحد من داخل البيت الشيعي .

لا يخاف عدنان الزرفي إطلاقاً أن تنقلب المعادلات في الوقت الحاضر وأن يفقد موقعه في رئاسة الوزراء لمصلحة أشخاص جديدا. وهو يدرك تماماً أنّ التسوية القائمة على ثلاثة أطراف طائفية - سياسية ليست معرَّضة للسقوط طوال الوقت الحالي على الأقل، لأنّ الأقوياء فيها - «تحالف سائرون » تحديداً - لا مصلحة لهم في ذلك.

وهذا الأمر يدركه أيضاً أركان «ثلاثي» الحكومات السابقون، ولاسيما الأكراد الذي يعرف هو أيضاً حدود اللعبة، ويدرك أن الزرفي هو ركن التسوية  في المرحلة الحاضرة. وإلى أن تتبدّل المعادلات سيكون لكل حادث حديث. ويعرف عدنان موقف منافسه القانون والفتح وهو غير مرتاح إليه.

لكن تحالف الفتح يحاذر أن يفقد المبادرة أكثر فأكثر في موقعه في الحكومة ، بحيث يصبح موقف السياسية الداعم له، عبئاً عليه. وفيما هو يتعرَّض للضغوط التي يمارسها فريق دول إقليمية ،ويُصبح أيضاً عرضةً لضغوط يمارسها «نادي رؤساء الكتل السياسية »، في المقابل.

وعملياً، تصعب الإجابة عن السؤال: عندما يدافع رؤساء الفتح بهجوم على رئيس الجمهورية ، هل يستهدفون عدنان الزرفي بضغوطهم لثنْيه عن تقديم التنازلات أم يستهدفون الشريكين الأكراد وألسنة ؟

في أي حال، يخشى عدنان الزرفي أن يتكوَّن انطباع لدى شريكيه في العملية السياسية بأنه يستعين بقوى أخرى من خارجها. فالخط الأحمر لدى الزرفي هو هذه التسوية.

ومن هنا حساسيته على كل ما يمكن أن يفسَّر اعتراضاً عليها. وهذا ما دفعه إلى تأجيل اللقاء بأسلافه الثلاثة أياماً عدة، .

وثمة مَن يعتقد أنّ الزرفي ، وعلى رغم كل شيء، يفضّل أن «يقلِّع شوكه بيديه» وحلّ الأزمات بينه وبين فريق تحالف الفتح بالتراضي ومن دون تدخلات، معتبراً أنّ ذلك أفضل بكثير من «تكبير المشاكل».

وقد نجح الزرفي في إقناع المعترضين عليه، داخل الطائفة السنّية، بأنّ لا مصلحة في الخروج من تكليفه ، وأنّ الخسائر المحتمل أن تصيب صلاحيات الكتلة الشيعية أو رصيده خلال حكومة عادل عبد المهدي ، تبقى مقبولة إذا ما قورنت بالخسائر التي ستقع إذا سقط وخرج من التكليف  رئاسة الحكومة.

وهذا الاقتناع ينسحب أيضاً على القوى الخارجية الأساسية التي لا تريد زعزعة الاستقرار العراقي القائم على التوازنات  ولذلك، لا ترغب أي منها في تشجيع تمرير كابينة عدنان وحكومته في المدى المنظور.

وهكذا، على الأرجح، سيتعايش الزرفي و»الإخوة- الأعداء» تحت سقف التسوية القائمة، وضمن معادلة المصلحة المشتركة وموقع الطائفة، فـ»لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم».

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك