مهدي المولى
بعد تحرير العراق والعراقيين في 9-4- 2003 من بيعة العبودية التي فرضت عليه شعر العراقي لأول مرة أنه عراقي أنه إنسان حر, فأنطلق بشكل عفوي كل واحد حسب فهمه للحرية حسب مستوى وعيه حسب رغباته ومعاناته مما احدث اصطدام بين هذه الرغبات والمعانات والمستويات في الوعي والفهم وكاد يضيع العراق والعراقيين وعودة العبودية بوحشية أكثر وظلام أشد وهذه الحالة يتحمل مسئوليتها الذين كانوا يمثلون الشعب العراقي في الخارج الذين كانوا يمثلون المعارضة الذين كانوا يتفاوضون ويتحاورون مع المجتمع الدولي في كيفية الإطاحة بنظام الطاغية صدام وزمرته وكيف يحكمون
كان المفروض بهم ان يضعوا خطة عمل وبرنامج ما بعد تحرير العراق والعمل بصدق وإخلاص لبناء العراق وسعادة العراقيين إلا ان ذلك لم يحدث بل حدث العكس كل واحد انطلق من مصلحته الخاصة وكان الضحية العراق والعراقيين مما سهل تدخل أعداء العراق والعراقيين وفي المقدمة ال سعود وكلابهم الوهابية القاعدة داعش ومئات المنظمات الإرهابية الوحشية التي ولدت من رحم ال سعود ونمت في حضنها وخلق صراعات طائفية عنصرية وعشائرية خاصة بعد ان تحول عبيد وجواري صدام من عبادة صدام وأفراد عائلته الى عبادة ال سعود وشكلوا تحالفا واحدا واعتنقوا الدين الوهابي الظلامي
وفجأة تتحول عبيد وجواري صدام وكل طبوله وأبواقه الرخيصة الى دعاة للمدنية والعلمانية وتبكي على العراقي المظلوم في زمن حكم أهل العمامة وتدعوا الى عودة صدام وزمرته والى حكم ال سعود الديمقراطي الحامي للإنسان وحقوقه
وفعلا بدأت هجمة ظلامية وحشية لا مثيل لها في كل تاريخ العراق رافعة شعار لا شيعة بعد اليوم مدعومة من قبل العوائل الفاسدة المحتلة للجزيرة والخليج ال سعود ال نهيان ال خليفة وكان المقصود بلا شيعة بعد اليوم يعني لا ديمقراطية لا حرية للعقل لا عدالة ولا مساواة في الأرض
فتحركت المرجعية الدينية مرجعية الإمام السيستاني التي تمثل أهل العمامة الذين حملوها بصدق وإخلاص وتضحية ونكران ذات لا الذين صنعتهم مصانع مخابرات صدام وال سعود وأعلنت تمسكها بوحدة العراق والعراقيين وبالعملية السلمية السياسية وبناء عراق ديمقراطي تعددي وحكومة يختارها الشعب العراقي تضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وأنشأت دستور ومؤسسات دستورية ودعت كل العراقيين الى اختيار من يمثلهم بحرية وفعلا اختاروا أعضاء برلمان الذي مهمته اختيار الحكومة ومراقبتها فاذا عجزت يقيلها واذا قصرت يعاقبها كما لكل محافظة مجلس محافظة يختاره أبناء المحافظة مهمته يختار حكومة المحافظة المحلية لإدارة شؤون المحافظة كما لكل حي من أحياء المحافظة مجلس بلدي يختاره أبناء الحي لإدارة شؤون الحي الإدارية
لا شك ان مثل هذه الحالة الراقية والتي لم يعشها المواطن العراقي ولا المواطن العربي ولا مثيل لها حتى في الدول الراقية ربما هناك من يقول لكننا لم نحصد غير خلاف ذلك وأقول له نعم لكن السبب ليس العملية السياسية ولا الدستور ولا المؤسسات الدستورية إنما السبب هو نحن دون مستواها أولا والهجمة الظلامية الوحشية التي قادها أعداء العراق والعراقيين وعلى رأسهم ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية
لو كان هناك مدنيون وعلمانيون صادقون أحرار لوقفوا الى جانب العملية السياسية الى تطبيق الدستور الى بناء العراق الديمقراطي الحر للأسف لا يوجد واذأ كان هناك فهم قلة لم يسمع صوتهم أمام نهيق ونباح دعاة المدنية والعلمانية من عبيد صدام وجواريه وكلاب ال سعود التي تطبل وتزمر لنظام صدام الديمقراطي ونظام ال سعود حامي الديمقراطية والمدافع عن حرية الرأي وحقوق الإنسان
لكن المرجعية الدينية بقيادة الإمام السيستاني الذي أمتاز بحكمة وشجاعة تذكرنا بشجاعة وحكمة الإمام علي الذي يمثل أهل العمامة وقفت بقوة وصلابة من أجل حماية العراق الواحد الموحد ومسيرة العراقيين الديمقراطية لم يلتفت الى كل الدعوات الطائفية والعنصرية والعشائرية المتخلفة ولم تؤثر عليه وكان يرفض بقوة اي رد طائفي عنصري عشائري مهما كانت قسوته ووحشيته حتى انه قال والله لو كان لي مائة ولد وذبحوا 99 ولد وطلب مني الولد الباقي الرد طائفيا عنصريا عشائريا لم اسمح له ذلك
وهكذا أصبحت العمامة بقيادة الإمام إلسيستاني هي الحامية للعراق والعراقيين الأحرار والمدافعة عنهم جميعا بكل أطيافهم وألوانهم وأعراقهم وأديانهم لهذا نالت احترام وتقدير وتقديس كل عراقي حر صادق محب للعراق والعراقيين مفتخرا ومعتزا بإنسانيته وعراقيته
فعندما تعرض العراق الى أكبر هجمة ظلامية وحشية في تاريخ العراق كانت تستهدف القضاء على العراق والعراقيين أرضا وبشرا من قبل ال سعود وكلابها الوهابية والصدامية داعش القاعدة عبيد وجحوش صدام وتمكنوا من احتلال ثلث العراق وسبي واغتصاب نسائه وذبح شبابه وتدمير بيوته ومدارسه ودور عبادته وكل رمز تاريخي وحضاري
فلم نسمع اي تحرك لدعاة المدنية والعلمانية اي حركة ضد هذا الغزو الوحشي الظلامي ولا حتى صوت تنديد بل سمعنا وشاهدنا التأييد والمناصرة من هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم ظلما على المدنية والعلمانية بل رأينا صوت وحركة المرجعية الدينية في إصدار الفتوى الربانية والتلبية السريعة من قبل العراقيين وفي المقدمة أهل العمامة وتصديهم للهجمة الظلامية الوحشية حتى تمكنوا من وقف الهجمة ومن ثم مطاردتهم وبالتالي تحرير العراق والعراقيين من رجسهم وقذارتهم
الغريب بدلا من عبارات الشكر لتضحيات أهل العمامة نراهم يصطفون مع ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية في الإساءة للمرجعية الدينية ولأهل العمامة وللحشد الشعبي المقدس ويتهمونهم بكل التهم بالخيانة والعمالة بل أخذوا يرمون جرائم وموبقات ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية على ألمرجعية وأهل العمائم
واليوم يتعرض العراق والعراقيين الى هجمة وباء جديدة هي وباء كورونا لا يقل خطرا عن هجمة وباء الوهابية فلم نسمع اي دعوة ولم نر اي حركة لدعاة المدنية والعلمانية في إنقاذ العراق والعراقيين فتحرك أهل العمائم من خلال الفتوى التي أصدرها الإمام السيستاني والتي دعا العراقيين الى التكافل الاجتماعي بين العراقيين وأسرع العراقيون الى تنفيذ هذه الفتوى الدعوة وهكذا تمكن العراقيون من تحدي هذا الوباء رغم محاولات أعداء العراق ال سعود وكلابهم المعرقلة لسعي العراقيين في تحقيق عملية التكافل الاجتماعي
هذا ما قدمه أهل العمامة للعراق والعراقيين ماذا قدمه دعاة المدنية والعلمانية؟!ّ
https://telegram.me/buratha