د. علي الطويل
في تصريحات لافته وسائل الاعلام انباء عن استعداد السعودية وقف اطلاق النار في اليمن ، من جانب اخر اوردت وكالات انباء مختلفة خبر اتصال بن زايد بالرئيس السوري بشار الاسد والتعبير عن استعداده للوقوف مع سوريا في مواجهة مرض الكورونا ، فما الذي حدا مما بدا ياترى؟ ولو قرانا هذين الخبرين استنادا الى المعطيات السياسية والاقتصادية والامنية وتداعيات ونتائج ماافرزه انتشار مرض الكورونا على الساحة العالمية ، فانه تبرز لنا عدة عناصر ساهمت في تغيير مواقف هاتين الدولتين المتفرعنتين على مدى السنين القليلة الماضية .
ولعل من ابرز العناصر الدافعة باتجاه هذه المواقف مايلي .
1.حالة الفزع والخوف من الانهيار الاقتصادي المروع للولايات المتحدة بعد انتشار مرض الكورونا بشكل كاسح وشلل الاقتصاد الامريكي وخاصة في مدينة المال والاعمال نيويورك وتوقف كافة المصانع والمكاتب الاستثمارية والبورصات والخسائر الجسيمة التي تكبدها قطاع المال والاعمال وبشكل غير مسبوق ، الامر الذي اشعر ال زايد وال سعود بانهم يتكأون عل حائط في طريقه للسقوط في اي لحظة .
2.انهيار اسعار النفط وبشكل مخيف وتراجع الصادرات ، والشعور بانه ليس هناك افق قريب يؤشر لعودتها الى سابقتها او اقل من سابقتها حتى بمدى اشهر ،
3. الامر الثالث والاهم باعتقادنا هو شعور هذين النظامين ان محور المقاومة يتنامى وان انهيار امريكا يعني تسيد هذا المحور في المنطقة والعالم ، وخاصة في الساحتين اليمنية والسورية والتي شهدتا اقذر الصراعات التي قادها هذين النظامين ضد هذين البلدين وصرفوا معظم ثروات شعوبهم بشكل عبثي اذ ضاعت سدا بفضل دعم وصمود ابناء المقاومة في هذين البلدين ، وبالتالي فان هذين النظامين يريدان يبديان نوع من المرونه في مواقفهم تقربا لهذا المحور .
4.الفشل الكبير والخسائر الجسيمة التي يتكبدهما هذين النظامين جراء الحروب التي يفتعلونها في العالم الاسلامي جعلتهم يخسرون المليارات ، واذا مااستمرت هذه الخسائر في ظل انهيار اسعار النفط يعني ان هذين النظامين سينهاران ايضا وهو مايتوقعه الكثير من المراقبين .
واستنادا الى ذلك ان هذين النظامين الذان لاعهد لهما انما يتراجعان عن مواقفهمها وان مساحة التكتيك ضيقة بالنسبة لهما لان جبروتهما من جبروت امريكا الايله للسقوط ، اذن فلا بد لهما من تغيير مواقف ولابد لهما من تبيض وجههما الذي اسود جراء افعالهما في المنطقة والعالم الاسلامي وتدخلاتهما الخبيثة في تفتيت الدول وتمزقها وافتعال الحروب والمشاكل في شرق العالم الاسلامي وغربه ، واخيرا فان هذين النظامين سببا رئيسيا في اغلب مشاكل العالم الاسلامي لابد ان يجنيا عاجلا ام اجلا نتائج افعالهما وما خربته ايديهما بدفع امريكي اسرائيلي يصب في مصالحهما على حساب مصالح شعوب المنطقة
https://telegram.me/buratha