عبد الحسين الظالمي
تعرض العراق في العقد الاخير الى هزة عنيفة جدا هددت امنه واستقراره السياسي والاقتصادي ووحدة ترابه ، تمثلت في دخول داعش الاراضي العراقية واحتلال ثلاث محافظات مهمة في غرب البلاد ووصل التهديد الى اسوار العاصمة بغداد، اذ كان المخطط احتلال العراق كاملا.
تلك الهجمة الشرسة التي لم يكن العراق مستعدا لها ابدا وقد رافقتها قضية هبوط سعر النفط الذي يعتبر شريان اقتصاد العراق هبوطا حادا من ١٠٠ دولار الى ٣٠ دولار ما شكل ضغطا عنيفا على الدولة برمتها في معركة غير متكافأه وفي اجواء غير ملائمة عسكريا واقتصاديا وامنيا .
امام هذا الواقع جاءت الفتوى المباركة وبديء المد الشعبي ليقلب الموازين ويغير مسار المعركة من هزيمة الى نصر جرى ذلك كله بفضل الوحدة والتضامن الاجتماعي بين الناس وقيادتها الدينية وبين الناس والمقاتلين اذ اعتمدت الجبهة طيلة ايام المعركة على الاسناد الجماهيري الذي قل نظيره في الحروب، اذ كانت قوافل الامداد المادي والمعنوي من المواكب والتجار واصحاب الخير والكوادر الصحية المتطوعة لا تنقطع يوما واحد عن قواطع القتال وقد تنوع هذا الامداد في النوع والاسلوب.
رجال تقاتل (الحشد) وشعب يساند ويدعم ويدعو، تلك الملحمة الجماهيرية الكبرى التي كان روداها المرجعية والمواكب والتجار والخيرين من ابناء العراق والكوادر الطبية ورجال الامن وقواتنا المسلحة، اثمرت تلك الجهود بصناعة نصر اعترف به كل العالم وأشاد به.
واليوم يقف العراق على تجربة ربما تكون مشابهة من حيث حجم التهديد لكامل وجوده كجزء من العالم الذي يتعرض الى نفس التهديد والخطورة في هذا التهديد ليس حجم الخسائر التي قد يستبب بها (فايروس كورونا) لا سامح الله بل بحجم الاثار التي ترافق هذا التهديد والإجراءات الوقائية الصارمة التي تتطلبها خطة السيطرة عليه والتي يشكل (التطويق والحصر) مبدءا مهما في عملية منع الانتشار من خلال الحظر الشامل والصارم والذي يسبب هو الاخر رغم اهميته مشاكل جانبية وخصوصا مع وجود طبقات تعتمد على مجهودها اليومي للعيش ومع عجز الدولة نتيجة انخفاض سعر النفط.
لذلك لا مناص سوى العمل على نمطين الاول قصير المدى ( ان تحاول الدوله مساعدة الناس جهد الامكان بما يتوفر لديها من خزين لبطاقة التموينية بمواد مهمة جدا واساسية تصل الى بيوت الناس والعمل على توفير الرواتب وايصالها لمستحقيها مع تقديم ما يمكن تقديمه من امور مادية تودي غرضها للمحتاج فعلا، وان يقوم الناس بمساعدة بعضهم البعض وفق مبدأ التضامن الاجتماعي وكل ما اشتهر به العراقيون ايام الزيارة الاربعينية هذا وقته والايام القادمة وربما الاسابيع القادمة اكثر حاجة لذلك، مع مراعات نقاط مهمة اولها عدم التاثير على الحظر.
والثاني التنسيق والعدالة في التوزيع اذا لا يمكن لعائلة ان تصلها عشرات الحصص واخرى لم تر حصة واحدة.
وثالثا يجب ان يرعى صاحب ال حاج .
واما النمط الثاني بعيد الامد فهو يعتمد على خطط الدولة للطوارىء والتفكير بخزين استراتيجي من المواد الغذائية والمحروقات ولادوية مع خطط التوزيع المحكمة وعدم السماح بالفوضى وثانيا العمل على التشجيع وتسهيل سبل التضامن المجتمعي والحث على الاقتصاد في الاستهلاك.
ومن فضل الله ان اغلب دولنا في المنطقة ومنها العراق مقبلة على موسمين منتجين الحنطة والشعير والتمور بالاضافة الى الثروة الحيوانية والسمكية .
من هنا نقول ان ابطال هذه المرحلة هم كوادرنا الصحية ومؤسساتهم ورجال الامن ومواقفهم وابناء الشعب وتضحياتهم ( والذين بجاهدون بااموالهم وانفسهم ) نعم ايها الشعب العراقي اليوم حل جهاد المال وحلت معركة العطاء والاسابيع القادمة وربما الاشهر التي تلي انتهاء الوباء والتي سوف يتعرض فيها العالم الى نكسه اقتصادية لذلك تحتاج منا جهود اكبر وتضامن اكبر.
ويبقى السؤال الموجه للكل وعلى الكل الاجابة ما هو دورك في المعركة؟ هل سيكون ( البقاء في البيت، مساعدة من تراه مستحق المساعدة، اقتصد جهد الامكان ، ازرع الامل في نفوس من حولك، اهتم بالنظافة، ساعد وتعاون مع المكلفين بالواجب ولا تنسى الدعاء والتضرع لهم وللجميع ) .
عندها ستكون بطلا من ابطال المعركة والله هو الناصر والمعين .
https://telegram.me/buratha