طيب العراقي
كل عاقل يحمل تفكيراً سليماً سيتوصل إلى نتيجة موئداها ان على كل المسؤولين العراقيين ان لا يثقوا بسياسة أمريكا؛ لكون تاريخ واشنطن حافل بالغدر، لكل من وضع يده بيدها ...
مع تسارع الأحداث والأزمات السياسية و المالية والإقتصادية والصحية، إتضح بجلاء أن الكتل الشيعية لم تكن مستعدة للتعامل مع هكذا ازمات، لذلك فإنهم استهدفوا اكثر من الكتل السنية أو الكردية.
هنا لابد من القول أن الانقلاب قد حصل، ونحن اليوم في سيناريو الفصل الأخير؛ فالإنقلاب بدأ حتى قبل استشهاد القادةالحاج ابو مهدي والحاج سليماني، وذلك عندما استهدف الطيران الصهيو أمريكي مواقع الحشد الشعبي وفصائل المقاومة هنا وهناك .
تكليف الزرفي يمثل الصفحة الأولى في الفصل الأخير؛ من أوراق مبعثرة لكتاب الإنقلاب، الذي تشترك في تنفيذ فصوله أطراف عديدة في العراق وخارجه، نشير هنا الى أن بعض الأطراف العراقية الشيعية تحديدا، متورطة في الإنقلاب من دون أن تعلم!
واشنطن تسعى وبكل قوة إلى القيام بانقلاب لسلب الكتل الشيعية حق اختيار رئيس الوزراء، وبالفعل وصلت واشنطن إلى نصف تحقيق هدفها، بمعاونة ساسة فاسدون، وعدتهم واشنطن بدعم لا محدود، وبعض هؤلاء هم الذين أشرنا إليهم، بأنه لا يعلم أنه شريك في تنفيذ إنقلاب على نفسه! ..
الآن دخلنا في مرحلة كسر العظم سياسيًا كما يقال؛ فإما أن تنتصر إرادة الشعب العراقي و تيار المقاومة الاسلامية واصحاب المشروع الوطني، بايقاف تمرير تنصيب عدنان الزرفي وأما ان ننساق الى المخطط الامريكي، الذي تريده للعراق وبانت ملامح هذا المشروع وشخوصه متمثلة بالثلاثي؛ برهم صالح وعدنان الزرفي وساسة آخرين ، وبنجاح تمرير الزرفي؛ تصبح السلطات الثلاث بيد المشروع الامريكي، وبذلك يتوفر الغطاء القانوني لضرب الحشد الشعبي؛ والمرجعية الرشيدة، وتصفية قادة المقاومة الاسلامية.
الانقلاب هو الورقة الاخيرة لأمريكا وحلفائها، أمريكا استخدمت الان الانقلاب للتهديد والوعيد، لمن اعلن رفضه لتمرير الزرفي؛ او اي شخصيه تريدها امريكا، وهذا السيناريو المطروح، هو بسبب ادارة الملف بشكل خاطئ، من قبل القوى الماسكة للسلطة في بغداد ، فالإنقسام وضبابية المواقف، والتصارع على كرسي الحكم او المناصب، ومنهج الاستفادة والفساد، الذي ابعدنا عن شارعنا، الذي سيهتف بالقبول في حال حدث ذلك، كلها عوامل تسهل حصول الإنقلاب.
هذه المرحلة هيه الأخطر من مراحل حياة العراق السياسية، ويجب ان ينتبه قادة الشيعة الى ما يحاك لهم؛ ويتركوا خلافاتهم جانبا، ويوحدوا صفوفهم لإبطال هذا المخطط الشيطاني، فالواقع يفرض علينا إتخاذ اجراءات سريعة؛ لمواجهة هذا الخطر.
أول هذه الإجراءات هو التوحد والابتعاد عن العدائية المستشرية، بين قيادات القوى السياسية الشيعية، ويتعين تغليب مصلحة البلد على المصالح الشخصية.
ثانيها؛ إحياء العمل البرلماني ومنحه زخما عاليا من التحرك، وذلك بالقيام بإبطال مشاريع امريكا وحلفائها، تحت قبة البرلمان وأدواتنا من الدستور العراقي والقانون، ومحاسبة الشخصيات التي سعت لتهميش دورنا ككتلة اكبر، وسرقة الاستحقاق الدستوري، والتي هيأت الأرضية الأساسية، للتدخل الخارجي الأمريكي والتعبئة للإنقلاب او التهديد به .
أما عن الزرفي وفلم الانقلاب الأمريكي المزعوم ..فإنه وكما لا يخفى على الجميع، فإن الرجل متخوف جداً، من حراك مسلح ضده في حال تمريره، ويلزمه من ذلك أن يتصل بأسياده الأمريكان وذلك من البديهيات، وفعلا اتصل الزرفي بأسياده من قيادات مخابراتية، طالبأ منهم تدخل عسكري، في حال جوبهت حكومته بأي رفض مسلح.
ولما كان الأمريكان في وضع لا يحسدون عليه في العراق وغرب اسيا، قاموا باستعراض عضلاتهم من خلال فيلم هوليودي، صاغوا له سيناريو لا يتجاوز العالم الافتراضي، صنعوا منه فيلم الانقلاب العسكري، يهدفون منه إلى الضغط على الوضع العراقي، بإتجاه قبول أطروحتهم، مع العرض أنهم لايمتلكون قدرات التنفيذ على الأرض، على الرغم من الكاريزما الرامبوية التي يتمتعون بها، لأنهم يعرفون أن ثمة قوى على الأرض العراقية، قادرة على أن تريهم في أنفسهم أياما سود، هي اليوم أقوى وأكثر تنظيما مما كانت عليه قبل 2010، يوم أجبروهم على مغادرة العراق على عجل، تحت ضربات المقاومة الباسلة.
هكذا تبين لنا أن بطل فيلم الانقلاب العسكري المزعوم، هو الممثل العراقي الأمريكي عدنان الزرفي المأسوف عليه أن يكون هو وأمثاله رئيسا لوزراء حكومة العراق.
ختاماً علينا كمواطنين عراقيين التعود على سيناريو الأفلام الهوليودية كثيراً، مادام يحكمنا بطل هوليودي.
خاتمة: نحن لسنا وحدنا فالتاريخ معنا والجغرافية تسندنا وسنربط خيولنا على اعتاب القدس كما يعرف ذالك اليهود من التوراة .
شكرا
26/3/2020
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha