د.علي الطويل
منذ اكثر من ٣ سنوات واعلام العدو الامريكي وتوابعه وذيوله وقد اكتوو بنار ، لم يتركو سيئة ولا او موبقة ولم ينسوا موقفا سلبيا او ايجابيا الا وتناولوه بالشتيمة والتعريض والتشهير ، فكل مايتعلق بالمرجعية عرضة لاعلامهم ، وكل معمم متهم لديهم ، وكل مؤسسة دينية هي لغرض التخريب والسرقة والتحايل بحسب رايهم ، واما الحشد الشعبي فانه عدو الانسانية الذي يجب ان يجتث او ينفى من الارض ، كل ذلك لان كل مشاريع الصهاينة وجنودها في العراق تصطدم بحائط المرجعية الدينية الفولاذي ، وما ينتج عنها وعن امتداداتها هو عدو يجب محاربته ، ولم يبعد عن ذاكرتهم وليد الفتوى الذي حطم مشروعهم العالمي الكبير في العراق ، وما ان انطلقت مظاهرات تشرين حتى اطلق الامريكان كلاب سفارتهم ليركبوا موجتها ويحركون العقل الجمعي للمتظاهرين باتجاه تشويه سمعة الحشد والمرجعية والمعممين وكادت تنجح حبائلهم لولا حكمة المرجعية وبعد نظرها وخبرتها في التعامل مع الاحداث الكبرى بكل تاني وصبر وثبات ، وكانت شعارات كلاب السفارات تتبجح بحب الوطن والحرص على المواطن واعدت لذلك حملة اعلامية قد نبالغ اذا ماقلنا انها الاضخم والاوسع في تاريخ العراق على الاطلاق.
وما ان ظهر فايروس كورونا ذلك الجندي الرباني الذي يبدو انه سيرتب اوراق العالم باجمعه سياسته واقتصاده وحتى مجتمعاته ، حتى اختفى اولئك الذي اصموا اذان الناس بصراخهم يريدون وطنا وينتصرون للمواطن وتركوا الساحة بهدوء مستغلين ذاكرة العراقيين التي تنسى بسرعة ، ليحولوا برنامجهم هذه المرة باتجاه (كلمة الرياء) التي اصبحت احدى العقائدية المهمة حتى عند الالحاديين منهم ، ليشهروا بها حملات الاغاثة والعون للفقراء التي دعت اليها المرجعية بسبب حضر التجوال وقطع الطرق وفقدان المعيلين لارزاقهم فلا شغل لهم الان الا هذا البرنامج التكافلي الكبير الذي تناخى له العراقيين كما تناخوا للجهاد الكفائي ، ولكن كما فشلت مخططاتهم السابقة وحربهم الناعمة ستفشل حربهم الاعلامية الناعمة الجديدة ،
ان عيون العراقيين دائما ساخصة نحو ازقة النجف ومايصدر منها ، وعلى طول التاريخ ومنذ زمن غيبة الامام عليه السلام ، كانت المرجعية الدينية هي المنقذ الاخير في احلك المواقف قتامة وخاصة بالنسبة لاتباع اهل البيت ، وقد تعلموا وخاصة في عهدنا المعاصر انها صمام الامان وحائط الصد لكل المخططات الخبيثة التي تريد الشر بالعراقيين.
فهاي الكورونا تعيد نصاعة المشهد العراقي والصورة الحقيقية التي اراد ابناء السفارة محوها من ذاكرة العراقيين وزرع قيم الشر والابتذال والسفاهة محلها ، ولكن هبهات فهذا شعب اهل البيت عليهم السلام لايلبس الاثوب الصفاء والنقاء والخير وشواهد الدهر تنبأك بما حاولوا طمسة ، فالجهاد والخير والغيرة والنخوة والالتصاق بالمرجعية صفات لاتمحوها صفحات السفارة ، ومن اراد فاليتابع التيجان السوداء والبيضاء والخدام الحسينيون وقد تحولوا الى باعة جوالين وممرضين وناصحين لايقصدون الربح المادي ولا السمعة الدنيوية بعملهم بقدر التسابق على مرضاة الله ، فهل بعد ذلك تستطيع السفارات وابناء السفارات ان تمحوا ذكرنا ؟
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha